نجوم الـ 15 حلقة... قليل من الحشو يشعل الحماسة

نجوم الـ 15 حلقة... قليل من الحشو يشعل الحماسة

نجوم الـ 15 حلقة... قليل من الحشو يشعل الحماسة


21/03/2023

نجلاء أبو النجا

على مدى سنوات طويلة تميز شهر رمضان بالخريطة الدرامية الدسمة التي تحوي عشرات المسلسلات ذات الحلقات الـ 30 وهو عدد أيام الشهر، لكن شيئاً فشيئاً ومع ظهور المنصات الإلكترونية زحفت المسلسلات ذات الحلقات الـ 15 إلى هذه المنصات، كما تسربت للعرض الرمضاني حتى أصبحت أمراً واقعاً يزيد بوتيرة كبيرة، لدرجة أن عدداً كبيراً من مسلسلات رمضان هذا العام مكونة من 15 حلقة فقط، فهل تعود الأسباب لضرورات درامية أم للظروف الإنتاجية وصعوبة التصوير مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة ضيق الوقت والكلفة المادية وارتباط النجوم بأعمال أخرى؟

تحت الوصاية

زحف المسلسلات القصيرة إلى الشاشة الرمضانية في فترات سابقة ارتبط بنجوم الصف الثاني بشكل كبير، فيما غاب نجوم الصف الأول عن تلك النوعية من المسلسلات في هذا الشهر لحسابات كثيرة، أهمها ضرورة تناسب اسمهم الجماهيري مع مسلسل بعدد حلقات لا يقل عن 30 حلقة، لكن الأمور تغيرت كثيراً وقرر أكبر نجوم الفن حالياً تقديم أعمال من 15 حلقة، ومنهم منى زكي ومنة شلبي وياسر جلال ودنيا سمير غانم ودينا الشربيني وطارق لطفي وخالد الصاوي وغادة عبدالرازق، وربما تسيطر تلك النوعية على الخريطة الرمضانية خلال السنوات المقبلة، بحسب توقعات منتجين ومخرجين ونجوم.

وتشارك منى زكي بـ 15 حلقة هذا العام من خلال مسلسل "تحت الوصاية" الذي تجسد فيه شخصية أرملة يتوفى زوجها وتضطر إلى العمل في تجارة الأسماك بمحافظة دمياط، ثم تتعرض لأزمات عدة تتعلق بالوصاية على أطفالها، ويشاركها بطولة المسلسل دياب وأحمد صالح، وهو من تأليف شيرين وخالد دياب وإخراج محمد شاكر خضير.

مع الوقت والنجاح أصبحت المراهنة على المسلسلات القصيرة جاذبة بصورة أكبر للجمهور

ويقدم طارق لطفي وخالد الصاوي مسلسل "مذكرات زوج" عن كتاب ساخر للراحل أحمد بهجت بالاسم نفسه، ويشارك في البطولة كل من عائشة بن أحمد وسماء إبراهيم ورنا رئيس، والعمل من سيناريو وحوار محمد سليمان عبدالمالك وإخراج تامر نادر.

أما منة شلبي فتقدم للمرة الثانية على التوالي في رمضان مسلسلاً من 15 حلقة، فبعد مسلسل "بطلوع الروح" العام الماضي تأتي هذا العام عبر مسلسل "تغيير جو" بمشاركة إياد نصار وميرفت أمين وشيرين وآخرين، وهو من تأليف منى الشيمي وإخراج مريم أبو عوف، وتجسد منة شلبي شخصية شابة تعاني إدمان والدتها.

عودة دنيا سمير غانم

منذ عامين تقريباً كانت دنيا سمير غانم تحضر لمسلسل من 15 حلقة بعنوان "عالم موازي"، لكنه تأجل بشكل نهائي بسبب وفاة والديها وإصابة معظم فريق العمل بفيروس كورونا، وتعود دنيا في رمضان بعد غياب بمسلسل كوميدي جديد يحمل اسم "الفصول الأربعة" تغير ليكون عنوانه "جت سليمة"، ويشاركها البطولة كل من محمد سلام وخالد الصاوي وسيد رجب، وهو من تأليف كريم يوسف وسامح جمال وإخراج إسلام خيري.

وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي حول فتاة ترث عن والدها مكتبة وتعثر فيها على كتاب يجعلها تتمكن من العودة لثلاثة أزمنة مختلفة تعيش من خلالها قصصاً تتضمن عدداً من المغامرات الكوميدية.

وبعد نجاحه في مسلسل "جزيرة غمام" يخوض الفنان الكوميدي أحمد أمين بطولة مسلسل "الصفارة" في 15 حلقة أيضاً، ويشاركه البطولة كل من طه دسوقي وآية سماحة وحاتم صلاح ومحمد رضوان وإخراج علاء إسماعيل.

وتدور أحداث المسلسل حول شاب يسرق قطعة أثرية فرعونية (صفارة الملك توت)، وهي تعيد من يستخدمها ثلاث دقائق لماضيه ليغير فيها ما يشاء ثم يعود بعدها للزمن الحالي.

علاقة مشروعة

وعلى رغم تعود ياسر جلال على تقديم مسلسلات من 30 حلقة، فإنه يخوض للمرة الأولى هذا العام تجربة الـ 15 حلقة في مسلسل "علاقة مشروعة"، ويدور حول مشكلات تشهدها العلاقات الزوجية، ويشارك في بطولته كل من مي عمر وداليا مصطفى ومراد مكرم، وهو من تأليف سماح الحريري وإخراج خالد مرعي.

وتقدم أمينة خليل مع الكاتبة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوي مسلسل "الهرشة السابعة"، ويتناول أزمة فتور العلاقة الزوجية بعد مرور سبعة أعوام على الزواج، ويشاركها البطولة محمد شاهين وأسماء جلال وعلي قاسم.

تتميز هذه النوعية بقلة الحشو الدرامي وتسارع الأحداث بما يناسب وقت الناس وحبهم للتنوع

وتشارك دينا الشربيني بمسلسل "كامل العدد" في سباق أعمال الـ 15 حلقة، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول فكرة ارتباط رجل وامرأة سبق لهما الزواج من قبل مع وجود أطفال لدى كل منهما. والمسلسل من بطولة شريف سلامة وإسعاد يونس وآية سماحة وتأليف يسر طاهر ورنا أبو الريش وإخراج خالد الحلفاوي.

ويشارك في السباق الرمضاني بـ 15 حلقة كذلك مسلسل "الصندوق" من بطولة أحمد داش وعلي قاسم وهدى المفتي وهو من تأليف مصطفى صقر وإخراج مروان عبدالمنعم، وتدور أحداثه حول مجموعة من الجرائم الغامضة.

وكذلك ينافس مسلسل "كشف مستعجل" من بطولة مصطفى خاطر ومحمد عبدالرحمن وهنادي مهني ومحمد لطفي وميمي جمال، وهو من تأليف إيهاب بليبل وإخراج شادي الرملي.

وتدور الأحداث حول طبيبين نفسيين يتورطان في جرائم عدة.

ضيق الوقت

ولظروف ضيق الوقت واعتذار المخرج وبعض النجوم اضطرت غادة عبدالرازق إلى تقليص مسلسل "تلت التلاتة" الذي كان مقرراً تقديمه في 30 حلقة ليكون 15 حلقة فقط، وتدور أحداثه حول امرأة تمتلك شركة عقارات وتواجه مشكلات تغير مجرى حياتها.، ويشارك في بطولة العمل ليلى أحمد زاهر وصلاح عبدالله ومصطفى درويش، وهو من تأليف هبة الحسيني وإخراج حسن صالح.

وحول أسباب ازدياد ظاهرة مسلسلات الـ15 حلقة وهل ستتجه الخريطة الرمضانية بمرور الوقت إلى هذا الشكل الدرامي، قالت الناقدة ماجدة موريس لـ "اندبندنت عربية" إنها "ظاهرة صحية جداً وترجع لأسباب درامية وإنتاجية فضلاً عن ضغط الوقت منعاً للتراخي والاضطرار إلى تقديم أعمال دون المستوى، وهو شيء إيجابي اتجه إليه المنتجون أخيراً، ربما في البداية بسبب مسلسلات المنصات وشروطها، لكن مع الوقت والنجاح أصبح الأمر شديد الإغراء والجاذبية، وكذلك أصبحت المراهنة على المسلسلات القصيرة جاذبة بصورة أكبر للجمهور، وبنسب المشاهدة والتعليقات وردود الأفعال تأكد الجميع أن الناس صاروا يفضلون المسلسلات القصيرة بسبب قلة الحشو الدرامي وتسارع الأحداث واكتمال القصة في زمن مناسب لوقت الناس وحبهم للتنوع".

وأضافت موريس أن "مسلسلات الـ 15 حلقة تتطلب جهوداً أكبر من الأعمال المكونة من 30 حلقة، لأنها تعتمد على أحداث مهمة ومكثفة ويجب أن يكون في كل حلقة حدث رئيس وليس مجرد حكي لا معنى له مثلما يحدث في المسلسلات الطويلة، لذلك يعي جيداً كاتب هذا النوع من الأعمال أنه بصدد تقديم حدوتة مكثفة ومهمة وسريعة، ويتم التعديل كثيراً للوصول إلى هذا الهدف".

تتطلب جهوداً أكبر من الأعمال المكونة من 30 حلقة لأنها تعتمد على أحداث مهمة ومكثفة

واختتمت موريس بأن الهدف من هذا النوع بشكل أساس في وجهة نظرها هو إحداث حال من الثراء والتنوع على رغم أن بعضهم يعتبرها وصفة تجارية أكثر ضماناً وأسرع في التنفيذ، وفي كل الحالات فإن المهم هو جودة العمل النهائية وليس التفاصيل الفرعية.

رهان طبيعي

ويشير الناقد الفني محمد عبدالمنعم إلى أن الرهان الطبيعي حالياً أصبح منصباً على الأعمال التي تتكون من 10 أو 15 حلقة بعد نجاح المنصات في تقديم الأعمال القصيرة وتحقيق نسب مشاهدة وإعلانات ومكاسب عظيمة، وفي الوقت نفسه توفير مجهود وأموال وعدم حرق نجومية ممثلين كبار، وربما أدرك معظم الصناع أن مسلسلات الـ 30 حلقة غير مفيدة ومحرقة للوقت والجهد، لأنها حتماً سيغلب عليها التطويل إضافة إلى ضعف إيقاعها، والحياة لم تعد تحتمل مزيداً من تضييع الوقت فالمشاهد تغير وأصبح يفضل متابعة عدد أكبر من الأعمال بدلاً من عمل واحد فقط طويل، كما أن المسلسلات ذات الـ 30 حلقة تشكل عبئاً كبيراً على الجهة المنتجة".

وزاد تفشي ظاهرة المسلسلات القصيرة حتى في رمضان حماسة النجوم للفكرة، لأنهم سيقدمون عملاً جديداً وسيملكون وقتاً أكبر وتركيزاً مضاعفاً، وأحياناً يتقاضون الأجر نفسه الذي يتعاقدون عليه في المسلسلات الطويلة، بخاصة أن تلك الأعمال تجذب المعلنين بشكل كبير جداً وهناك كثافة عددية في العرض الإعلاني بحكم قلة عدد الحلقات.

ويكشف عبدالمنعم أن "تلك الظاهرة أنعشت السوق الفنية بشكل كبير، فهي مغامرة مضمونة النجاح ويمكن أن نقول إنها وصفة تجارية وفنية جيدة، وساعدت كذلك في إتاحة الفرصة لعدد أكبر من الفنانين والفنيين والكتاب والمخرجين الذين كانوا يعانون عدم وجود فرص كافية، بخاصة أن نجوم وصناع مسلسلات الحلقات الـ 30 من قبل كانوا شبه معروفين ويتم التعاقد معهم كل عام تقريباً دون غيرهم".

عن "اندبندنت عربية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية