من صعيد مصر إلى (كان)... رحلة فيلم "رفعت عيني للسما"

من صعيد مصر إلى (كان)... رحلة فيلم "رفعت عيني للسما"

من صعيد مصر إلى (كان)... رحلة فيلم "رفعت عيني للسما"


03/06/2024

 

بطلات فيلم "رفعت عيني للسّما" تجوّلن، بمنتهى العفوية القروية الجميلة، وهنّ يحملن طبولاً صغيرة يقرعن عليها بأسلوب المنادي المصري، مرددات: "يا أهالي فرنسا الكرام، عندينا عروض تمام التمام، يلّا يا عم ويلّا يا مان، الليلة تعرض في مهرجان كان". الفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، وبطولة فريق مسرح "بانوراما برشا": ماجدة مسعود، وهايدي سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا هارون، ويوستينا سمير مؤسسة الفريق. 

عن الفيلم وفريق العمل

وقد عُرض فيلم "رفعت عيني للسّما" للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير ضمن أسبوع النقاد، ويتتبع مجموعة مراهقات في منطقة ريفية قبطية بجنوب مصر على مدى (4) أعوام خلال تدريباتهنّ على العروض المسرحية، عارضاً القرارات الصعبة التي يتعين عليهنّ اتخاذها لتحديد مسارهن.

"رفعت عيني للسّما" يُعتبر أول فيلم تسجيلي مصري يشارك في هذه المسابقة منذ تأسيسها، بالإضافة إلى أنّه العمل التسجيلي الوحيد المشارك في مسابقة أسبوع النقاد، ليكون واحداً من ضمن (7) أفلام فقط تنافس على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة التوزيع.

ووصف القائمون على الجائزة هذا الوثائقي المصري بأنّه "فيلم بسيط ومشرق في الوقت نفسه"، و"يسمح لنا بأن نرى في تعقيده المعركة التي تقودها الفتيات لصون حريتهنّ والاضطراب الذي تسببه هذه المعركة من حولهنّ". وقالت المخرجة المشاركة في هذا الوثائقي (ندى رياض): "إنّ الفيلم يحمل طابعاً نسوياً متعمداً بكل تفاصيله، لكنّي أعتقد أنّه كان أملي أيضاً أن يخرج بهذا الشكل، لإيماني بما كانت تفعله هذه المجموعة الملهمة من النساء بالفعل".

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهنّ المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي بشوارع قريتهنّ الصغيرة؛ لتسليط الضوء على القضايا التي تؤرقهنّ كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاماً تفوق حدّ السماء، وقد استضافت قرية البرشا في محافظة المنيا فريق عمل الفيلم على مدار (4) أعوام.

وسبق للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير عرض فيلمهما الروائي القصير (فخ) بمهرجان كان في عام 2019، وحصل الفيلم على تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في العام نفسه. كما عرض فيلمهما التسجيلي (نهايات سعيدة) عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية، أحد أكبر وأهم مهرجانات الأفلام التسجيلية على مستوى العالم.

ردّ فعل الفنانين المصريين على الفوز

أشاد المخرج عمرو سلامة بصنّاع الفيلم المصري "رفعت عيني للسّما"، بعد حصده جائزة العين الذهبية كأفضل فيلم وثائقي بمهرجان (كان) السينمائي.

ونشر عمرو بوستر الفيلم عبر حسابه على (إنستغرام)، وعلّق: "الاحتفاء والاحتفال والتقدير لصناع الفيلم التسجيلي (رفعت عيني للسّما) واجب وطني بعد حصده جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان (كان) السينمائي، لكي يكون أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة منذ تأسيس المهرجان".

وتابع: "دور المسؤولين في السينما والفن والثقافة تطوير الفن المصري والارتقاء به، ولو أنّ من أهدافهم أن يكافئوا الأمثلة اللّي زي دي معنوياً على الأقل"، وأضاف: "ونكسر نمط (لا كرامة لنبيّ في وطنه) اللّي عايشها الفنانون اللّي حققوا إنجازات عالمية، ويواجَهون في بلدهم إمّا بالإجحاف، وإمّا بالتجاهل".

وكتب الناقد الفني (طارق الشناوي) في منشور عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) ليُهنّئ أسرة الفيلم: "نبارك للسينما المصرية الفيلم التسجيلي رفعت عيني للسّماء، شرّفنا وحصد الجائزة الذهبية مناصفة كأفضل فيلم تسجيلي في كل أقسام مهرجان كان".

واستكمل طارق مطالباً بالاحتفال بأسرة الفيلم بعد عودتهم من فرنسا: "وأتمنى أن نحتفل بفريق العمل بمجرد عودتهم إلى مصر، بما يليق بهم، وأيضاً بنا".

وقال المخرج (خالد يوسف)، في مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير"، المذاع على قناة (صدى البلد): إنّه يجب أن نرفع القبعة لأبطال فيلم "رفعت عيني للسّما"، ونكرّمهم تكريماً كبيراً، مضيفاً أنّ القائمين على العمل ثابروا مثابرة كبيرة حتى حققوا هذا النجاح، وأضاف أنّه يتوقع من الشركة المتحدة التعاقد مع المخرجين بعد حصولهم على الجائزة، مشيراً إلى أنّ المخرجين ظلا في العمل (4) أعوام، وهذا بسبب عدم وجود الالتزامات الإنتاجية وتفرغهم، وأنتجوا عملاً حصل على جائزة بأكبر مهرجان في العالم.

وأشار المخرج خالد يوسف إلى أنّ مصر ولّادة، وهناك العديد من أمثال هؤلاء المخرجين في مصر، حيث إنّ هناك العشرات من أم كلثوم وغيرها من المواهب، متابعاً: "نهنّئ أنفسنا، وأبطال الفيلم رفعوا اسم مصر".

استقبال بطلات الفيلم 

فور وصولهنّ إلى القرية مستقلات ميكروباص جاء بهنّ من المطار إلى القرية، كانت هناك تظاهرة حبّ كبيرة من الأهالي، فقد تجمع العشرات من شباب قرية (دير البرشا) حول الميكروباص عند مدخل البلدة، وبدؤوا في تشغيل مكبرات الصوت، مطلقين أغنية الفيلم (سيبو الهوى لأصحابه)، التي انتشرت خلال الآونة الأخيرة بصوت مونيكا يوسف، إحدى بطلاته".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية