تحاول إيران كسر عزلة مالي إقليمياً ودولياً، التي تتزايد منذ عامين على خلفية انقلاب عسكري انبثقت عنه "سلطة غير شرعية" رفضت تسليم السلطة للمدنيين أو تنظيم انتخابات سريعة، وأبرمت اتفاقية مع مجموعة فاغنر الروسية لجلب مقاتلين مرتزقة لقتال المجموعات المسلحة، ويسود توجس في المنطقة من أنّ طهران تحاول استغلال عزلة "الانقلابيين" والاهتمام الدولي بمكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي لتكرار محاولات سابقة للتموضع في غرب أفريقيا.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زيارة الى باماكو عاصمة مالي، وترأس مع نظيره المالي اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
تحاول إيران كسر عزلة مالي إقليمياً ودولياً، التي تتزايد منذ عامين على خلفية انقلاب 2020 العسكري
ووفقاً لما نقلته "العربية"، فقد عرض الإيرانيون تقديم مساعدات أمنية وعسكرية إلى مالي التي أصبحت قبل أعوام البؤرة الرئيسة لنشاط المجموعات الإرهابية في الساحل الأفريقي، وفي مقدمتها داعش والقاعدة.
وفي السياق، عبّر وزير خارجية مالي عبدولاي ديوب عن ارتياح حكومة بلاده لزيارة وزير الخارجية الإيراني، وأجرى معه مباحثات للتعاون والشراكة الإستراتيجية.
وزير الخارجية الإيراني يجري زيارة إلى باماكو، ويوقع عدداً من الاتفاقيات، ومصادر لا تستبعد دعم إيران حكومة الانقلاب بالأسلحة والأموال
وذكر مصدر في العاصمة المالية أنّ اتفاقيات في مجالات اقتصادية وتجارية وتكنولوجية تمّت صياغتها في اجتماعات تحضيرية لخبراء من اللجنة المشتركة الإيرانية المالية، غير مستبعد عقد اتفاقيات تتعلق بالحصول على أسلحة وذخيرة وأموال من طهران".
هذا، وتواجه مالي تنامي العنف العرقي واتساع رقعة نشاط تنظيمات إرهابية، في مقدمتها داعش والقاعدة وكتيبة "ماسينا"، فضلاً عن تمرد واسع لمجموعات مسلحة انفصالية من الطوارق والعرب تطالب باستقلال إقليم "أزواد" المتاخم للحدود مع الجزائر وموريتانيا.
وكانت فرنسا قد بدأت في سحب قواتها من مالي في شكل تدريجي غداة انقلاب آب (أغسطس) 2020، وتفاقم التوتر بين باريس ومستعمرتها السابقة، وقد عبر آخر جنود قوة "برخان" الحدود إلى النيجر خلال الشهر الجاري.