دفعت إيران فصائل شيعية موالية بالعراق إلى إطلاق التهديدات والتصريحات المتعلقة بالتواجد الأمريكي على الأراضي العراقية، ونشر الشائعات بشأن "تحركات" أمريكية؛ لإعادة تثبيت وجودها في العراق وتدعيمه، ما تطلّب من رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، تفادي "معركة" جانبية، مدارها الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية، بإعلان أنّ أكثر من 25% من القوات الأجنبية، غالبيتها أمريكية، انسحبت من البلاد خلال عام 2018.
فصائل شيعية موالية لايران تطلق تهديدات وتصريحات متعلقة بالتواجد الأمريكي على الأراضي العراقية
وقال رئيس الوزراء العراقي، في مؤتمر صحافي، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية: "كان هناك حوالي 11 ألف جندي أجنبي، 70% منهم أمريكيون، في العراق، وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي؛ انخفض العدد الكلي إلى ثمانية آلاف، بينهم ستة آلاف أمريكي.
وتنظر إيران بريبة شديدة إلى أيّ تواجد عسكري أمريكي في العراق، وترى فيه تهديداً لنفوذها الكبير في البلد، والذي تشارك في تأمينه العشرات من الميليشيات الشيعية المعروفة بارتباط قادتها الشديد بطهران.
وبدا أنّ سيل "التسريبات" عن تحركات عسكرية أمريكية، وأيضاً عن "مطالبات" من واشنطن لبغداد، بوجوب تحجيم دور تلك الميليشيات، هدفه خلق مناخ من الريبة بشأن نوايا الولايات المتحدة تجاه العراق، وتحفيز الميليشيات ذاتها لمواجهة محتملة، وتوفير رأي عام مساند لها.
وفي أحدث التسريبات؛ نُقل عن "مصدر سياسي عراقي"، وصف بـ "المطلع"، دون تحديد هويته، القول إنّ واشنطن نقلت لبغداد تهديد تل أبيب، بضرب أيّ ميليشيا على الأرض العراقية تقوم باستهداف إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية.
وقال المصدر، في تصريح لموقع إخباري عراقي: إنّ "وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أبلغ لدى زيارته العراق مؤخراً، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بأنّ دولة الاحتلال إسرائيلي قد تقصف في أيّ وقت، أهدافاً داخل الأراضي العراقية، ترتبط بفصائل مسلحة تقاتل في سوريا"
عبد المهدي يحاول تفادي "معركة جانبية" مدارها الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية
وقال المصدر أيضاً: إنّ "الرسالة التي نقلها بومبيو إلى عبد المهدي، سبقتها رسالة أخرى، صادرة عن السفارة الأمريكية في بغداد، ونقلت إلى زعماء بعض الفصائل العراقية المسلحة، عبر وسطاء"، مبيّناً أنّ مضمونها "إذا تعرّض مبنى السفارة الأمريكية في العراق للقصف، فسيهاجم الجيش الأمريكي جميع مقرات الفصائل العراقية في بغداد".
وقالت ميليشيات عراقية مسلّحة، أول من أمس: إنّها منعت القوات الأمريكية من إجراء عمليات "استطلاع" للوضع العسكري في إحدى مناطق غرب العراق على الحدود مع سوريا.
واحتجّ الممثلون السياسيون والقادة العسكريون للحشد على إمكانية زيادة أعداد القوات الأمريكية بالعراق، وطالبوا الحكومة العراقية بمنع ذلك، ولوّحوا باستصدار قانون عن طريق البرلمان، يجبر حكومة بغداد على إنهاء الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية، فيما هدّدت بعض الميليشيات باستهداف القوات الأمريكية.
وقال الحشد الشعبي إنّه منع القوات الأمريكية من إجراء استطلاع وصفه بـ "المريب"، على قوّات أمنية عراقية مرابطة غرب محافظة الأنبار، على الحدود مع سوريا.