رغم مرور ما يقرب من أسبوع على اندلاع المظاهرات الإيرانية ضد نظام الملالي، وسوء الأحوال الاقتصادية، لم تخرج جماعة الإخوان ببيان واحد يدعم تلك المظاهرات، رغم استخدام النظام الإيراني كافة أساليب القمع واستخدام الانتهاكات ضد المحتجين.
التنظيم الذي يزعم دائما أمام الغرب أنه يدعم الحريات ويدعو المجتمع الدولى في دعمه ويبرر مظاهراته، لم يؤيد مظاهرات المحتجين الإيرانيين، أو يهاجم الأساليب الوحشية التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني ضد المتظاهرين.
وإذا عدنا في الزمن 39 عاماً، سنجد موقف الإخوان على النقيض تماماً، فالتنظيم أيد ما أسمته إيران بـ"الثورة الإسلامية"، التي خرجت ضد الشاه، وتحولت منذ ذلك الحين، طهران إلى حكم المرشد، وهو ما يشبه نفس نظام الإخوان الذي تتبعه داخل أروقة التنظيم.
أسباب عديدة دفعت الإخوان لعدم دعم مزاهرات إيران على رأسها أنّ النظام الإيراني يسير في نفس اتجاه النظام الذي يتبعه الإخوان وهو حكم المرشد الأعلى – ولاية الفقيه - الذي يضع السياسات ويصدر التعليمات فيما يتبع القيادات السياسية هذا المرشد وهو نفس الأسلوب الذي اتبعته جماعة الإخوان خلال عهد المعزول محمد مرسي، وبالتالى فإنّ الجماعة لا يمكنها أنْ تخرج ببيان تهاجم فيه نفسها.
أحد الأسباب الأخرى التي تدفع الإخوان لعدم مساندة المظاهرات الإيرانية، هو أنّ نظام الملالي حليفٌ قوى لقطر التي تأوي جماعة الإخوان، وتعتبر الدولة الأكثر دعما للتنظيم، واتضح مؤخراً حجم الدعم الذي تقدمه الدوحة للنظام الإيراني لقمع المتظاهرين، ودفع أموال باهظة لمواجهة المحتجين.
كما أنّ إيران تُعد حليف أيضاً لجماعة الإخوان، فلا يمكن أنْ ننسى اللقاء الذي تم بين قيادات بالتنظيم الدولي للإخوان وعلى رأسهم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي مع مستشار خامئني وذلك في لندن خلال مؤتمر تم تسميته المؤتمر الإسلامي وكان هدفه بحث سبل دعم إيران لقطر ضد المقاطعة العربية لها.
كل هذه الأسباب تدفع الجماعة للصمت وعدم إصدار بيانات تؤيد المظاهرات الإيرانية التى لاقت دعم كبير من كافة دول العالم، كما أنها تكشفا لعلاقة الوثيقة بين طهران والتنظيم.
من جانبه، يقول طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان: إنّ النظام الإيراني الحالي (الحكومة الإسلامية الإيرانية) هي تطبيق عملي ناحج لما يريد أن ينفذه الإخوان في الحكم في البلاد التي سيظلون للحكم فيها، والجماعة ضد التظاهرات على الحاكم المسلم لهذا هي ضد هذه المظاهرات. ولا يجب أنْ ننسى أنّ أول من هنأ الخميني هم الإخوان المسلمين ولكنهم لن يتمكنوا من إعلان موقفهم المؤيد لنظام الحكم نظرا لحساسية علاقتهم بالتيارات الاسلامية السلفية التي بطبيعتها تعادي الشيعية.
ويضيف أبو السعد:"اذا وقع مزيد من القتلى في صفوف الشعب الإيراني ستتناول جماعة الإخوان الموضوع من زاوية الشباب الذي يموت في المظاهرات، وإذا وقع القتل في صفوف الشرطة سيكون لهم موقف من الثورة وإعلان أنّ أمريكا ضد الإسلام، فالإخوان سيكونون حذرين في إعلان موقفهم الحقيقي.
كتب أحمد عرفة-عن"صوت الأمّة"