
نشرت وسائل الإعلام الإخوانية وتناقل نشطاء الجماعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، بشكل واسع، مواد إعلامية مضللة تحمل افتراءات على الجهد الإغاثي الأردني المتعلق بالمساعدات التي أرسلتها إلى قطاع غزة، ممّا اعتبره مراقبون وجود نية مبيتة لدى الجماعة لتشويه صورة الأردن.
السلطات والمؤسسات الأردنية قررت إلى حد بعيد الرد وبقسوة، وفقًا لما نشرته صحيفة "عمون" المحلية الإلكترونية أول من أمس.
ونقلت الوكالة عن مصادر خاصة أنّ الأردن يعتبر ما نشرته وسائل إعلام تعمل لصالح مشروع الإخوان من اتهامات، أوّل رد إعلامي على خطوة المملكة في تفعيل قرار المحكمة الصادر عام 2020 القاضي بحظر الجماعة وأنشطتها في الأردن، والأرجح أنّ حربًا إعلاميةً ستشنها هذه المنابر الخبيثة على الأردن.
المصادر ذاتها أكدت أنّ الأردن سيرد على تلك الاتهامات الباطلة رداً قاسياً، على الأرض وبالحقائق، وأيضاً بحرب الكلمات وفضح التمويل الذي يبتاع المنابر التي تهاجم الأردن والمعروفة غاياتها ومصادرها الآثمة.
هذا، وقالت الوكالة: أمّا الاتهامات الموجهة للأردن بشأن تحقيق المكاسب من مساعدات غزة، فالشمس لا تُغطى بغربال، فالأردن كان أوّل من استنفر العالم لإمداد غزة بالمساعدات متكفلاً بإسقاطها جوّاً، فكيف يُتهم بتقاضي الآلاف مقابل كل شاحنة مساعدات تدخل عبر الأردن في الوقت الذي يرسل العالم فيه مساعداته البرية عبر مصر؟
وأضافت الوكالة المحلية: "أمّا المساعدات التي تدخل برّاً عبر الأردن، فهي من أموال الأردنيين الذين قرروا أن يقفوا إلى جانب أشقائهم في القطاع رغم كل الظروف الصعبة، فممّن ستتقاضى الحكومة أموالاً؟".
من جهته انتقد عضو مجلس الأعيان الأردني محمد داودية تحرك منابر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإنجليزية باتجاه جيشنا وملكنا وأجهزتنا الأمنية ومؤسساتنا الإغاثية، في محاولة تشويه حاقد وانتقاص غبي، لن تخدم سوى الكيان الإسرائيلي، الذي يقف الملك عبد الله بالمرصاد وقفة ولا أصلب ضد أطماعه التوسعية المتمثلة في التهجير.
الأردن يعتبر ما نشرته وسائل إعلام تعمل لصالح مشروع الإخوان أوّل ردّ إعلامي على حظر الجماعة وأنشطتها.
ووفق موقع (الرأي اليوم)، فقد لاحظت أوساط رسمية أردنية أنّه في الأسبوعين الماضيين انشغلت منابر إلكترونية وإعلامية تتبع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالعمل ضد الأردن وتشويه مواقفه.
لكنّ المسألة لم تقف عند هذه الحدود، فبيان الهيئة الهاشمية للإغاثة تحدث عن رسالة وصلت من موقع صحفي إلكتروني ينشر أخباره في لندن للهيئة تطرح أسئلة حول طبيعة الجُهد الإغاثي الأردني.
وبعد وصول الرسالة بـ (3) ساعات تم نشر التقرير بدون وجهة النظر الأردنية، وكان مفعمًا بالمواد والحيثيات المضللة للهيئة الهاشمية.
الهيئة قالت: إنّ كل ما ورد في التقرير باللغة الإنجليزية في لندن مضلل، واعتبرت أنّ تداول أخبار هذه الصحيفة سيتم التعامل معه بالملاحقة القضائية، وإنّ الهيئة ستُواصل الرد على تلك الافتراءات.
ويحفل التقرير بالحديث عن أموال حصل عليها الأردن مقابل الإنزالات الجوية على قطاع غزة، ومقابل تسيير شاحنات المساعدات، لكنّ الحكومة الأردنية رسميًا تنظر إلى هذا التقرير باعتباره جزءًا من حرب إعلامية ضد البلاد والمملكة يشنها أطراف مؤيدون للإخوان المسلمين بعد قرار حظرهم.
وقالت الهيئة في بيانها: إنّ التبرعات التي قدّمت عبرها كانت تصل إلى الأهل في قطاع غزة دون المساس بأيّ قرش منها، ولا يُخصم منها أيّ نوع من أنواع الكُلف والأجور.
بل إنّ الأردن تحمّل كلف القوافل البرية والإنزالات الجوية والجسر الجوي والطائرات المرسلة عبر مدينة العريش المصرية قبل أن يطلب العديد من الدول والمنظمات المشاركة في هذه الجهود الإغاثية.
وكانت تقارير لموقع (ميدل إيست آي)، الذي وصفته مصادر عديدة بأنّه محسوب على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، قد توسع في الحديث عن معلومات وصفت في بيان رسمي حاد للهيئة الأردنية الهاشمية الأردنية بأنّها تنطوي على مواد مضللة وافتراءات.
ويتحدث التقرير ببعض الأرقام عمّا يصفه بأموال حصل عليها الأردن مقابل جهده الإغاثي في قطاع غزة.