مؤتمر يُحذر من خطورة الإخوان المسلمين في فرنسا

مؤتمر يُحذر من خطورة الإخوان المسلمين في فرنسا

مؤتمر يُحذر من خطورة الإخوان المسلمين في فرنسا


21/05/2024

مع الوقت، يتزايد الشعور بالخطر في أوروبا تجاه أنشطة الإخوان المسلمين، وخاصة في فرنسا، حيث أصبحت الجماعة تحت المجهر بسبب تزايد أنشطتها الانفصالية، ومساعيها الرامية إلى الهيمنة على المجال الديني، والسيطرة على المسلمين، وتهديد قيم الجمهورية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلّف في وقت سابق بإعداد تقرير حول "الإسلام السياسي والإخوان المسلمين" لتقديمه في الخريف القادم للجهات المختصة، واتخاذ إجراءات بناء على درجة الخطر. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانين إنّه يريد "القتال ضدّ جماعة الإخوان المسلمين"؛ لأنّه على الرغم من أنّها "لا تستخدم الإرهاب، إلا أنّها تستخدم أساليب أكثر ليونة، وتعمل بفعالية من أجل تحويل جميع شرائح المجتمع تدريجياً إلى المصفوفة الإسلاموية".

وبحسب الإحصائيات، فإنّه منذ العام 2019 زاد عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من (50) ألفاً إلى (100) ألف عضو في فرنسا. والدليل على تغلغلها في الحياة الفرنسية واضح في العدد الهائل من الممارسات الاجتماعية التي تحاول أخونة المجتمعات المسلمة في فرنسا، وفصلها تماماً عن البلاد.

استراتيجية اختراق المؤسسات الأوروبية

قدّم تقرير في السويد العام الماضي دليلاً على أنّ الرابطة الإسلامية السويدية، ذات النفوذ الكبير، هي واجهة لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعمل سراً لتحقيق أهداف إسلاموية. وقد تمّ اختراق حزب الوسط السويدي، على وجه الخصوص، بشكل كبير من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك حزب نيانس الذي يهيمن عليه الإخوان، من خلال مزيج من الانضمام وتعبئة الأصوات الإسلامية. ويشير التقرير إلى فاعلية "الاستراتيجية الأوروبية لعام 1995"، التي أصدرها قادة الإخوان المسلمين، والتي تخفف من خطابهم في السعي إلى السلطة السياسية وأسلمة المجتمع السويدي على المدى الطويل، من خلال التحولات الديموغرافية والثقافية.

 الرابطة الإسلامية السويدية، ذات النفوذ الكبير، هي واجهة لجماعة الإخوان المسلمين

كما اخترقت جماعة الإخوان المسلمين المؤسسات الأوروبية الرئيسية. وعلى سبيل المثال تلقى منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية (FEMYSO)، وهو عبارة عن مجموعة لها علاقات قوية مع جماعة الإخوان المسلمين، تمويلاً من المفوضية الأوروبية، وتمّ الترحيب بأعضائها في البرلمان الأوروبي (EP)، ممّا أثار استياء الرأي العام الأوروبي والمشرعين المحافظين. كما مُنحت منظمة غير حكومية أخرى لها صلات بالإخوان المسلمين، وهي الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، منصة في البرلمان الأوروبي.

مؤتمر يناقش مخاطر الظاهرة الإخوانية

في فرنسا، سلّط خبراء وأكاديميون متخصصون في ملف الإسلام السياسي الضوء على المخاطر المحتملة التي تشكلها جماعة الإخوان المسلمين على أوروبا، من خلال تركيزها على الأساليب القانونية بدلاً من الأساليب "الإرهابية"، واختراق المجتمعات من خلال القوة الناعمة والتمدد البطيء.

وبحسب صحيفة (لو جورنال دو ديمانش)، نظمت جمعية الدفاع عن الجمهورية  مؤتمراً مهمّاً، جمع مجموعة واسعة من خبراء الإسلام السياسي في بلدة سانت أوين سور سين الفرنسية يوم الأربعاء 15 أيّار (مايو). وشهد الحدث حضوراً لافتاً، وقدمت عدة أوراق بحثية قامت بتفكيك بنية الاستراتيجية الإخوانية وأطرها الإيديولوجية.

تتيح مخرجات هذا المؤتمر فهم رؤية واستراتيجيات أولئك الذين يسعون إلى غزو العالم عن طريق الخلافة

وبحسب منظم الحدث البروفيسور ديدييه لومير، تتيح مخرجات هذا المؤتمر فهم رؤية واستراتيجيات أولئك الذين يسعون إلى غزو العالم عن طريق الخلافة، وهي استراتيجيات تتكيف مع كل سياق وطني، ولفت إلى أنّ معرفة هذه الظاهرة أمر ضروري لمواجهتها، خاصة فيما يتعلق بالإخوان وخططهم طويلة المدى، والتي أصبحت تشكل خطراً داهماً على أوروبا.

ووفقاً لما نشر حول المؤتمر، قال الأكاديمي المتخصص الدكتور لورينزو  فيدينو: إنّ جماعة الإخوان المسلمين هي عبارة عن شبكة اجتماعية، توحدها روابط إيديولوجية واقتصادية، وتتلقى تمويلاً كبيراً من بعض الدول، وتسعى تلك الشبكة إلى التمدد والتهام المجتمعات المسلمة، قبل أن تمارس دوراً سياسياً، تنجح من خلاله في فرض وصايتها على المجتمعات الأوروبية، وفي مرحلة لاحقة سوف تلجأ بالضرورة إلى استخدام العنف لفرض مفاهيمها الخاصة بالإسلام.

 بلاكلر:الجماعة قد لا تكون "إرهابية" بالمعنى الغربي للمصطلح، لكنّ تأثيرها كبير ويدعم التطرف والعنصرية

وقال فيدينو: إنّ الجماعة تسهل التطرف الإسلاموي، وتسعى إلى التأثير على ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية، والتي ترغب في إلغائها لصالح إقامة خلافة عالمية؛ أي إقامة حكم ديني بتفويض إلهي، يمكنها من فرض استبدادها باسم الدين.

من جهتها قالت الباحثة البلجيكية فلورنس بيرجود بلاكلر، الأكاديمية التي تلقت تهديدات بالقتل، وتم إلغاء عضويتها من قبل المجتمع الأكاديمي بسبب بحثها حول نمو جماعة الإخوان المسلمين، قالت إنّ الجماعة قد لا تكون "إرهابية" بالمعنى الغربي للمصطلح، لكنّ تأثيرها كبير ويدعم التطرف والعنصرية. وأضافت: "الجماعة تأقلمت مع المجتمعات الأوروبية من أجل التغلب عليها بشكل أفضل، من خلال جعلها ملتزمة بالشريعة وفق مفهومها.

أصبحت جماعة الإخوان المسلمين ذات تأثير متزايد في المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا

وتابعت: "أصبحت جماعة الإخوان المسلمين ذات تأثير متزايد في المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء أوروبا؛ من خلال العديد من المنظمات التابعة المكرسة للثقافة والتعليم والاستثمارات المالية والضغط السياسي والجمعيات الخيرية".

المؤتمر أوصى بضرورة متابعة أنشطة الإخوان بعناية، وتتبع مسارات استراتيجيات الإخوان المتباينة، التي تعمل بفعالية في خطوط متوازية من أجل تحقيق هيمنة شاملة، وفرض الوصاية، وتدمير مكتسبات التعددية في المجتمعات الأوروبية؛ عبر فرض تصور واحد للدين والسياسة، ومنع المسلمين من الاندماج مع الثقافة الديمقراطية الغربية، من أجل تكوين مجتمعات منعزلة تحكمها الجماعة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية