لماذا يتوقع محللون فلسطينيون فشل العملية الإسرائيلية في جنين؟

لماذا يتوقع محللون فلسطينيون فشل العملية الإسرائيلية في جنين؟

لماذا يتوقع محللون فلسطينيون فشل العملية الإسرائيلية في جنين؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
04/07/2023

أكد محللون سياسيون فلسطينيون أنّ العملية الواسعة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنين ستفشل، بسبب التطور اللافت لأداء المقاومة.
ويقول الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور إنّ "العملية العسكرية الإسرائيلية المباغتة ضد مخيم جنين ستفشل ولن تحقق أهدافها، والجيش يعمل على  تدمير مخيم جنين ومحاولة تجفيف منابع المقاومة، لكن لن يصل إلى أهدافه بسبب التطور اللافت لأداء المقاومة".
وأوضح في حديثه لـ"حفريات" أنّ "إسرائيل ستورط نفسها في معركة واسعة على جبهات عديدة وبالتحديد جبهة غزة، التي تواصل التهديد بالدخول في حال استمرار العملية العسكرية على جنين، وبالتالي ربما يتخذ الجيش قرار بالانسحاب لمنع توسع دائرة العنف والقتال، وبالتالي لن يتمكن من كسر إرادة المقاومة بل وستزيد المقاومة من بسالتها وترميم قدراتها".
وبين أنّ ما يحدث في مخيم جنين "يؤكد همجية العدو الإسرائيلي، والإرباك الذي يسيطر عليه بفعل العمليات الفدائية التي ننفذها المقاومون خلال الفترة السابقة، كما أنّ الأهداف التي يسعى الاحتلال لتحقيقها وهمية، تسعى لترميم صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي، وذلك عبر تدميره البيوت والشوارع والممتلكات والبنية التحتية، في ظل صعوبة الوصول إلى نقاط تواجد عناصر المقاومة".

عصمت منصور : العملية العسكرية الإسرائيلية المباغتة ضد مخيم جنين ستفشل ولن تحقق أهدافها
ولفت إلى أنّه "بالرغم من حجم القوات والعتاد الإسرائيلي الكبير للعملية، إلا أنّ الجيش يقاتل من الأطراف ويعتمد على سلاح الطيران، ولا يستطيع الدخول إلى داخل أحياء المخيم بسبب بسالة المقاومة وشراستها في التصدي له، والخشية من تكرار سيناريو 2002، عندما أوقع المقاومون خلال تلك القترة الجنود في كمائن محكمة أسفرت عن ضحايا في صفوف الجنود".
بدوره يقول الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي شريف السيد "هناك احتمالات كبيرة لفشل العملية العسكرية الإسرائيلية على جنين ومخيمها، وذلك مع تصاعد تهديدات المقاومة في مناطق واسعة والتي تدعو لمناصرة المقاومة ومؤازرتها بإشعال الصراع مع الاحتلال في كل مكان حتى في غزة يطالبون المقاومة بالتدخل، وهذا سيغير من نتائج العملية العسكرية بالنسبة لإسرائيل".
إسرائيل عاجزة
وأكد السيد في حديثه لـ"حفريات" أنّ" إسرائيل عاجزة عن القضاء على المقاومة في مخيم جنين، وما يجري هو تعبير عن يأس الاحتلال في تعامله مع المقاومة والحق الفلسطيني، ومحاولة بائسة للتغطية على حكومة نتنياهو الداخلية عبر تخريب الأوضاع في الضفة الغربية، لكنّ مساعي إسرائيل ستنعكس سلباً وستزيد من عنف الفلسطينيين، وبالتالي ستجد إسرائيل نفسها قد أخطأت التقدير".

تل أبيب أعطت الجمهور الإسرائيلي توقعات عالية فيما يتعلق بحسم الأمور مع الفلسطينيين، وخلقت توقعات عالية لدى الجمهور، وهذا الأمر يدفعها باستمرار إلى مزيد من التشدد


وأوضح أنّ "العملية العسكرية جاءت بعد سلسلة من المشاورات الأمنيّة والسّياسية التي جرت بين حكومة الاحتلال والمعارضة الإسرائيلية، حيث تم التوافق عليها والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تنفيذها والعديد من الأطراف الدولية، وهذه المباركة الدولية ربما تؤدي إلى توسيع العملية إلى مناطق أوسع بهدف القضاء على عناصر المقاومة".
وفي تقدير السيد أنّ "الجيش الإسرائيلي يرتكب مجزرة داخل جنين، بعد منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى داخل أحياء المخيم لنقل الإصابات، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء نتيجة منع نقل عشرات المصابين للعلاج وتركهم ينزفون حتى يفارقوا الحياة، وسط حالة من الشجب والاستنكار المحلي والعربي لسياسة الاحتلال العنجهية تجاه المدنيين". 
وفي هذا السياق يرى الحقوقي صلاح عبدالعاطي في حديثه لـ"حفريات" إنّ "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة ضد الإنسانية وسط صمت دولي للجريمة المستمرة"، داعياً المؤسسات الحقوقية إلى "الضغط على المجتمع الدولي لوقف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على مخيم جنين".

 صلاح عبدالعاطي: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة ضد الإنسانية وسط صمت دولي للجريمة المستمرة
وتتواصل عمليات الجيش الإسرائيلي منذ فجر الاثنين الماضي، إذ شن عملية عسكرية مدعومة بدبابات وجرافات وطائرات مختلفة على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، وذلك في إطار عملية عسكرية واسعة هي الأعنف منذ بدء الانتفاضة الثانية، وذلك بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية بشن عملية قاسية رداً على تصاعد هجمات المقاومة ضد الجنود الإسرائيليين.
وقالت المقاومة الفلسطينية في مدينة جنين ومخيمها، إنها أسقطت طائرتين مسيّرتين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفجرت عبوات ناسفة في آليات لقواته التي اقتحمت المخيم في أكبر عملية ينفذها داخل جنين، في حين أفشل المقاومون محاولات تقدم الجيش على أكثر من محور بعد خوض اشتباكات عنيفة مع الاحتلال.

الباحث الفلسطيني شريف السيد لـ"حفريات": "الجيش الإسرائيلي يرتكب مجزرة داخل جنين، بعد منع سيارات الإسعاف من الوصول لنقل الإصابات، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء


وفاجأت فصائل المقاومة مؤخراً، في مناطق شمال الضفة وبالتحديد نابلس وجنين، الجيش الإسرائيلي بتسريع وتطور العمل المقاوم، إذ هزت العمليات الأخيرة، بحسب مراقبين، المنظومة العسكرية في إسرائيل، بعد استهداف مدرعات وطائرات مروحية بصواريخ تطلق لأول مرة، وهذا دفع بالجيش إلى انتظار قرارات المستوى السّياسي لبدء عملية عسكرية واسعة في جنين، بسبب تزايد وتيرة العمليات الفدائية ضد الإسرائيليين. 
القضاء على المقاومة
وتسعى إسرائيل من خلال العملية العسكرية المستمرة، القضاء على سائر عناصر المقاومة في مخيم جنين ومناطق أخرى من شمال الضفة الغربية، وضبط الأسلحة وكشف أماكن تصنيع المتفجرات واستهداف المسلحين الفلسطينيين، حيث أحدثت العملية منذ ساعاتها الأولى دماراً كبيراً بعد قصف عدد من المنازل والممتلكات بالطائرات، وحرق العديد من السيارات وتخريب البنية التحتية في المخيم، وسط تصدى فصائل المقاومة للعملية بشكل عنيف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي(الشاباك) في بيان مشترك، أنّ عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له، وأنّ القوات تحاصر مخيم جنين من كل الجهات والمخيمات الملاصقة للمدينة، في حين تمكن سلاح الطيران من استهداف مقر للفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين، وتدمير منازل كانت تستخدم لتخزين العبوات والأسلحة.

تسعى إسرائيل من خلال العملية العسكرية المستمرة، القضاء على سائر عناصر المقاومة
وقالت صحيفة "تال ريف العبرية"، إنّ الجيش دخل جنين ومخيمها في عملية عسكرية واسعة للقضاء على بؤر الإرهاب، لكنّ الجيش تفاجأ باشتداد القتال مع المسلحين المتحصنين داخل المدينة، مع احتماليّة لتوسع موجة القتال مع مناطق أكثر، خاصة في ظل إصرار الجيش على مواصلة العملية حتى تحقيق أهدافها. 
ويزداد مع التوغلات الإسرائيلية العنينفة سقوط الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين في إطار العملية العسكرية المكثفة التي عزاها الدكتور غسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الفلسطينية، إلى التركيبة الحاكمة الجديدة في إسرائيل، وقال لإذاعة مونت كارلو الدولية: "الأمور ذاهبة باتجاه مزيد من التصعيد بشكل أكيد وحتمي، لأنّ الأمور تتسارع في الفترة الأخيرة لسببين: الأول أنّ طبيعة التركيبة الحاكمة في إسرائيل أعطت الجمهور الإسرائيلي توقعات عالية فيما يتعلق بحسم الأمور مع الفلسطينيين، وخلقت توقعات عالية لدى الجمهور، وهذا الأمر يدفعها باستمرار إلى مزيد من التشدد ومزيد من القوة تجاه الفلسطينيين".
أما السبب الثاني فيتمثل في أنّ "الطرف الآخر، أي الطرف الفلسطيني، سيكون لديه ردود فعل الدفاع عن النفس، وهذه المسألة سوف تؤدي إلى مزيد من التصاعد في التوتر وفي الصراع بين المحتل الإسرائيلي والشعب الفلسطيني".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية