مواجهة الحوثيين أولوية. هذه حقيقة أكدتها سنوات المواجهة مع المليشيات الانقلابية المدعومة من نظام الملالي القابع في طهران. وهذا ما شدّد عليه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش الذي أشار إلى أنّ "الأولوية في اليمن الشقيق هي للمواجهة مع الحوثي، والطريق إلى النجاح هو العمل والتضحية" وهو ما أدركته دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مساهمتها في التحالف العربي وأدائها لدورها التاريخي لإنقاذ الشعب اليمني من براثن الإرهاب الحوثي.
الدور الإماراتي في اليمن لم يقتصر على الدعم العسكري فقط بل امتد إلى الجوانب الإنسانية والتنموية والدبلوماسية
وكان قرقاش قال في تغريدة على حسابه في "تويتر" اليوم الثلاثاء: "الأولوية في اليمن الشقيق هي للمواجهة مع الحوثي، فبدون ذلك لن يستقر اليمن ويتأثر سلباً أمن المنطقة، أما الساعي لمعركة أو فتنة خارج هذا السياق فدوره محكوم عليه بالفشل".
وتتزامن تغريدة قرقاش مع التطورات في اليمن، وبخاصة ما أوردته الأنباء عن استثمار الانقلابيين الحوثيين لأية هدنة إنسانية من أجل مواصلة التسليح ومعاودة الهجوم بطريقة لا إنسانية هدفها الانتقام والاستحواذ والسيطرة بأي ثمن.
قبائل حجور معزولة
ففي محافظة حجة، أقدمت المليشيات الانقلابية على عزل مديرية كشر بعد حملة قمع لمقاومة قبائل حجور فيها، حيث أفادت أنباء أنّ رموز المقاومة هناك يواجهون وضعاً مجهولاً.
جماعة الحوثي قامت بتفجير منزل الشيخ القبلي عبده السعيدي، في ظل عدم توافر أي أنباء عن مصيره
وتحت عنوان "قبائل حجور معزولة... ومصير مجهول لقادة المقاومة فيها" نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصادر محلية قولها، إنه في ظل انقطاع الاتصالات عن المديرية، فإنّ هناك غموضاً بشأن مصير عدد من قادة المقاومة القبلية التي صمدت نحو 50 يوماً في مواجهة الآلة القتالية الحوثية.
ونفت المصادر ما أُشيع عن مقتل الشيخ القبلي محمد العمري، وأكدت أنّ الرجل مصاب لكن دون معرفة مكانه، وذكرت المصادر أنّ القيادي الآخر في المقاومة علي فلات الحجوري أُصيب هو الآخر ولا أنباء عن مكان وجوده.
وحسب الصحيفة، فإنّ جماعة الحوثي قامت بتفجير منزل الشيخ القبلي عبده السعيدي، في ظل عدم توافر أي أنباء عن مصيره هو الآخر، وسط أعمال التصفية والقتل الجماعي التي تقوم بها الجماعة الحوثية في حجور.
التطورات الجارية في الحديدة
وتمارس المليشيات الانقلابية الأسلوب ذاته في الحديدة، حيث تقوم بشراء الوقت، من أجل إفساح المجال لمزيد من التسلح بالأسلحة الثقيلة. ولفتت صحيفة "عكاظ" إلى أنّ لجنة المراقبة الدولية لا تزال تحاول إقناع الأطراف اليمنية تنفيذ اتفاق السويد المتعلق بالمدينة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي في لجنة إعادة الانتشار في الحديدة قوله إنّ جماعة الحوثي لا تزال ترفض تنفيذ اتفاق ستوكهولم وتصعّد من الوضع العسكري، نافياً ما تردد عن استئناف عقد الاجتماعات مع رئيس فريق المراقبين الأمميين الجنرال مايكل لوليسغارد.
وقال المسؤول: "لم نعقد أي اجتماعات مع لوليسغارد. ربما يكون لديه لقاءات مع الحوثيين، أما نحن فلا يزال الوضع كما هو عليه.. تصعيد حوثي وتجاهل أممي".
ماذا قال المتحدث باسم ألوية العمالقة؟
من جهته، أوضح المتحدث باسم ألوية العمالقة التابعة للجيش اليمني العقيد مأمون المهجمي أنّ نوعية الهجمات الحوثية والأسلحة التي تشارك في عمليات القصف تجاوزت مسألة الخروقات وأصبحت عمليات عسكرية.
وقال المهجمي إنّ "جماعة الحوثي استغلت المبادرات الإنسانية والهدنة في الأيام الماضية، وأكملت ترتيب صفوفها وعاودت تصعيد العمليات العسكرية بشكل كبير، وركزت في ضرباتها على أهداف مدنية واقتصادية بحتة، إضافة إلى مواقع قواتنا في شرق وجنوب الحديدة والمديريات المحررة."
اقرأ أيضاً: اختطاف اليمنيين.. آخر جرائم ميليشا الحوثيين
وفي غضون ذلك، ذكرت "البيان" أنّ جماعة الحوثي المسلحة ارتكبت مجزرة مروعة بحق عشرات المدنيين في مديرية كشر راح ضحيتها 40 شخصاً من عائلتين، بين قتيل وجريح، فيما زعم الحوثيون أنّ التحالف يقف وراء ذلك.
على إيقاع هذه التطورات، يأتي التأكيد الإماراتي والمجهود العسكري لدول التحالف العربي بأن لا حسم في اليمن إلا بهزيمة المشروع الحوثي، لأنه مشروع يتأسس على ذهنية استئصالية لا ترغب في الحوار وإنما في الهيمنة والاستحواذ جرياً على عادة المشروع الإيراني في المنطقة.
وكانت تغريدة قرقاش، نالت اهتمام قادة وسياسيين في اليمن، حيث كتب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني: "نقدر المواقف الأخوية لأشقائنا في دولة الإمارات في دعم معركة استعادة الدولة بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي والتي شملت الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية". وأضاف الإرياني: "سيدوّن التاريخ هذه المواقف الأخوية بعد أن امتزجت دماء شهداء الإمارات بإخوانهم اليمنيين وسقت التراب اليمني".
الدور الإماراتي كان حاسماً
في السياق ذاته، أكدت فعاليات يمنية أنّ الدور الإماراتي كان حاسماً في الانتصارات التي تحققت على ميليشيا الحوثي الإيرانية وفي التخفيف من الآثار الإنسانية للحرب التي سببتها هذه الميليشيا، وأنها تخوض المعركة مع أشقائها في اليمن في الجوانب العسكرية والدبلوماسية وفي معركة التنمية وإعادة البناء، حسبما نقلت صحيفة "البيان".
اقرأ أيضاً: هكذا تغيث السعودية اليمنيين
وقال الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والبناء، بليغ المخلافي، إنّ الإمارات ركيزة أساسية وفاعلة في التحالف الداعم للشرعية، ولعبت دوراً رئيسياً في تحرير عدد من المناطق ابتداءً من عدن ومروراً بأبين وحضرموت، وامتد ذلك إلى معركة الساحل الغربي والوصول إلى وسط مدينة الحديدة.
ولفت إلى أنّ تضحيات دولة الإمارات في اليمن ستظل محط اعتزاز اليمنيين وكل العرب، إذ إنه وبدون تلك التضحيات واختلاط الدم الإماراتي بالدم اليمني لما تم إنهاء المشروع الإيراني في اليمن والذي يستخدم ميليشيا الحوثي كأداة له، مشيراً إلى أنّ الدور الإماراتي لم يقتصر على الدعم العسكري فقط بل امتد إلى الجوانب الإنسانية والتنموية والدبلوماسية ولا يزال.
من جهته، قال مدير تحرير صحيفة "الميثاق" الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي، أحمد الرمعي، إنه ولولا التحالف والذي تلعب فيه دولة الإمارات دوراً قيادياً لكان المشروع الإيراني قد انتصر في اليمن ولكانت الميليشيا سيطرت على البلاد
كانت صوت اليمنيين
وفرضت هذا المشروع، مبيناً أنّ المعركة التي تخوضها الإمارات إلى جانب اليمن في الميادين كافة لا يستطيع أحد تجاهلها أو القفز عليها، فإذا كانت القوات المسلحة تقاتل على الأرض جنباً إلى جانب مع المقاتلين اليمنيين، فإنّ الإمارات حاضرة وبفاعلية في المعركة الدبلوماسية وكانت صوت اليمنيين في مختلف المحافل وسخّرت علاقتها ونفوذها لخدمة انتصار الشرعية وهزيمة الانقلاب.
كما كانت الإمارات حاضرة وبنفس الفاعلية والقوة في معركة التنمية في مختلف المناطق من حضرموت إلى الحديدة وإلى تعز ومأرب وكل المناطق المحررة، ولا تزال تلعب دوراً قيادياً في معركة تحرير مدينة وموانئ الحديدة، كما لعبت هذا الدور في معركة تحرير الساحل الغربي بالكامل.
اقرأ أيضاً: الجيش اليمني يحتفظ بحقّ الردّ على الحوثيين
وأكد هذه الحقائق، الكاتب والمحلل السياسي صلاح الحيدري، حيث إنّ دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً في اليمن عسكرياً وإنسانياً، وتدفع سنوياً فاتورة باهظة في مشاريعها الإنسانية والخدمية، وكذلك في الجانب العسكري، حيث سجلت القيادة الإماراتية موقفاً عربياً أصيلاً في نصرتها لليمنيين، وردع الظلم عنهم، ومواجهة الانقلاب الحوثي.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة واليمن... تساؤلات تبحث عن إجابات
وأضاف: بحسب تقديرات الأمم المتحدة، تصدرت الإمارات دول العالم في تقديم الدعم في الحالات الطارئة في المرتبة الأولى، سواء في تمويل خطة الاستجابة الأممية، أو المشاريع الأخرى، موضحاً أنّ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تعد من أنجح الجهات العاملة في مجال الدعم الإنساني في اليمن، منذ الانقلاب وبداية الحرب، حيث نفذت، وما زالت، قائمة طويلة من المشاريع الإغاثية في مناطق عديدة، ووصلت إلى الريف اليمني، عبر استهداف تجمعات مختلفة، تحتاج للعون والمساعدة.
وأوضح الحيدري أنّ الدور الإماراتي في اليمن تميز بأنه لا يقبل الفشل مطلقاً، حيث حقق نجاحات مشهودة، وليس بعيداً الانتصارات العسكرية في الجنوب والغرب، حيث توجد الإمارات مسؤولة عن هذا القطاع، ضمن مهام التحالف العربي.