مؤشر جديد على التقارب التركي ـ الإسرائيلي... ما علاقة شرق المتوسط؟

تواصل تركيا في بعث الرسائل إلى تل أبيب التي تعكس رغبتها في عقد صفقة لترسيم الحدود البحرية بينها وبين إسرائيل، في محاولة لكسب استقطاب إسرائيل إلى جانبها في مواجهتها مع اليونان وقبرص.

وتُغري تركيا إسرائيل بأن تمنحها الصفقة مياهاً إقليمية تابعة لقبرص، مقابل اعتراف إسرائيل بالحدود التركية البحرية المزعومة من قبل أنقرة.

وكانت مصادر تركية قد كشفت عن اجتماعات سرّية عقدها مسؤولون استخباراتيون أتراك مع نظرائهم الإسرائيليين قبل أسابيع قليلة، لافتة إلى أنّ الهدف من تلك الاجتماعات هو تحسين العلاقات بين الجانبين والتأسيس لمرحلة جديدة بينهما.

بحسب المقترح فإنّ تركيا تقدّم لإسرائيل مناطق جديدة في المياه الاقتصادية على حساب قبرص

في غضون ذلك، تمثلت الرسالة التركية الأخيرة في مقال نشره قائد سلاح البحرية التركية السابق، الأدميرال جيهات يايجي، في مجلة "توركيسكوب" التي تصدر عن مركز "موشيه ديّان" في جامعة تل أبيب، يتضمن اقتراحاً حول تنظيم الحدود الاقتصادية البحرية بين تركيا وإسرائيل، بحسب ما أورده موقع "ميديا مونيتور".

وبحسب المقترح، فإنّ تركيا تقدّم لإسرائيل مناطق جديدة في المياه الاقتصادية على حساب قبرص.

صحيفة "يسرائيل هيوم" اعتبرت أنّ نشر الاقتراح من جانب شخصية مقرّبة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يُعتبر مؤشراً آخر على رغبة تركيا بالمصالحة مع إسرائيل، مشيرة الى أنها المرة الثانية التي تُعبّر فيها تركيا عن رغبتها بالتوصل إلى تسوية مع إسرائيل في مجال الطاقة.

وكانت تركيا قد بعثت قبل 4 أشهر رسالة إلى إسرائيل حول رغبتها ببدء محادثات في هذا الموضوع، لكنّ هذه الخطوات لم تستمر بسبب أزمة كورونا.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ اقتراح يايجي يقضي بالتقاء الحدود البحرية بين الدولتين على حساب قبرص، وينصّ الاقتراح على نقل المناطق البحرية 8 و9 و11 و12 من قبرص إلى السيادة الإسرائيلية.

وتحتوي المنطقة 12 على القسم الأكبر من مخزون الغاز، بسعة 7 ـ 10 مليار متر مكعب في الجانب الإسرائيلي، و100 مليار متر مكعب في الجانب القبرصي.

كما يقترح يايجي في المقال ربط أنبوب الغاز الإسرائيلي بشبكة أنابيب الغاز التركية في منطقة أضنة، ومنها إلى أنابيب عابرة الأناضول، ومن هناك إلى أوروبا.

ويعتبر المسؤول العسكري التركي السابق أنّ "هذه الإمكانية قابلة للتنفيذ وتكلفتها متدنية بشكل كبير بالنسبة إلى إسرائيل، قياساً بمشروع إيست مد" الذي يربط الأنبوب الإسرائيلي عن طريق قبرص مع اليونان، وتصل تكلفته إلى 6.86 مليار دولار.

ونقلت الصحيفة ردّاً لمسؤول إسرائيلي على الاقتراح التركي، فقد اعتبر أنّ تحسين العلاقات مع أنقرة خطوة مباركة، لكنّ الاقتراح الذي يأتي على حساب قبرص لا يشكّل نقطة بداية حتّى.

وأضاف: إنّ قبرص هي حليفة لإسرائيل، والحدود البحرية بين الدولتين تعترف بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.