ما هي فوبيا كورونا؟.. وكيف نتجنبها؟

ما هي فوبيا كورونا؟.. وكيف نتجنبها؟


25/06/2020

تتجه حكومات العالم نحو تخفيف إجراءات الحظر التي كانت قد فرضتها سابقاً في إطار مكافحة تفشي فيروس كورونا، إلا أن معظم الناس ما زالت تشعر بالخوف من الإصابة بالفيروس التاجي المستجد، سيما وأن منظمة الصحة العالمية تحذر من موجات تفشي جديدة للفيروس.

 يُحذّر خبراء الصحة النفسية من أنّ الخوف المبالغ فيه قد يتحول إلى (فوبيا) تتجاوز تداعياتها السلبية آثار الفيروس نفسه

ويرى الخبراء أن هذا الخوف سلاح ذو حدين؛ فقد يُحدث تأثيرات إيجابية إن كان في النطاق الطبيعي الذي يتبعه اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة لتجنب العدوى، وقد يتجاوز النطاق الطبيعي ويتسبب بفوبيا هيستيرية تدفع البعض إلى حد الجنون؛ إذ يحذر خبراء الصحة النفسية من أن الخوف المبالغ فيه قد يتحول إلى "فوبيا" تتجاوز تداعياتها السلبية آثار الفيروس نفسه، لتدمر صحة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية.

وتالياً 4 نصائح وضعها الخبراء لمساعدة الأشخاص على تجاوز الأثر النفسي السلبي للجائحة، بشكل يعيد التوازن بين مراعاة الاشتراطات الصحية التي تقي من الفيروس، وممارسة الحياة بشكل أقرب إلى الطبيعي.

الابتعاد عن الطاقة السلبية

يرى الخبراء أنّه من الضروري الحفاظ على العلاقات الاجتماعية قدر الإمكان، لكنّهم يحذرون في الوقت نفسه من التواصل مع الأشخاص الذين ينشرون الطاقة السلبية، ويوصون بالتواصل مع الأشخاص الذين يصدرون الأخبار المُطمئِنة.

ينصح أستاذ الطب النفسي الدكتور محمد جمال بممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان، شريطة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي

مواقع التواصل الاجتماعي

يقول الدكتور محمد فهمي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط في جنوب مصر، إنّ النصيحة الأساسية تتعلق بإدارة جيدة للعلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً أنّ تلك المواقع تحتوي على الكثير من الأخبار غير الصحيحة، لذلك فإنّ الخط الأول للمواجهة هو استقاء الأخبار من المصادر الموثوقة للمعلومات مثل مواقع الحكومة ووزارات الصحة وليس من مواقع التواصل، وفق ما أوردته "العين الإخبارية".

يجب استقاء الأخبار من المصادر الموثوقة للمعلومات مثل مواقع الحكومة ووزارات الصحة وليس من مواقع التواصل

ممارسة الحياة الطبيعية

ينصح الدكتور محمد جمال، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق في شمال شرق القاهرة، بممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان، شريطة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.

يٌنصح بممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان شريطة الالتزام بإجراءات الوقاية

ويقول جمال؛ إنّ "البقاء في المنزل لفترات طويلة يزيد من الملل، لذلك حاول كسر هذا الملل بممارسة الرياضة مثلاً مع الحفاظ على إجراءات التباعد".

ما هي الآثار السلبية لـ "فوبيا كورونا"؟

في حال فشل الأشخاص بالسيطرة على "فوبيا كورونا"، فإنّ ذلك قد يحدث آثاراً خطيرة على الصحة الجسدية؛ إذ يُشير أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي بأحد المستشفيات المصرية الخاصة الدكتور محمد خيري، إلى أنّ الأثر الصحي لفوبيا كورونا يظهر في إحجام ملحوظ عن الذهاب إلى المستشفيات خشية الإصابة بكورونا. 

وبينما كان خيري يستقبل في عيادته بالمستشفى يومياً أكثر من 50 حالة قبل انتشار كورونا، أصبح الآن يستقبل بالكاد 5 حالات، وهو مؤشر خطير يخشى أن يترك تداعيات سلبية على الصحة.

اقرأ أيضاً:"السيلينيوم": حل سحري للتخلص من كورونا.. كيف تحصل عليه؟

وفي أكثر من مناسبة، حذرت منظمة الصحة العالمية من هذه الفوبيا، كان آخرها في اليوم العالمي للتبرع بالدم، حيث قالت الدكتورة هدى لينجر المستشارة الإقليمية للأدوية الأساسية وتقنياتها في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفي افتراضي تمّ تنظيمه بمناسبة هذا اليوم، إنّ جائحة "كوفيد -19" أثرت على إمدادات التبرع بالدم، بسبب خشية البعض من العدوى التي يمكن أن تنتقل لهم أثناء التبرع بالدم.

فشل الأشخاص بالسيطرة على (فوبيا كورونا) قد يحدث آثاراً خطيرة على الصحة الجسدية

وأكّدت لينجر أنّ احترام إجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة، يجعل التبرع بالدم في ظل الجائحة آمناً تماماً.

وكانت فوبيا كورونا حاضرة أيضاً في مؤتمر صحفي افتراضي آخر نظمه المكتب الإقليمي للمنظمة، يوم 29 نيسان (إبريل) الماضي، بمناسبة الأسبوع العالمي للتمنيع واللقاحات؛ فقد حذرت الدكتورة نادية طلب، المستشارة الإقليمية للتمنيع والتحصين بالمنظمة، من وجود تراخي في تنفيذ برامج التمنيع التقليدية، بسبب خشية الآباء من اصطحاب أبنائهم إلى المراكز الصحية في وقت انتشار كورونا.

وقالت طلب؛ إنّ التمادي في هذا التوجه يمكن أن يعيد إنتاج تجربة الكونغو الديمقراطية عندما تمّ تركيز كل الاهتمام لمواجهة جائحة "إيبولا" فعادت الحصبة بقوة.

وتسبب وباء الحصبة فى عدد وفيات تجاوز 6 آلاف شخص في الكونغو، أيّ حوالي ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالإيبولا منذ ظهورها في آب (أغسطس) من العام 2018، وقد وصف تفشي الحصبة بأسوأ موجة تفشى للأمراض المعدية في العالم، وفق بيان صحفي أصدرته منظمة الصحة العالمية في كانون الثاني (يناير) الماضي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية