ما هي جغرافيا النفط السياسية في عهد ترامب؟

ما هي جغرافيا النفط السياسية في عهد ترامب؟


كاتب ومترجم جزائري
15/05/2019

ترجمة: مدني قصري


أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للهيدروكربونات في العالم. فهي تستخدم الآن مركزها المهيمن حصريًا لزيادة أرباحها إلى الحد الأقصى، دون أن تتردّد في القضاء على المنتجين الكبار المنافسين، وإغراق شعوبهم في البؤس. ففيما كان الوصول إلى النفط من الشرق الأوسط في الماضي حاجة حيوية لاقتصادها (كارتر، ريغان ، بوش الأب)، ثم سوق كانوا يرأسونها (كلينتون)، ثم مورداً محدوداً كانوا يريدون السيطرة على صنبورها (بوش الابن، أوباما)، أصبحت الهيدروكربونات الذهب الأسود للرأسمالية (ترامب). في هذا الشأن يرسم  الصحفي والناشط الفرنسي تييري ميسان تطوّر هذه السوق الدموية.
 تييري ميسان، صحافي وناشط سياسي فرنسي

النفط والغاز قوام الطاقة في الاقتصاد العالمي
يعتمد الاقتصاد في المقام الأوّل على الطاقة المتاحة له. هذه الحاجة كانت دائماً واحدة من الأسباب الرئيسية للحروب. في السابق، كان الاعتماد على العبِيد للعمل في الحقول، ثم في القرن التاسع كان الاستيلاء على الفحم الضروري لتشغيل أجهزة الطاقة، واليوم صارت الهيدروكربونات (النفط والغاز) هي قوام الطاقة في الاقتصاد العالمي.

تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة وبلاده قد أصبحت أكبر منتج في العالم. لذا قرر قلب إستراتيجية الولايات المتحدة

لإخفاء هذا المنطق، ظل الرجال يتخيّلون دائماً أسباباً جيدة لتبرير ما يفعلونه. لذلك نحن نعتقد:
- أنّ إيران تعاقَب بسبب برنامجها النووي العسكري (الذي أغلقته عام 1988)،
- أنّ مرافق وأصول شركة البترول التابعة لدولة فنزويلا PDVSA (Petróleos de Venezuela SA قد تم مصادرتها  لنقل أصولها من الديكتاتور مادورو إلى فريق خوان غايدو (بينما الأول وليس الثاني هو الذي انتخِب رئيساً دستورياً لفنزويلا).
- أو أنّ الولايات المتحدة تحتفظ بقوات في سوريا لدعم حلفائها الأكراد ضد الديكتاتور الأسد (في حين أنّ هؤلاء الأكراد مرتزقة لا يمثلون شعبهم، وأن الأسد منتخب ديمقراطياً).
هذه الروايات لا تمثل الحقيقة، وهي تتناقض مع الحقائق. فنحن فقط نصدّقها لأننا نعتقد أننا قد نستفيد منها.
السوق العالمية
الهيدروكربونات هي أكبر سوق في العالم، قبل سوق الغذاء والأسلحة والأدوية والمخدرات. كانت هذه السوق تدار في البداية من قبل شركات القطاع الخاص، قبل أن تصبح، في الستينيات، حكراً على الدول. مع تقدم التنمية الاقتصادية، تَدخّل لاعبون جدد، وأصبحت السوق غير متوقَّعة. علاوة على ذلك، من نهاية الاتحاد السوفييتي إلى عودة روسيا، أصبحت هذه السوق مُضاربة للغاية، وخاضعة لتغيراتٍ في أسعار البيع من 1 إلى 4.
إحتياطيات نفطية كافية لقرن آخر
بالإضافة إلى ذلك، يلاحِظ الجميع أنّ العديد من الحقول النفطية، بعد استغلالها لفترة طويلة، تنضب وتجف. في أواخر الستينيات، قال روكفلر ونادي روما فكرة إنّ الهيدروكربونات كانت وقوداً أحفورياً، ومن ثم فهي محدودة للغاية. لكن على عكس هذا المنطق، فإنّ أصل الهيدروكربونات غير معروف. فالافتراض أنها على الأرجح حفريات، لكن ربما ليست كذلك. علاوة على ذلك، حتى لو كانت الهيدروكربونات قابلة للتجديد، فلن يمنع ذلك في حال الإفراط في استغلالها، من أن  تختفي (نظرية ذروة هوبرت  Hubbert's peak theory )، خاصة وأنّ نادي روما قد درس المسألة بالاستناد إلى نظرية مالتوس: كانت مهمته هي أنه لا بد من الحد من عدد سكان العالم، لأنّ موارد الأرض محدودة. إيمانه بنهاية النفط هو مجرد حجة لتبرير رغبة روكفلر في الحدّ من النمو السكاني للفقراء. في نصف قرن، كان يُعتقد لخمس مرات متتالية أنّ النفط سوف ينقص في السنوات القليلة المقبلة. ومع ذلك، توجد اليوم احتياطيات مثبتة، كافية لاستهلاك البشرية لقرن آخر على الأقل.

اقرأ أيضاً: ثلاث مهمات إيرانية عاجلة في العراق: النفط والجيش وحزب الدعوة
تكاليف الاستغلال المتغيرة للغاية (من 1 في المملكة العربية السعودية إلى 15 في الولايات المتحدة)، والتقدم التقني، والتغيرات الكبيرة في الأسعار، والجدل الأيديولوجي، جعلت التراجع عن الاستثمارات لمرات عديدة، أمراً غير مرجح. ومع ذلك، بالنظر إلى المواعيد التشغيلية النهائية، فإنّ أي توقف للاستثمار في البحث والاستغلال والنقل، يؤدي إلى ندرة المنتجات المتاحة في السنوات الخمس المقبلة. هذه السوق بالتالي سوق فوضوية بشكل خاص.
مالتوس.. اقتصادي أرّقه التكاثر السكاني

سياسة الطاقة العالمية في ظل رؤساء أمريكا
أدى تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من قبل الفنزويلي خوان بابلو بيريز ألفونزو في عام 1960، تدريجياً، إلى تحويل سلطة تحديد الأسعار من شركات النفط إلى الدول المصدرة. لقد ظهر هذا التحول خلال الحرب المصرية السورية ضد إسرائيل في أكتوبر 1973 (المعروف في الغرب باسم "حرب يوم الغفران") وأزمة النفط العالمية التي أثارتها.

وفقاً لعقيدة بومبيو ليس من المناسب خفض الإنتاج العالمي إلى مستوى الطلب من خلال حصص الإنتاج مثلما حدّدته أوبك

الولايات المتحدة، التي كانت القوة الرائدة في العالم، اتّبعتْ سياسات مختلفة فيما يتعلق بالهيدروكربونات.
- اعتبر الرئيس جيمي كارتر أنّ بلاده تحتاج إلى مصدر الطاقة هذا، ولذا فقد كان وصول بلاده إلى نفط الشرق الأوسط مسألة "أمنٍ قومي". فالعرب والفرس لا يستطيعون عدم بيعِه الذهب الأسود، أو المبالغة في تكلفته.
- أنشأ الرئيس رونالد ريغان قيادة الولايات المتحدة لهذه المنطقة (التي تم تحديدها وفقًا لمعرفة تلك الفترة لحقول النفط)، وهي CentCom. ولتنفيذ سياسة سلفه، تفاوض ريغان على قواعد عسكرية دائمة، وبدأ في تثبيت قواته.
- تولى الرئيس جورج بوش الأب زمام المبادرة في تحالف شبه عالمي، وسحق العراق، الذي كان يتخيل أنه يختار أسواقه بنفسه، وتجرأ على استعادة آبار الكويت التي حرمه منها البريطانيون.
- ورث الرئيس بيل كلينتون ونائب الرئيس آل غور عالَماً أحادي القطب، من دون اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية. لقد وضعا خريطة للممرات التي سيتم حفرها في العالم (خطوط الأنابيب والطرق السريعة والسكك الحديدية وخطوط الإنترنت) وعمليات عسكرية يتعين تنفيذها لبنائها وتأمينها، وعلى سبيل المثال، الحرب ضد يوغوسلافيا لبناء الممر الثامن.

اقرأ أيضاً: "الحرس" والنفط وساعة الصفر
- الرئيس جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني، بِحكم يقينهما بأنّ المواد الهيدروكربونية ستنقص قريباً، أطلقا سلسلة من الحروب، ليس فقط للاستيلاء على الذهب الأسود، ولكن للسيطرة على الإنتاج والسوق. وبالعودة إلى نظرية الاقتصادي والديمغرافي الإنجليزي توماس مالتوس حول النهاية الوشيكة لمصادر الطاقة هذه، أرادا اختيار من سيكون له الحق في الشراء، وبالتالي القدرة على تأمين الحياة لسكانه.
- اغتنم الرئيس باراك أوباما فرصة الغاز الصخري والنفط في بلاده، وقرر تشجيع استخراجه. كان يأمل في إخراج بلده من لعنة مالتوس.
- تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة وبلاده قد أصبحت أكبر منتج في العالم. لذا قرر قلب إستراتيجية الولايات المتحدة.
على ماذا قامت سياسة ترامب؟
عندما عيّن الرئيس ترامب، ممثِّل الكانساس، مايك بومبيو مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية، قبل تعيينه وزيراً للخارجية، فسرنا هذا التعيين غير المتوقع بناءً على صعوبة الرئيس في إيجاد حلفاء في الحزب الجمهوري الذي اقتحمه للتو. لقد نسينا أنّ بومبيو كان، في الفترة من 2006 إلى 2010 ، رئيس مورد المعدات الهيدروكربونية Sentry International. لقد كان يعرف أداء سوق النفط، ويعرف شخصياً، الفاعلين الرئيسيين في العالم. في الوقت نفسه، عيّن الرئيس ترامب، ريكس تيلرسون (2)  Rex Tillerson ، وزيرًا للخارجية، رئيسَ إحدى شركات النفط الرئيسية، إكسون موبيل  Exxon-Mobil. كان ينبغي لنا إذاً التفكير في أنّ سياسة الطاقة ستكون في قلب تصرّف إدارته.

ريكس واين تيلرسون
من البديهي أنه من المستحيل اليوم تقييم حصيلة بومبيو على رأس هذه المصلحة السرية. ومع ذلك، قد نعتقد أن أهدافه في ذلك الوقت لم تكن بعيدة عن أهدافه اليوم. والحال أنه كشف عنها للتو.

اقرأ أيضاً: بالأرقام.. العقوبات الأمريكية على إيران تعصف بقطاع النفط
كل عام، تقوم شركة استشارية أنشأها دانييل يرغن، المتخصص الخبير بلا منازع في سوق المواد الهيدروكربونية، بتنظيم اجتماع دولي حول تطور الوضع. كان مؤتمر 2019 (CERAweek ، من 9 إلى 13 آذار (مارس) هيوستن، تكساس) أكبر اجتماع دولي في التاريخ حول هذا الموضوع. حضر الاجتماع  كبار المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات من 78 دولة. وكان أبرز ما في العرض هو تدخل مايك بومبيو. تم تنبيه كل المعنيين بالمهنة بأهمية خطابه، وكانت المرة الوحيدة التي كانت فيها القاعة الضخمة مكتظة بالحضور.
سياسة مايك بومبيو النفطية
بعد أن حيّى مايك بومبيو، زملاءه السابقين، هنّأ نفسه بالأداء المذهل لصناعة النفط في البلاد، التي أصبحت، في غضون ست سنوات، المنتج الأوّل في العالم بفضل التقنيات الجديدة لاستخراج الصخر الزيتي. وقد أعلن أنه أنشأ مكتباً خاصاً في وزارة الخارجية لإدارة موارد الطاقة. فهو الذي يتعين على رؤساء الشركات الأمريكية المتخصصة اللجوء إليه. وتتمثل مهمته في مساعدتهم على نقل الأسواق إلى الخارج. في المقابل، سيتعين عليهم مساعدة بلادهم على إدارة سياستها الطاقوية.

على المستوى العالمي لم يعد استهلاك البترول مخصّصًا في المقام الأول لوسائل النقل ولكن لصناعة البلاستيك

وتتمثل هذه السياسة في إنتاج أكبر قدر ممكن في الولايات المتحدة وعلى تجفيف جزء من العرض العالمي من أجل تحقيق توازن السوق. فبهذه الطريقة فقط ستتمكن البلاد من بيع الغاز والنفط الصخري، في حين أن استخراجها مكلف للغاية.
وفقًا لعقيدة بومبيو، ليس من المناسب خفض الإنتاج العالمي إلى مستوى الطلب، من خلال حصص الإنتاج، مثلما حدّدته أوبك + منذ عامين، ولكن عن طريق إغلاق السوق أمام بعض المصدرين الرئيسيين: إيران، فنزويلا وسوريا (التي تم اكتشاف احتياطياتها العملاقة مؤخراً ولم يتم استغلالها). من المتوقع أن يعود مشروع NOPEC (قانون عدم إنتاج وتصدير الكارتلات) للظهور من قلب الأرشيفات. يهدف مشروع القانون هذا، والذي تم عرض العديد من المتغيرات فيه على الكونغرس منذ عقدين، إلى إزالة الحصانة السيادية التي تتحجج بها دول أوبك لكي تشكل لنفسها كارتلا، على الرغم من قوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية. سيسمح مشروع القانون المذكور بمقاضاة جميع الشركات في الدول الأعضاء في منظمة أوبك + أمام المحاكم الأمريكية، على الرغم من تأميمها، بسبب استفادتها من مركزها المهيمن، ومساهمتها في زيادة الأسعار.
دوافع انضمام روسيا إلى أوبك
بحلول نهاية عام 2016، انضمت روسيا إلى أوبك من أجل رفع الأسعار. وهكذا وافقت على خفض إنتاجها. فالأمر ذو أهمية كبرى بالنسبة لها، سيما وأنّ اقتصادها يعاني من العقوبات الغربية، وأن صادراتها من المواد الهيدروكربونية – مع الأسلحة – تمثل مصادر دخلها الرئيسية. لذلك، ففي الوضع الحالي، لا تتضارب المصالح بين موسكو وواشنطن، ولكنها تتزامن: عدم إغراق السوق. فلهذا السبب لا تفعل روسيا شيئاً لمساعدة إيران على تصدير نفطها، ولا تستغل المناطق التي اكتسبت شركاتها المؤمّمة الاحتكار في سوريا. ومن المحتمل أنها لن تساعد فنزويلا بعد الآن في هذا الصدد. وهكذا تم تأجيل نقل المقر الأوروبي لشركة وأصول شركة البترول التابعة لدولة فنزويلا PDVSA  إلى موسكو.

اقرأ أيضاً: الصادرات النفطية الإيرانية تنخفض بنسبة 60%
روسيا، التي أنقذت سوريا من مرتزقة الناتو الجهاديين، لم تلتزم أبداً بالمضي قدماً. إنها تشهد دون ردٍّ الانهيارَ البطيء لهذا البلد، الذي كان مزدهراً ذات يوم. الوضع لم يصل إلى مرحلة المجاعة، كما هو الحال في اليمن، ولكنه يسير نحو المجاعة بلا هوادة.
ومع ذلك، فإنّ الولايات المتحدة لا تنوي فقط تثبيت استقرار العرض العالمي، ولكن أيضاً تحديد التدفقات، ومن هنا ضغط واشنطن على كل من الاتحاد الأوروبي، والدول الأعضاء فيه حتى لا يُستكمَل بناءُ خط الأنابيب نورد ستريم 2 Nord Stream. إنّ الأمر بالنسبة للولايات المتحدة هو تحرير الاتحاد من اعتماده على الهيدروكربونات الروسية. في حالة نجاح هذه التدخلات، ستقوم روسيا بتحويل هذا التدفق نحو الصين، التي لن تستطيع دفع ثمنه بنفس السعر.

اقرأ أيضاً: هل ينجح روحاني في وقف عمليات تصدير النفط في المنطقة؟
بالفعل، فمن أجل تلبية احتياجات الاتحاد، ستقوم الولايات المتحدة ببناء موانىء خاصة للغاز الطبيعي المسال، قادرة على تلقي الغاز الصخري في أسرع وقت ممكن. فيما تقوم روسيا، من جانبها، بتسريع بناء خط أنابيب ستريم التركي Turkish Stream ، الذي سيخلق طريقاً آخر للوصول إلى الاتحاد.
مايك بومبيو

حظر أمريكا لوسائل نقل النفط إلى إيران وفنزويلا وسوريا
بالإضافة إلى ذلك، تقوم وزارة الخزانة الأمريكية بحظر جميع وسائل نقل النفط إلى إيران وفنزويلا أو إلى سوريا. تُظهر البيانات المتوفرة أنّ وكالة الاستخبارات المركزية بدأت في مراقبة هذه التجارة بالتفصيل منذ انتخاب دونالد ترامب، بما في ذلك خلال الفترة الانتقالية، مما يؤكد فكرة مركزية الطاقة في سياستها.
إنّ موقف البيت الأبيض تجاه سوريا موقف مختلف، لأن هذا البلد غير قادر حاليًا على استغلال احتياطياته الخاصة، وأن روسيا تدع الوقت يمر. فالأمر يتعلق بمنع إعادة الإعمار وبالتالي جعل الحياة مستحيلة بالنسبة لشعبها. تقوم CIA باستراتيجية تخريبية مكثفة ضد أي تموين بالطاقة. غالبية السكان، على سبيل المثال، لم يعد لديهم غاز للتدفئة أو الطهي. والأسوأ من ذلك، أنّ ناقلة تركية كانت تحمل بضائع إيرانية إلى سوريا قد تم تخريبها قبالة اللاذقية في شباط (فبراير) الماضي. لقد انفجرت، مما تسبب في وفاة جميع أفراد طاقمها وانسكابٍ للنفط، لم تتحدث عنه أيٌّ من وسائل الإعلام الغربية.
وبالنظر إلى أنّ حزب الله يشارك في الحكومة اللبنانية، فيما يخدم المصالح الإيرانية، وسّعت الإدارة الأمريكية حظرها على تصدير النفط. ويحاول مايك بومبيو فرض تقسيم جديد للمياه الإقليمية يضع مرور احتياطيات النفط اللبنانية تحت السيادة الإسرائيلية.
تطورات المستقبل
تُزوّد فنزويلا كوبا بالنفط، مقابل خبرائها العسكريين، وعمل أطبائها. وتحاول وزارة الخارجية الأمريكية معاقبة أيّ تبادل بين البلدين، خاصة وأنّ الخبراء العسكريين الكوبيين يُعتبَرون مسؤولين عن الدعم الذي يقدمه الجيش الفنزويلي إلى الرئيس مادورو.
في الوقت الحالي، لا يمكن لسياسة دونالد ترامب أن تنجح إلا من خلال خفض الطلب في بلاده. حتى الآن، كانت الهيدروكربونات تُستخدَم أساساً لتشغيل السيارات، ومن هنا كان التوجه لتطوير مشاريع السيارات الكهربائية. استهلاكُ النفط لتوفير الكهرباء أرخص بكثير في الولايات المتحدة من استخدامه مباشرة في محركات السيارات. سيما وأنه يمكن توفير الكهرباء من مصادر مختلفة في الولايات المتحدة، بتكلفة منخفضة وسعر ثابت.

اقرأ أيضاً: هل كانت واشنطن ذكية بإعفاء ثماني دول من العقوبات النفطية الإيرانية؟
تجدر الإشارة إلى أنّ تطوير السيارات الكهربائية ليس له علاقة بالأيديولوجية القائلة بأنه سيكون من المناسب تقليل إنتاج ثاني أكسيد الكربون لخفض درجة حرارة الأرض، من ناحية؛ لأن تصنيع البطاريات يمكن أن ينبعث منه الكثير من ثاني أكسيد الكربون، ومن ناحية أخرى لأنّ الكهرباء يمكن أن تكون أكثر تأثيرًا من زيت ثاني أكسيد الكربون، عندما يتم إنتاجها من الفحم، كما هو الحال في ألمانيا والصين.
النفط لصناعة البلاستيك أوّلاً
علاوة على ذلك، فإنّ استهلاك النفط يتطور. فعلى المستوى العالمي، لم يعد استهلاك البترول مخصّصاً في المقام الأول لوسائل النقل، ولكن لصناعة البلاستيك.
ولن تسمح الولايات المتحدة بتصدير النفط من إيران وفنزويلا وسوريا إلا في عام 2023 أو 2024 ، عندما يبدأ إنتاج الصخر الزيتي في الانخفاض بسرعة، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA).
مرة أخرى، سيتم قلبُ اللعبة الجيوسياسية كلها رأساً على عقب.


المصدر: alterinfo.net/Geopolitique



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية