نهاية الأيديولوجيا.. سلطة المرشد الأعلى تسقط تحت أقدام تلاميذ المدارس في إيران

نهاية الأيديولوجيا.. سلطة المرشد الأعلى تسقط تحت أقدام تلاميذ المدارس في إيران

نهاية الأيديولوجيا.. سلطة المرشد الأعلى تسقط تحت أقدام تلاميذ المدارس في إيران


18/10/2022

تشهد الاحتجاجات الشعبيّة التي تضرب المدن الإيرانية منذ نحو شهر، مشاركة واسعة من تلاميذ المدارس، وطلاب المرحلة الثانوية والجامعات، والذين ولدوا جميعاً في عهد الجمهوريّة الإسلاميّة، وتشبّعوا بأيديولوجيتها الدينية التي تهيمن على المناهج الدراسية؛ تكريساً لسلطة المرشد الأعلى.

تقول تارا سبهري فار، الباحثة البارزة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن": "هناك مستوى آخر ملفت للمظاهرات، وهو الاحتجاجات التي تشهدها المدارس"، مضيفة أنّها "غير مسبوقة  في إيران".

سبهري قالت إنّ السلطات الأمنية فوجئت بالمشاركة الواسعة لتلاميذ المدارس في الاحتجاجات، لافتة إلى أنّها تجد صعوبة بالغة في مراقبة المتظاهرين القُصّر، ففي حين أنّه من السهل تجريم المتظاهرين البالغين، فإنّ حملات القمع العنيفة ضد الأطفال؛ تنذر بحدوث موجة غضب كاملة في جميع أنحاء البلاد. وأضافت: "بعد سنوات من التعليم الإيديولوجي القسري، تواجه السلطات الآن جيلاً متحدياً بشكل خاص، إنّه جيل يقف في وجههم".

جدير بالذكر أنّ المدارس الإيرانية تشهد منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، احتجاجات واسعة النطاق، دشنها طلاب المدارس الثانوية في مدينة رشت الشمالية، وكذلك في بلدة غالح حسن خان شرقي طهران، وفقاً لمقطع فيديو حصلت عليه شبكة "سي إن إن"، قبل أن تنتقل إلى عشرات المدارس في كلّ أنحاء البلاد.

انتهاكات بحق الأطفال في مرافق الصحة العقلية

في مقابلة مع صحيفة إيرانية إصلاحيّة، أقرّ وزير التعليم الإيراني، يوسف نوري، الأسبوع الماضي بخروج طلاب المدارس في احتجاجات واسعة ضدّ النظام، وكشف أنّ الحكومة كانت ترد باحتجازهم وإرسالهم إلى مرافق الصحة العقلية! وأوضح وزير التعليم أنّ هذه المؤسسات تهدف إلى إصلاح تفكير الطلاب المحتجين؛ وتخليصهم من سلوكياتهم التي وصفها بالمعادية للمجتمع.

تشهد الاحتجاجات الشعبيّة التي تضرب المدن الإيرانية منذ نحو شهر، مشاركة واسعة من تلاميذ المدارس

وفي تصريحاته لشبكة "سي إن إن"، قال حسين رئيسي، محامي حقوق الإنسان الإيراني والأستاذ المساعد في جامعة كارلتون في أوتاوا، كندا، إنّ مرافق الصحة العقلية مثلها مثل مراكز الاحتجاز، لافتاً إلى أنّ علماء النفس والأخصائيون الاجتماعيون، يتبعون داخل هذه المراكز أجندة حكومية صارمة، ما يشكل انتهاكاً بالغاً بحق الأطفال. مضيفاً: "إنّهم لا يقدمون الدعم النفسي للأطفال، بل يقومون بغسل أدمغتهم، وغالباً ما يرهبونهم أو يهددونهم، لقد خرجوا أسوأ مما كانوا عليه عندما دخلوا".

أقرّ وزير التعليم الإيراني، يوسف نوري، الأسبوع الماضي بخروج طلاب المدارس في احتجاجات واسعة ضدّ النظام، وكشف أنّ الحكومة كانت ترد باحتجازهم وإرسالهم إلى مرافق الصحة العقلية

 

لم يذكر وزير التعليم الإيراني عدد طلاب المدارس الذين تم اعتقالهم حتى الآن، بينما يؤكد النشطاء أنّ عدداً كبيراً من الأطفال أصبحوا معرضين للخطر. في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، في 5 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أنّ العميد البحري علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قدّر متوسط عمر المعتقلين في "أعمال الشغب الأخيرة"، بحسب تعبيرها، عند 15 عاماً.

حملات قمع وحشية

تقول جماعات حقوقية محلية، إنّ حملة القمع ضد الأطفال باتت بالغة الوحشية، ورصدت هذه الجماعات ووثقت تعامل المنظومة الأمنية مع المتظاهرين الأطفال بعنف بالغ، قائم على الاعتقالات واستخدام القوة المفرطة.

كانت منظمة العفو الدولية قد وثّقت مقتل 23 طفلاً على الأقل، في الفترة ما بين 20 أيلول (سبتمبر) و30 أيلول (سبتمبر) الماضي، كما قالت الأسبوع الماضي، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن"، إنّ حملة القمع العنيفة باتت تستهدف الأطفال الآن أكثر من أيّ وقت مضى.

بحسب منظمة العفو الدولية قُتل معظم الصبية على أيدي قوات الأمن، التي أطلقت الرصاص الحي عليهم بشكل غير قانوني

 

وبحسب منظمة العفو الدولية، "قُتل معظم الصبية على أيدي قوات الأمن، التي أطلقت الرصاص الحي عليهم بشكل غير قانوني، وصدت المنظمة مقتل ثلاث فتيات وصبي، بعد تعرضهم للضرب المبرح على أيدي قوات الأمن. وأضافت: "صبيان لقيا مصرعهما بعد إصابتهما بكريات معدنية من مسافة قريبة".

منظمة العفو الدولية قالت إنّها سجلت مقتل 144 رجلاً وامرأة وطفلاً، على أيدي قوات الأمن الإيرانية، في الفترة ما بين 19 أيلول (سبتمبر) الماضي، و3 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.

"الموت للدكتاتور" شعار الطلاب

في تصريحات خاصّة لشبكة "سي إن إن"، قال نسيم باباياني، وهو ناشط البارز في منظمة العفو الدولية، إنّ الحملة القمعية الوحشية، التي شنتها السلطات الإيرانية على ما يعتبره الكثيرون في إيران انتفاضة شعبية مستمرة ضد نظام الجمهورية الإسلامية، تضمنت هجوماً شاملاً على المتظاهرين الأطفال. ورصد في تصريحاته جملة من الوقائع التي شهدت انتهاكاً صارخاً لقواعد التعامل مع الأطفال.

وأظهر مقطع فيديو، حصلت عليه شبكة "سي إن إن"، الأحد الماضي، طلاب المدارس الثانوية في منطقة نارماك بطهران، وهم يحتجون ويهتفون "الموت للديكتاتور". وأظهر مقطع فيديو آخر حصلت عليه شبكة الأخبار الأمريكية، جموعاً حاشدة من فتيات بالمدارس الثانوية يخلعن الحجاب، ويتظاهرن في مدينتي أردبيل وسنندج، وذلك يومي الجمعة والسبت الماضيين، وكان الشعار الغالب على هذه التظاهرات، الموت للدكتاتور.

بدورها؛ دعت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، إلى ضرورة العمل على حماية الأطفال والمراهقين وسط احتجاجات إيران، من بطش السلطات الأمنية، ذلك البطش الذي فاق كلّ الحدود المتعارف عليها، حتى في أعتى النظم المستبدة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية