معالم غزة الثقافية..هدف آخر للحرب الإسرائيلية

معالم غزة الثقافية..هدف آخر للحرب الإسرائيلية

معالم غزة الثقافية..هدف آخر للحرب الإسرائيلية


02/12/2023

بلال أبو كباش

يُرى أثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني في كل شيء، في وجوه ملايين المشردين، وفي حطام آلاف المباني المدمرة، حتى في المؤسسات الثقافية والمكتبات، كان لآلة التدمير حظ وفير من التخريب ومسح الهوية التاريخية والثقافية للمدينة المنكوبة.

وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها اليوم الجمعة، الضوء على حجم الدمار في قطاع غزة، وعلى أهم المباني الثقافية المستهدفة بالحرب المستعرة منذ قرابة شهرين، ورمزية كل منها.

وفي مقدمة تلك المباني، مكتبة بلدية غزة ومركز رشاد الشوا الثقافي، والذي احتضن قبل 25 عاماً اجتماعاً بين الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والآن أصبحا أثراً بعد عين، وكومة حطام، تحتهما آلاف الكتب القيمة والثمينة والوثائق التاريخية، بسبب القصف الإسرائيلي الذي استهدف كل شيء في غزة.

وبحسب الموقع الإلكتروني لبلدية غزة، تأسست المكتبة عام 1999 من خلال اتفاقية توأمة مع مدينة دونكيرك الفرنسية وبتمويل من البنك الدولي. وتتكون المكتبة من طابقين. وتضمنت 10.000 مجلد باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

أما مركز "رشاد الشوا" الثقافي ومكتبة ديانا تماري صباغ المجاورة له، والتي افتتحت عام 1988، فدمرا وحولا إلى خراب. وفي السابق كان الصرح الثقافي شاهداً على لحظات تاريخية ومفصلية في مسار القضية الفلسطينية، ففي في 15 ديسمبر (كانون الأول) 1998، وتحت أنظار كلينتون، صوّت مئات الفلسطينيين لصالح إلغاء فقرات في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية تدعو إلى تدمير إسرائيل، ممهدين الطريق حينها للقاء معبر إيرز الذي جمع عرفات وكلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.  

وطال الخراب متاحف وجامعات كثيرة في غزة، أبرزها الجامعة الإسلامية، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها مركز لنشطاء حماس. وفي 2010، أظهر مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن هناك 13 مكتبة عامة عاملة في غزة، معظمها سيئة التجهيز. 

من بين الأهداف الأخرى للقصف الإسرائيلي، مكتبة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، والتي بنيت في 2017 بتبرع من أرملته مريم سعيد، ومن الروائي الفيتنامي فاييت ثانه نغويين الحائز على جائزة "بوليتزر". ولا توجد معلومات حالياً حول وضع المكتبة، في ظل استمرار الحرب بعد توقف وجيز لـ7 أيام، إثر هدنة توصلت إليها حماس وإسرائيل بوساطة من قطر ومصر وأمريكا.

يقول الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة، وهو مؤسس مكتبة إدوارد سعيد، إن سكان غزة يواجهون معركة شاقة في استيراد الكتب إلى القطاع، حيث لا يمكن للشحنات أن تذهب مباشرة إلى غزة بسبب الحصار، فيجب أولاً أن تمر إلى الضفة الغربية، ثم تبدأ رحلة العودة الطويلة إلى غزة. 

وبسبب استمرار إسرائيل في استهداف المعالم الثقافية في غزة، دعت بلدية المدينة منظمة اليونسكو إلى حماية المؤسسات الثقافية في القطاع، مشيرة إلى أن هذه الأماكن "محمية بموجب القانون الإنساني الدولي".

وقالت اليونسكو رداً على هذه الدعوة، إنها "تشعر بقلق عميق إزاء التأثير السلبي الذي يمكن أن يخلفه القتال على أي تراث ثقافي في فلسطين وإسرائيل، والذي بات مضاعفاً في غزة بسبب نقص التمويل اللازم للحفاظ على تلك المكتسبات الثقافية". 

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية