مفتي مصر يُعلق على الخطاب الديني في السعودية... هل يتوافق مع روح العصر؟

مفتي مصر يُعلق على الخطاب الديني في السعودية... هل يتوافق مع روح العصر؟

مفتي مصر يُعلق على الخطاب الديني في السعودية... هل يتوافق مع روح العصر؟


24/09/2022

علّق مفتي مصر الدكتور شوقي علّام على الخطاب الديني الحالي في المملكة العربية السعودية، والتي كان لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ مبايعته في 2017، جهود مضنية لمكافحة التطرف والغلوّ الديني.

وقال علّام، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط": إنّ "الخطاب الديني في المملكة العربية السعودية يتصف بمجموعة من الخصائص التي تناسب العصر، ليكون فيه الحل لكل ما يعنّ للمسلم في أمر دينه".

علّام: الخطاب الديني في السعودية يتصف بمجموعة من الخصائص التي تناسب العصر، ليكون فيه الحل لكلّ ما يعنّ للمسلم في أمور دينه

الخطاب الديني في السعودية "يتصف بالوسطية والاعتدال، ويخاطب الجميع، ولا يقتصر على المسلمين، كما يدعو إلى التفاؤل والعمل ونبذ الكسل والإحباط وغيرها من الصفات التي تقرب الناس إلى الدين، ولا تكون سبباً لنفورهم منه"، على حدّ قول علّام.

وأشار علّام إلى أنّ "المملكة العربية السعودية أدركت خطورة الفكر المتطرف مبكراً؛ لذا انتهجت أسلوب الرصد والبحث والدراسة للوصول إلى طرق الوقاية والمعالجة، وخلال ذلك قامت بـ (ضبط) الخطاب الإفتائي، وتحديث أدواته لمواكبة التطور التكنولوجي".

وأضاف علام: إنّ "المملكة تصدت للإرهاب والفكر المتطرف، واتخذت مجموعة من الإجراءات والفعاليات للتواصل مع الشباب لنشر الأفكار الصحيحة ومواجهة خطر استقطابهم، وفي الوقت نفسه نشر الفكر الوسطي المستنير، ونبذ أفكار العنف والتطرف عن الدين، والحرص على الوصول إلى صحيح الدين لجميع الناس".

تفكيك التطرف

ضمن الجهود التي تقوم بها المملكة لـ "تفكيك الأفكار المتطرفة" وفقاً لعلّام، أشار إلى أنّ المملكة تتبنّى كذلك "سياسة تثقيف المجتمع أمنياً وفكرياً تجاه ظاهرة الإرهاب؛ من خلال برامج توعية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وقامت بإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الذي يقوم بصياغة خطاب ديني مبني على الوسطية داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البناء، كما أنشأت إدارة عامة للأمن الفكري لمعالجة ومكافحة الانحرافات الفكرية التي تقود إلى المغالاة والإرهاب، وأيضاً لجنة للمناصحة لمكافحة الفكر بالفكر وكشف الشبهات الفقهية التي تقود إلى الانحراف والتطرف".

علّام: الخطاب الديني في السعودية يتصف بالوسطية والاعتدال، ويخاطب الجميع، ولا يقتصر على المسلمين، ويدعو إلى التفاؤل والعمل

في مُجمل رده حول جهود السعودية لتجديد الفكر الديني، أكد علام أنّ "المملكة العربية السعودية استجابت لمتطلبات العصر بخطاب وسطي، وراعت المرحلة التي تمر بها الأمّة لدحض حجج المتطرفين والغلاة في الدين، ومواجهة الهجمة على الثوابت الدينية، فما اتخذته المملكة كان مهماً لدحض الذين ذهبوا من أجل تبرير أفعالهم الإجرامية من قتل وسفك للدماء إلى الاستدلال بآيات قرآنية وأدلة من السنّة النبوية مقطوعة عن سياقها بفهم عقيم ينم عن جهل مطبق، مصدرين للآخر خطاباً دينياً يبرر العنف بكل أشكاله في حق الجميع، في الوقت الذي نهى فيه الإسلام عن القتل والترويع".

وحول تناسب الخطاب الديني في السعودية مع العصر، أكد مفتي مصر أنّ "المملكة تتبنّى منهج الدعوة إلى الله عن طريق الرفق واللين ورفض الغلظة والعنف؛ لأنّ الغلو والتطرف والتشدد ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، ولا من خواص أمّة الإسلام بحال من الأحوال".

وعن مواجهة الخطاب الديني السعودي لقضايا مهمّة مثل "الإرهاب والتطرف"، شرح المفتي علّام أنّ "المملكة العربية السعودية تولي هذه القضايا أهمية قصوى، وقد حققت نجاحات نوعية في معالجتها، وجعلت من أولوياتها تجديد الخطاب الديني وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومواجهة خطابات الغلو والتطرف، وتعزيز ثقافة الحوار على جميع المستويات، والتركيز على شريحة الشباب من الجنسين، لأنّهم يمثلون الأغلبية في المجتمع تأهيلاً وتدريباً، وكذا رعاية الموهوبين وتمكينهم للتأثير في المجتمع".

وأوضح: "لا تتوقف رؤية المملكة على أساس مكافحة التهديد المباشر للمواطنين داخل المجتمع؛ بل مكافحة من يتبنّون الفكر المتطرف ويخططون له ويقدمون له الدعم".

 تجفيف الإسلاموفوبيا

الدكتور شوقي علّام تحدث عن جهود السعودية ومصر في محاربة الفكر "المتشدد" والجماعات المتطرفة، قائلاً: "تحرص مصر والسعودية على تصدير الخطاب الديني المعتدل الوسطي؛ لتجفيف الصورة السلبية لما يطلق عليها إسلاموفوبيا، والتخفيف من هذه الصورة في الخارج، لذا تبذل مصر والسعودية جهداً كبيراً في هذا الاتجاه".

وأضاف: "كما تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية بنشر الوسطية والاعتدال، وسط توافق في الرؤى مع مصر، بما يوافق القرآن الكريم والسنّة النبوية، وهو ما يمثل التقدير الذي يكنّه علماء المملكة العربية السعودية لعلماء مصر، وما يكنّه أيضاً العلماء المصريون من احترام لعلماء المملكة".

العلاقات المتميزة التي تجمع السعودية ومصر كانت محوراً مهماً في حديث مفتي مصر، فقد قال: إنّ "العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي مصر والمملكة العربية السعودية ضاربة في أعماق التاريخ"، مشيداً بـ "الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة في وقوفها مع قضايا الأمّتين العربية والإسلامية، ودورها البارز في خدمة الإسلام والمسلمين".

وأضاف الدكتور شوقي علام: إنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول رئيس مصري مهموم بقضية تجديد الخطاب الديني، ويطالب بتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الخارج، بسبب الصورة المشوهة التي صدّرها تنظيم الإخوان، وقد طالب الرئيس السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بتجديد الخطاب الديني، بما يحققه من أمن داخلي مجتمعي، من خلال القضاء على الأفكار المنحرفة والمفاهيم المغلوطة التي تبث الفتنة وتنشر التفرقة بين عناصر المجتمع الواحد.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية