من أقوال محمد بن راشد

من أقوال محمد بن راشد


21/11/2021

سهى الجندي

نُقل عن الشيخ محمد بن راشد قوله "إذا تجولت المرأة بمفردها في أي ساعة من ليل أو نهار دون خوف فاعلم أنها في الإمارات." وهو أمر لا يخفى على أحد من المواطنين والوافدين، فالدولة لديها أجهزة شرطة من أفضل الأجهزة في العالم، وغالبيتهم خريجو جامعات ويجري تطويرهم وتدريبهم باستمرار، وهو جهاز مزود بأحدث التكنولوجيا وأكثرها تطورا، وتعاملهم مع الجميع يجري بمستوى راق ومتحضر.

لم يأت هذا التركيز على الأجهزة الأمنية من فراغ فالدولة تريد الرفاه والتنمية المستدامة وهذا ما لا يمكن تحقيقه دون حالة أمنية صلبة وراسخة، ونظرا لأن الشعب الاماراتي يلمس النتائج امام عينيه ويعيشها يوميا، فهم يتعاونون مع حكومتهم لتنفيذ رؤيتها بقناعة تامة، دون تشكيك بنزاهتها أو محاولة عرقلة مسيرتها. فلديهم أفضل تعليم وعلاج ومستوى معيشي، وتتوفر الفرص بغزارة للخريجين الجدد، فمن لا يستوعبه القطاع الحكومي، تدعمه الحكومة في العمل الاستثماري ودخول عالم التجارة، لذا فليس هناك مبرر لبث الفوضى والاضطراب، وأصبح الوضع آمنا للجميع.

ليس مدحا ولكنه الحقيقة التي يتمنى كل عربي أن يحصل عليها، وليس من قبيل المبالغة القول أن النساء يمكنهن الخروج في منتصف الليل للمشي وتنفس هواء خال من انبعاثات السيارات، دون أن يلتفتن خلفهن.

هذا الإنجاز جاء نتيجة لجهود هائلة تتمثل في التربية والتثقيف واقتناء أحدث الأجهزة المتطورة ونشر الكاميرات في الشوارع، بحيث يعلم كل ساكن في الدولة أنه لن ينفذ من العقاب في حالة أي تجاوز أو اعتداء على الغير. أما التثقيف والتدريب، فتقوم الدولة بتطوير كفاءاتها من خلال الدراسة العلمية والدورات التدريبية، كما أن الشرطي الراضي عن حكومته، يقوم بواجباته على أتم وجه. وبعد كل هذه الجهود، تجني الدولة ثمار تعبها، بدخل قومي جيد ويتوافد الناس عليها من شتى دول العالم بحثا عن الفرص.

لم تكتف الدولة بفرض الأمن ولكنها وفرت بيئة اجتماعية مريحة للناس من مختلف الثقافات من خلال القانون، فلم تفرض ثقافتها العربية والاسلامية على الوافدين الأجانب بل حفظت لهم حق العيش بالطريقة التي اعتادوا عليها من خلال سن قوانين تحميهم وتمنع التعرض لهم احتجاجا على أسلوب حياتهم، وهذا إقرار من الدولة بحق كل انسان أن يعيش بالطريقة التي يراها مناسبة فالإنسان ولد حرا ويجب أن يعيش حرا.

إن حالة الامارات العربية المتحدة أفضل مثال على تأثير القيادة على المجتمع، فالقيادة في هذه الدولة تعمل أكثر من الشعب وهي على اتصال مباشر بالشعب والمؤسسات ويمكن لأي انسان أن يدخل موقع أي حاكم وأي مؤسسة ويخاطبهم، وسرعان ما تصل رسالته الى المسؤول. ولا بد من الاعتراف أن الشيخ محمد بن راشد أحدث انقلابا في مفهوم الحوكمة لدى العرب، فلم تعد الحوكمة تعني جلوس الحاكم في برج عاجي والحرس يطردون الناس ويمنعون الوصول إليه، ويغرف من دخل الدولة له ولأسرته وأقربائه وأنسبائه، ولا يعلم بما يجري على أرض الواقع، ويعين أصدقاءه في مناصب عليا لكي يستفيدوا وينفعون محاسبيهم، فالشيخ محمد بن راشد يعلم كل ما يجري ويشارك اللجان والمسؤولين في أعمالهم ونظرا لأن الاتصالات مفتوحة بينه وبين الناس، فلم يعد بالإمكان التساهل لأن كل شيء يصله الكترونيا ولا داع للذهاب اليه شخصيا.

هذا ما تحتاجه الدول العربية وهذه هي طريقة الحوكمة المثالية، ولكن هذا لا يعني ضمان المستقبل، فقد تنقلب الأمور رأسا على عقب اذا جاءت أجيال عادت الى المفهوم التقليدي للحوكمة وهو "يا غلام أعطه الف درهم" وهذا احتمال وارد ما لم تقم الدول بتدريب حثيث على مأسسة القرار لمنع الانفراد في القرارات والتنفيذ. ودولة الامارات مستهدفة من الاسلاميين الذين لا يحسنون إدارة الدول ولا يسمحون لغيرهم أن يديرها، وهم يحاولون محاولات حثيثة لهدم ما استطاعت الامارات بناؤه لغاية اليوم، فالرسالة ذات شقين هما: الإنجاز والحفاظ على الإنجاز، وهذا يتطلب مبدا عسكريا هاما وهو "إدامة الزخم" أي الاستمرار بقوة وعدم التراخي، فإذا أصبح كل فرد حارسا على العمل المؤسسي ويدافع عنه بضراوة ودون خوف، عندئذ فقط يمكن القول أنه تم إنجاز المهمة.

عن "ميدل إيست أونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية