مقتل مسعف داخل مخيم الهول يُحيي المخاوف الأمنية... ما القصة؟

مقتل مسعف داخل مخيم الهول يُحيي المخاوف الأمنية... ما القصة؟


17/01/2022

بعد هدوء نسبي في مخيم الهول في الشمال السوري، الذي يؤوي عوائل تنظيم داعش الإرهابي تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، عاد القلق والتوتر الأمني للارتفاع بعد مقتل مسعف خلال تأدية عمله الإنساني في المعسكر.

وتُعدّ الواقعة، بحسب ما أورده موقع "ميدل إيست أون لاين"، سابقة خطيرة، حيث لم يسبق أن تمّ إطلاق نار على مسعف أثناء تأدية عمله الإنساني، وهو ما استنفر الإدارة الكردية التي تدير المخيم بإمكانات محدودة، وسبق لها أن حذّرت من انفلات الوضع.

وتأتي الواقعة بعد فترة من تنفيذ الإدارة الذاتية الكردية عملية أمنية داخل المخيم أوقفت فيها نحو (100) داعشي.

ونبّه مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا الأحد إلى أنّ تهديد المنظمات الإنسانية العاملة في مخيم الهول يُشكّل "سابقة خطيرة"، بعد أيام من مقتل مسعف على يد عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

نعى الهلال الأحمر الكردي الأربعاء أحد عناصره، وقال: إنّه قُتل متأثراً بإصابته بطلق ناري أثناء تأديته لواجبه الإنساني

ويؤوي مخيم الهول ما يزيد عن (56) ألف شخص، أكثر من نصفهم دون (18) عاماً، وفق آخر بيانات للأمم المتحدة، ويضم نحو (10) آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب ممّن يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة.

وقال مسؤول المخيمات في الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا شيخموس أحمد: "ثمّة خلل أمني وتهديد جدّي في المخيم، حيث خلايا داعش ما زالت موجودة".

وأكّد أنّ "تهديد المنظمات الإنسانية والنقاط الطبية يشكّل سابقة خطيرة"، موضحاً أنّها بعد الحادث الأخير "ستواصل تقديم الخدمات الإنسانية، لكن ليس بالشكل المطلوب".

ونعى الهلال الأحمر الكردي الأربعاء أحد عناصره، وقال إنّه قُتل متأثراً بإصابته "بطلق ناري أثناء تأديته لواجبه الإنساني" في المركز الرئيسي للمنظمة في مخيم الهول.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل المسعف الثلاثاء على يد مسلّحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية تمكّنا من دخول النقطة الطبية باستخدام هويتين مزوّرتين.

وفي بيان مشترك الأربعاء، أكّد المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران ريزا والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مهند هادي أنّ "منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى ما تزال ملتزمة بحشد وتقديم المساعدات المنتظمة المنقذة للحياة والمساعدات الأساسية للمخيم"، لكنّهما حذّرا من أنّه "لا يمكنها القيام بذلك بشكل فعّال إلا عندما يتم اتخاذ خطوات لمعالجة قضايا السلامة المستمرة".

وشدّدت منظمة "أطباء بلا حدود" إحدى أبرز المنظمات العاملة في المخيم، في بيان الجمعة، على أنّه "لا بدّ من إيجاد حلول طويلة الأمد تحترم حقوق سكان المخيم، وتكفل سلامتهم وسلامة العاملين في المجال الإنساني على حدٍّ سواء".

وتعمل عشرات المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية على تقديم المساعدات داخل المخيم.

ومنذ مطلع العام 2021 وثّق المرصد السوري مقتل (91) شخصاً في المخيم، غالبيتهم لاجئون عراقيون، على يد عناصر متوارية من التنظيم، ومن بين القتلى عاملان اثنان في المجال الإنساني.

ومنذ إعلان القضاء على التنظيم في آذار (مارس) 2019، تطالب الإدارة الذاتية، ذات الإمكانات المحدودة، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات، أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين في سوريا، لكنّ مناشداتها لا تلقى آذاناً صاغية، واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية أخرى باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.

وحذّرت الأمم المتحدة مراراً من تدهور الوضع الأمني في المخيم، ويخشى خبراء من أن يُشكّل "حاضنة" لجيل جديد من مقاتلي التنظيم، وسط استمرار أعمال الفوضى والعنف، وانسداد الأفق الدبلوماسي بإمكانية إعادة القاطنين فيه إلى بلدانهم الأصلية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية