مودرن دبلوماسي: زيارة السيسي لتركيا صفعة على وجه الإخوان

مودرن دبلوماسي: زيارة السيسي لتركيا صفعة على وجه الإخوان

مودرن دبلوماسي: زيارة السيسي لتركيا صفعة على وجه الإخوان


09/09/2024

علّق موقع (مودرن دبلوماسي) الأمريكي، في تقرير مطول، على الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا يوم الأربعاء الفائت، مؤكداً أنّ جماعة الإخوان كانت حتى اللحظة أهم أدوات تركيا للتوسع في المنطقة وزعزعة استقرارها، وتحقيق أهداف أنقرة في سحب القيادة من مصر والسعودية على زعامة العالم الإسلامي.

ولفت التقرير إلى أنّه منذ نجاح ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 في مصر، أصبحت تركيا المركز الإقليمي للتنظيم الدولي للإخوان، واستضافت إسطنبول العديد من اجتماعات قيادات الإخوان التي خططت لتبنّي موقف تصعيدي وخطوات عملية ضد الحكومة المصرية ومصالحها، وصلت إلى كافة الدول العربية والخليجية. ويظهر العديد من التقارير دور تركيا في دعم الإخوان بالسلاح والناشطين، كما استقبلت تركيا العديد من الهاربين من عناصر الإخوان، وتشير بعض التقديرات إلى أنّ حوالي (8) آلاف عضو من الإخوان، وحوالي (3) آلاف ناشط، لجؤوا إلى تركيا. 

صفعة مدوية للإخوان

 وبحسب تقرير الدكتورة نادية حلمي، المنشور بالإنجليزية في (مودرن دبلوماسي)، تأتي أهمية زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، واللقاء بنظيره التركي رجب طيب أردوغان صفعة قوية على وجه الإخوان المسلمين، الذين تحولوا خلال العقد الماضي إلى إحدى أدوات تركيا لشرعنة دورها كزعيمة للعالم الإسلامي. ولذلك أصبحت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر وعدد من الدول الخليجية والإقليمية، إحدى أدوات أردوغان نفسه لدعم شعبيته على الساحة المحلية والإقليمية، وهي الاستراتيجية التي سقطت أخيراً بزيارة السيسي إلى تركيا. 

تأتي أهمية زيارة الرئيس المصري إلى تركيا، واللقاء بنظيره التركي صفعة قوية على وجه الإخوان المسلمين، الذين تحولوا خلال العقد الماضي إلى إحدى أدوات تركيا لشرعنة دورها كزعيمة للعالم الإسلامي

ومن ناحية أخرى، وبعد التقارب التركي المصري، واللقاء بين الرئيسين (السيسي وأردوغان)، بدأت تركيا في التخلي عن عناصر الإخوان المسلمين المقيمين على أراضيها، من أجل التقرب من مصر والإمارات، فقد أبلغت الحكومة التركية المتطرفين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين المقيمين على أراضيها بضرورة الحد من نشاطهم، وتصحيح أوضاعهم، وإلّا فإنّ عليهم مغادرة البلاد. 

ويلفت التقرير إلى أنّ التحالف التركي الإخواني كان يهدد مصالح الصين وروسيا في المنطقة، ومن ثمّ، ساعدت واشنطن الإخوان المسلمين للحدّ من التعاون الصيني مع مصر ودول المنطقة، وهو ما ظهر مع موجة الربيع العربي، من خلال دفع الإخوان للمشاركة بكثافة في أنشطة وفعاليات المراكز الثقافية الصينية في مصر وكل دول المنطقة، مع وجود كبير في أيّ فعاليات تتعلق بالصين، ومن خلال دفع وتمويل أبناء الإخوان المسلمين للحصول على منح للسفر إلى الصين، ليكونوا نواة لمعارضة سياسات الصين الدبلوماسية وتحركاتها الاقتصادية مستقبلاً في مواجهة السياسات الأمريكية. 

الإخوان والدولة العميقة في واشنطن 

يُذكّر التقرير بتصريحات السيناتور الأمريكي تيد كروز، الذي تقدم بمشروع قرار للإدارة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب، مع تأكيده التام على وجود قوى في الدولة العميقة في أمريكا وراء عدم تصنيفهم كإرهابيين. جاء ذلك ردّاً على سؤال موجه إلى السيناتور تيد كروز خلال جلسة في معهد هدسون في أمريكا، الخميس 6 أيلول (سبتمبر) 2019، حين قال: "جماعة الإخوان المسلمين بأفعالها ونهجها وعملياتها هي منظمة إرهابية، وهم لا يخفون ذلك، ولا يخفونه في وثائق تأسيسهم، وعدد من حلفائنا، بما في ذلك مصر، يصنفون جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؛ لأنّهم شهدوا ذلك بأنفسهم". ومع تأكيد السيناتور الأمريكي تيد كروز أنّ "جماعة الإخوان المسلمين هي منظمة إرهابية، أظهرت استعدادها لقتل أيّ شخص لا يتوافق مع نظرتها الجهادية للعالم، وبالتالي يجب تصنيفها بالتأكيد، من قبل القوى نفسها في الدولة العميقة، وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة الأمريكية، التي لا تفعل هذا، ولا تصنف جماعة الإخوان المسلمين إرهابية. 

التحالف التركي الإخواني كان يهدد مصالح الصين وروسيا في المنطقة، ومن ثمّ، ساعدت واشنطن الإخوان المسلمين للحدّ من التعاون الصيني مع مصر ودول المنطقة

وعلى الجانب الصيني، وفقاً لسردية الدكتورة نادية حلمي، تتحفظ الصين على كل محاولات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة للعودة إلى السلطة في مصر على وجه الخصوص، نظراً لهروب عدد منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلاقتهم الوثيقة بالأمريكيين؛ وبالتالي تقديم الوعود لهم بالعودة إلى السلطة من جديد لمواجهة توسع الصين الشيوعية، وفقاً للرؤية الأمريكية. كما تحاول واشنطن كبح طموحات الصين التجارية من خلال الوصول إلى ممرات التجارة العالمية مثل قناة بنما وقناة السويس، وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية التواصل مع تنظيم الإخوان المسلمين في إندونيسيا مثلاً، للسيطرة على ممرات التجارة الصينية، نظراً لأنّ معظم تجارة الصين تمر عبر مضيق ملقا الاستراتيجي الواقع بين سنغافورة وإندونيسيا، والذي يخضع لحماية الجيش الأمريكي من خلال قاعدة الدعم البحري لواشنطن في سنغافورة، لذلك أنشأت الصين ممراً برياً يمتد من غرب الصين إلى بحر العرب حيث يقع ميناء جوادر في باكستان، لنقل وتصدير البضائع الصينية إلى أوروبا وأفريقيا، دون المرور عبر مضيق ملقا، لتجنب عبور البضائع الصينية إلى جانب الأسطول الأمريكي، وهو ما دفع الجانب الأمريكي إلى بناء علاقات قوية مع جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الموالية لها في باكستان تحديداً، للسيطرة على ميناء جوادر الباكستاني، الذي تسيطر عليه الصين. ولهذا الغرض مولت الصين تحديداً شق قناة نيكاراجوا شمال قناة بنما، للسماح للتجارة الصينية بالابتعاد عن سيطرة البحرية الأمريكية. 

ولذلك، والحديث للدكتورة نادية حلمي، يمكن تفسير أسباب تحالف مصر مع الصين، من وجهة النظر الأمريكية، في تطوير منطقة محور قناة السويس الممتدة على مساحة (7) آلاف كيلومتر، على أنّها تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك إنشاء مناطق صناعية وموانئ لتقديم الخدمات اللوجستية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية