من يقف وراء اغتيال الناشطات في العراق؟

شهدت العراق بشكل عام، ومدينة البصرة بشكل خاص، في الآونة الأخيرة، الكثير من حوادث الاغتيالات لناشطات حقوقيات، آخر تلك الاغتيالات؛ راح ضحيتها الدكتورة سعاد العلي في البصرة، وفي الـ 26 من آب (أغسطس) الماضي، وصلت خبيرة التجميل، رشا الحسن، إلى مستشفى الشيخ زايد في بغداد، وهي تشعر باختناق شديد جراء تعرضها لنوع من المواد السامّة، كما ذكر شهود عيان، ثم ما لبثت أن فارقت الحياة، وقبل أسبوع من وفاة الحسن، وصلت طبيبة التجميل رفيف الياسري إلى المستشفى ذاته، وبالأعراض ذاتها، وماتت، وذلك بعد أشهر قليلة من افتتاحها مقهى خاصاً بالنساء في العاصمة بغداد.

صقر آل زكريا أكّد أنّ المليشيات الإيرانية ومليشيات الدولة قررت أنّ المرحلة الثالثة لإبادة البصرة هي الاغتيالات

وصيفة ملكة جمال العراق السابقة، تارة فارس، لقيت مصرعها أيضاً، الخميس الماضي، في إطلاق نار بالعاصمة بغداد.

يقول الناشط العراقي صقر آل زكريا، في تصريح لـ "الحرة": إنّ "السلطات العراقية سجلت مؤخراً عشرات من حالات الاغتيال ضدّ مجهول"، "حتى أصبح الناس يعيشون في رعب"، مؤكداً أنّ المليشيات الإيرانية ومليشيات الدولة، قرّرت أن تكون المرحلة الثالثة لإبادة البصرة؛ هي الاغتيالات، بعد الماء الملوّث والاعتقالات المتواصلة حتى أول من أمس.

ويقضي الناشط آل زكريا معظم وقته حالياً في إقليم كردستان العراق، ولا يريد العودة إلى بغداد، "حتى يهدأ الوضع"، بعد أن شهّرت به صحف إيرانية، واتهمته بالحصول على "دعم أمريكي".

ويضيف آل زكريا: "نشعر بأنّ الدّور سيأتي علينا كلّنا"، مشيراً إلى "نشطاء ومدونين توقفوا مؤخراً عن الكتابة في السياسة خوفاً على حياتهم".

هشام الهاشمي: الاغتيالات تتم من خلال جماعات مسلحة وعصابات وعشائر

ويرى الخبير الأمنيّ، هشام الهاشمي: أنّ "الاغتيالات ليست جديدة في العراق، إنما أصبحت متزايدة في ظلّ حالة من الفوضى، بسبب تراخي القيادات الأمنية التي تخشى من التغيير المرتقب، بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة".

ويوضح الهاشمي "القادة الأمنيون لا يريدون توجيه الاتهامات لجهات محددة"، حتى لا يفقدوا مناصبهم؛ لأنّ "الاغتيالات تتم من خلال جماعات مسلحة وعصابات وعشائر، ولا يسند منصب أمنيّ إلى شخص محدد، إلا بعد أن يتم التوافق بين الجماعات المسلحة والأحزاب والعشائر".

وبانتظار الكشف عن خيوط الحملة ضدّ الناشطات المدنيات في العراق، يرى مراقبون أنّ جهات محافظة توفّر بيئة تشجع على هذا النوع من الممارسات التي يقوم بها متطرفون، ينتمون إلى جماعات مسلحة، أو يعملون بشكل منفرد.