لعنة الإخوان تطارد أحمد طنطاوي... هل تنهي مشروعه السياسي؟

لعنة الإخوان تطارد أحمد طنطاوي... هل تنهي مشروعه السياسي؟

لعنة الإخوان تطارد أحمد طنطاوي... هل تنهي مشروعه السياسي؟


11/09/2023

يواجه السياسي المصري، والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة 2024، أحمد طنطاوي، جملة من الانتقادات والاتهامات بالخيانة والتحالف مع جماعة الإخوان، المصنفة على قوائم الإرهاب المصرية، إثر تصريحات أطلقتها حملته الانتخابية قبل أيام رحبت خلالها بعودة الإخوان إلى العمل السياسي داخل مصر باعتبار أنّهم "فصيل وطني". 

وفي خضم حالة الغضب الشعبي والسياسي على طنطاوي، الذي أطلق في وقت سابق إبّان عام 2019 مبادرة للتصالح مع الإخوان، قوبلت برفض قاطع من جانب المصريين، يصف مراقبون علاقته بالإخوان بأنّها التحالف الذي أنهى مشروعه السياسي في مهده، وقضى على شعبيته، وكذلك مصداقيته لدى الشارع المصري الذي يعتبر الإخوان تنظيماً إجرامياً. 

دعوات مشبوهة

لطالما ارتبط اسم أحمد طنطاوي النائب السابق في البرلمان المصري بجماعة الإخوان، فقد لعب مراراً دور المدافع عن التنظيم، ودعا في أكثر من مناسبة إلى المصالحة مع الجماعة، الدعوات التي لقيت دائماً رفضاً قاطعاً من جموع المصريين. 

وفي عام 2019 وجّه طنطاوي دعوة للسلطات المصرية للتصالح مع جماعة الإخوان تحت دعوى الإصلاح السياسي، هدفت لعودة الإخوان إلى العمل السياسي وفتح الطريق أمام مصالحة واسعة مع عناصر التنظيم الفارين خارج البلاد. 

سامح عسكر: إنّ عودة الإخوان ليست مسألة سياسية تقبل الصواب والخطأ بل قضية أمن قومي

وآنذاك أصدر تحالف الأحزاب المصرية الذي يضم (40) حزباً بياناً أعلنوا فيه رفضهم التام لمبادرة طنطاوي لما سمّاه "الإصلاح السياسي"، واعتبروا أنّها "محاولة مكشوفة يتستر خلفها من يسعون لهدم الدولة المصرية، وخاصة جماعة الإخوان التي يبدو أنّ أحمد طنطاوي تحالف معهم ويتحدث بلسانهم، متجاهلاً رأي الشعب المصري ومتمسكاً برأي الخونة والإرهابيين"، وفق موقع (ميدل إيست). 

ميول إخوانية قديمة

تعليقاً على الدعوة التي أطلقتها حملة أحمد طنطاوي مؤخراً يقول الباحث المصري في الشؤون السياسية وقضايا الإسلام السياسي سامح عسكر: إنّ "عودة الإخوان ليست مسألة سياسية تقبل الصواب والخطأ، ولا هي قضية فكرية تخضع لحرية الرأي، بل هي قضية أمن قومي تتعلق بحياة ووجود المصريين".

وطالب عسكر، في منشور كتبه عبر منصة (إكس)، حملة المرشح أحمد طنطاوي أن تظهر لتنفي أو تؤكد هذا الكلام، وقال: إنّ المصريين دفعوا ثمناً غالياً على أيدي الإخوان وأنصارهم من الجماعات، وآلاف الشهداء سقطوا نظير التعصب الديني الذي نشروه".

ارتبط اسم أحمد طنطاوي النائب السابق في البرلمان المصري بجماعة الإخوان، فقد لعب مراراً دور المدافع عن التنظيم، ودعا في أكثر من مناسبة إلى المصالحة مع الجماعة، الدعوات التي لقيت دائماً رفضاً قاطعاً من جموع المصريين 

وأضاف عسكر: "كتبت قديماً عن أحمد طنطاوي، وحذّرت من أفكاره الدينية وميوله المتطرفة ضد المرأة، ومواقفه عندما كان نائباً برلمانياً في دعم الإخوان المخترقين لمشيخة الأزهر، مقابل دعواته لإلغاء وزارة الأوقاف وعزل الوزير بسبب إنجاز الوزارة بالسيطرة على المنابر وإبعاد خطباء الإخوان".

وتابع: "طنطاوي منذ أن ظهر وهو يخدم فكرة التطبيع مع الإخوان وأفكارهم وعودتهم إلى الحياة السياسية، ويستغل أخطاء السلطات والمسؤولين في الترويج لهذا الهدف وإشاعته من باب الإصلاح". 

واستطرد: "لو أنّ هذا العنوان صحيح، وقد طالبت به حملة طنطاوي رسمياً، فلسنا أمام خلاف سياسي عادي، بل مع خطر يتهدد الدولة من عدوّ لمصر وشعبها في مرحلة زمنية فاصلة".

لقاء أيمن نور

تصريحات طنطاوي فتحت عليه نيران الغضب في تعليقات المصريين حول لقاء قديم جمعه بالسياسي المصري الهارب خارج البلاد أيمن نور، والذي يُعدّ من الوجهات السياسية والإعلامية لتنظيم الإخوان، حيث اجتمع الثنائي في بيروت قبل أعوام، في لقاء يصفه مراقبون بأنّه تمهيد للتحالف بين الإخوان وطنطاوي لترتيب أجندته السياسية خلال الفترة المقبلة. 

وحول تفاصيل اللقاء يقول المحامي المصري المنشق عن التنظيم مختار نوح: إنّ "أحمد طنطاوي اقتبس جزءاً من بدايته من بدايات أيمن نور خلال ترشحه في انتخابات 2005، وذلك من خلال كشفه عن جلسته الخاصة معه في لبنان". 

مختار نوح: نور هو من نصح طنطاوي ببعض الحركات والمواقف التي تثير عاطفة المصريين

وبحسب نوح، في تصريحات لبرنامج "آخر النهار"، فإنّ نور هو من نصح طنطاوي ببعض الحركات والمواقف التي تثير عاطفة المصريين، على سبيل المثال منها افتعال أزمة الاعتداء عليه بجامع السيدة نفيسة، مشدداً على أنّ أيمن نور كان قد لجأ لمثل هذه الأمور من قبل، ولم تحصل على أيّ مردود إيجابي من المصريين، لأنّهم لديهم الفطنة السياسة ويستطيعون أن يميزوا، وهم يقرؤون المواقف بشكل جيد، ولا يستطيع أحد أن يضحك عليهم بمواقف مفتعلة ومصطنعة.

كما أشار إلى أنّ أيمن نور هو عرّاب أحمد طنطاوي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأحمد طنطاوي قد سلك الطريق الخطأ بداية من لقائه مع أيمن نور.

اتهامات بالإرهاب

في عام 2019، وبينما كانت أصابع الاتهام تتجه صوب طنطاوي بسبب دفاعه المستمر عن جماعة الإخوان، والعمل على تنفيذ أجندتهم السياسية تحت قبة البرلمان المصري، أعلنت السلطات المصرية القبض على خلية كانت تخطط لأعمال إرهابية بين عناصرها مدير مكتبه عمر الشنيطي. 

في عام 2019، وبينما كانت أصابع الاتهام تتجه صوب طنطاوي بسبب دفاعه المستمر عن الإخوان أعلنت السلطات المصرية القبض على خلية كانت تخطط لأعمال إرهابية من بين عناصرها مدير مكتبه عمر الشنيطي

وبحسب البيان الصادر عن وزارة الداخلية المصرية حينها، أعدت قيادات الجماعة الهاربة بالخارج بالتنسيق مع القيادات الإثارية الموالين لها ممّن يدّعون أنّهم ممثلو القوى السياسية المدنية تحت مسمّى "خطة الأمل" التي تقوم على توحيد صفوفهم، وتوفير الدعم المالي من عوائد وأرباح بعض الكيانات الاقتصادية التي تديرها قيادات الجماعة والعناصر الإثارية، لاستهداف الدولة ومؤسساتها، وصولاً إلى إسقاطها، تزامناً مع احتفالات 30 حزيران (يونيو).

وقد ارتكز المخطط على إنشاء مسارات للتدفقات النقدية الواردة من الخارج بطرق غير شرعية، بالتعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية، والعناصر الإثارية الهاربة ببعض الدول المعادية، للعمل على تمويل التحركات المناهضة بالبلاد، للقيام بأعمال عنف وشغب ضد مؤسسات الدولة في توقيتات الدعوات الإعلامية التحريضية، خاصة من العناصر الإثارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية التي تبث من الخارج.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية