وظّفت مدرسة كاثوليكية خاصة في ألمانيا، معلمة مسلمة محجبة، لتشجع التنوع في المجتمع، وفي أساليب التدريس، وحتى يعتاد الطلاب التعامل مع الأديان، والثقافات المتعددة، ووجهات النظر العالمية المختلفة، وحتى يكون لهم الحرية في اكتساب الرأي من تلقاء أنفسهم، حسبما ذكر المسؤول عن المدرسة، الكاهن جيسويت.
لتشجيع التنوع في المجتمع وفي أساليب التدريس وحتى يعتاد الطلاب التعامل مع الثقافات المتعددة
وأكّد الكاهن: أنّه "لا يكفي وضع الأطفال أمام الواجهات الزجاجية، كما في المتحف، والقول لهم، انظروا، هنا لديك الجواب المسيحي عن مسائل الحياة الكبيرة مثل؛ الموت والحب والسعادة، وفي العرض التالي، نقول لهم: (هذا المسلم، وبعد ذلك سوف ترون اليهودي، أو الملحد)، فنحن بحاجة إلى الناس الذين يقفون إلى جانب معتقداتهم، أو رؤيتهم، العالمية، الذين هم على استعداد لإظهار أنفسهم للأطفال بقناعاتهم". وفق ما أوردته "يورو نيوز".
وأردف الكاهن قائلاً: "النزاع بين أعضاء مجلس الشيوخ في برلين، حول قانون الحياد، هو ما دفعني لتوظيف معلمة مسلمة ترتدي الحجاب، فهذا القرار أعتبره تربوياً بحتاً، ولا أهدف إلى صنع رسالة سياسية منه".
وعدّ كاهن مدرسة "كانيسيوس كوليج"، قراءة برلين لقانون الحياد، "انحرافاً سياسياً تربوياً"؛ لأنّها تشمل خطأ كبيراً، هو إبعاد الدين عن الحياة الخاصة، سيما وأنّ رغبة الناس في دعم الدين، في الوقت الحالي، كبيرة.
الكاهن جيسويت: لا يحق لنا كمسيحيين أن نملي على المسلمين كيفية تسيير حياتهم
وحسب رأيه؛ فإنّ هذه المعلمة التي قام بتوظيفها، أظهرت ثقة كبيرة بالنفس، ومن الواضح أنّ ارتداءها الحجاب جاء عن قناعة، كما أنّها أكملت دراستها الأكاديمية بنجاح، رغم صعوبة المهمة.
وتابع: "أنا أدرك جيداً، أنّ قواعد اللباس مختلفة في بعض تقاليد الإسلام فقط لدى النساء، وهذا الجانب من المساواة يستحق المناقشة، لكنّ الأنظمة الأبوية المغلقة موجودة في مجتمعنا أيضاً، ليس في الإسلام فقط".
وتابع قائلاً: "بصفتنا مدرسة، علينا أن نتدخّل، بشكل غير متكرر، في الأوساط الاجتماعية المختلفة، ضدّ العنف والضغط، وبالنظر إلى المناقشة الاجتماعية، يجب علينا نحن، كأجانب، أن ندرس المسألة بناية؛ حيث يلزم علينا التدخل في الخطاب، لكن من الخارج، فلا يحقّ لنا كمسيحيين، أن نملي على المسلمين كيفية تسيير حياتهم؛ لأنّ هناك أمور لا تجب مناقشتها، إلّا في إطار التقاليد الإسلامية".
بتوظيف المعلمة المسلمة المحجبة، أراد الكاهن إرسال رسالة مفادها، أنّ "التعايش على الألفة والمودة بين الناس، إذا وجدوا في نفس المكان والزمان، وفي مجتمع تتعدد طوائفه، يعني العيش فيما بينهم بانسجام، وثقة، ووئام، رغم اختلافهم من حيث المذاهب، أو الأديان، أو الفئات، في بيئة يسودها التفاهم بين فئات المجتمع الواحد، بعِيداً عن الحروب أو العنف".
فهل سيكون لرسالته آذان صاغية لدى السياسيين ورجال الدين.
يذكر أنّ، مجلس الشيوخ في برلين، يناقش حالياً قانون الحياد، الذي بموجبه لا يجوز للمدرّسين ارتداء الرموز الدينية في المدارس.