يعيش ما يقرب من 46 ألف مسلم في نيوزيلندا؛ أي ما يشكل 1% من مجموع السكان، بحسب إحصائيات أجريت عام 2013.
اقرأ أيضاً: في نيوزيلندا... للإرهاب وجه آخر
ووفقاً لبحث صادر عن جامعة فكتوريا في ويلينغتون فإنّ "نسبة المسلمين في نيوزيلندا هي الأكثر نمواً، إذ تزايد عددهم بين عامي 1991 و2006 ستة أضعاف"، بالمقابل تعيش في نيوزيلندا نسبة كبيرة من المسيحيين، والهندوس، والبوذيين.
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم؛ إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم.
ويأتي هذا البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة 15 آذار (مارس) 2019، قتل إرهابي 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا، وفق ما أورد موقع "دويتش فيله"، إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينيات القرن العشرين.
ووفقاً لوكالة الإحصاء النيوزيلندية، فقد ارتفع عدد المسلمين بنسبة 28٪ بين عامي 2006 و2013.
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينيات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
فيما يوجد في نيوزيلندا عدداً من المساجد والمراكز والمدارس الإسلامية.
"جنة" المهاجرين على الأرض
وفقاً لبحث صادر عن جامعة فكتوريا في ويلينغتون فإن نسبة المسلمين في نيوزيلندا هي الأكثر نمواً
وتعد نيوزيلندا مقصداً للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم.
وبحسب السلطات الرسمية، فقد كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين.
إذ يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
معاداة المسلمين
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياً وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى.
اقرأ أيضاً: رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا: الإرهاب جعل الجالية المسلمة "منبوذة"
وفي دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا، يتعرضون للرفض من السكان الأصليين، أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
1.5 مليون قطعة سلاح
وفقاً لقوانين البلد، فإنه يسمح لمن تجاوز سن الـ16 عاماً اقتناء السلاح.
وصرحت الشرطة النيوزيلندية العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد، كما أن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين".
يذهب خبير في قوانين الأسلحة إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
وعود بتشديد القوانين
بعد الاعتداء الإرهابي على المسجدين، وبعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة، تعهدت رئيسة الوزراء "جاسيندا أرديرن" بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ العام 1992.