لبنان مهدد بانقطاع الإنترنت... هذه الدولة قد لا يمكن الوصول إليها في الوقت الحالي!

لبنان مهدد بانقطاع الإنترنت... هذه الدولة قد لا يمكن الوصول إليها في الوقت الحالي!


09/06/2021

إذا كان لديك أصدقاء في لبنان، فقد لا يتاح لك خلال أسابيع قليلة أن تتواصل معهم عبر الماسنجر أو محادثتهم عبر واتساب، على الأقل لساعات محددة خلال اليوم، أمّا أصدقاؤك، فوضعهم سيكون أسوأ، فهم لن ينقطعوا عن العالم فقط لساعات أو أكثر يومياً، بل قد لا يتاح لهم قبل تلك المرحلة أن يجدوا الوقود للخروج من منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي في تلك المنازل، والخدمات العامة والخاصة، أي أنّ لبنان الذي يسير منذ شهور من وضع سيّئ إلى أسوأ، قد يكون على موعد مع "الجحيم". 

"الجحيم" ليس وصفاً مغالياً لأوضاع لبنان، عندما يكون الحصول على الوقود يتطلب الوقوف في طابور طويل يمتد لساعات من الانتظار، وفي النهاية لا تحصل على مبتغاك

"الجحيم" ليس وصفاً مغالياً لأوضاع لبنان، عندما يكون الحصول على الوقود يتطلب الوقوف في طابور طويل يمتد لساعات من الانتظار، وفي النهاية لا تحصل على مبتغاك، إذ قد تندلع أزمة بين اثنين من المنتظرين، وينشب شجار يضطر صاحب محطة الوقود على إثرها إلى إغلاق المحطة. 

هذا المشهد ينقل جزءاً من الأوضاع اللبنانية، وقد حدث في صيدا، جنوب لبنان، وحسب موقع "لبنان 24": وقع أوّل من أمس في 6 حزيران (يونيو) الجاري، إشكال في إحدى محطات الوقود في صيدا على خلفية الانتظار لتعبئة السيارات بالبنزين، وتطور الإشكال من تلاسن إلى تدافع؛ ما أجبر صاحب المحطة على إقفالها والاعتذار من الزبائن.

وتشهد المدينة زحمة سير خانقة بسبب طوابير السيارات التي تنتظر دورها لتعبئة البنزين". 

تشهد المدينة زحمة سير خانقة بسبب طوابير السيارات التي تنتظر دورها لتعبئة البنزين

في الوقت نفسه الذي كان فيه المصطفون في الطابور انتظاراً للوقود يحترقون تحت حرارة الشمس وقلق الفرص المتساوية في الحصول على بنزين أو عدمه، كان لبنانيون آخرون يحترقون من وهج الحرارة نفسها والأحداث ذاتها، فخرجوا يتظاهرون في الطرقات ويقطعون الطرق ويرسلون الاستغاثات. 

وحسب ما أورده موقع سكاي نيوز عربية، فإنّ محتجين في لبنان أقبلوا "تحت وطأة الظلام الحالك الذي يلف العاصمة اللبنانية بيروت وكافة المناطق اللبنانية دون استثناء، على قطع الطرق الإثنين عند تقاطعات رئيسية في بيروت ومداخلها احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها لبنان".

اقرأ أيضاً: لبنان: هل ثمة حربٌ أهلية أخرى في الأفق؟ 

ونقل مراسلو الموقع عن أحد المحتجين في منطقة كورنيش المزرعة قوله: "لن نخرج من الشارع... أتمنى الموت على أن يجوع أولادي، وسأموت هنا"، وقال آخر: "نزلنا ونحن ننادي بأعلى صوتنا المواطنين للنزول إلى جانبنا في الشارع"، وتساءل: "ماذا ينتظر هؤلاء؟".

 

هيئة الاتصالات الحكومية في لبنان قد تضطر إلى قطع الاتصال بالإنترنت عن جميع أنحاء البلاد خلال ساعات الذروة

أمّا السيدة التي أبدت تعجبها من جولة محصل الكهرباء بين منازل اللبنانيين لتحصيل الفواتير فيما التيار منقطع معظم اليوم، فربما تعكس حال اللبنانيين ممّن يتشاركون التعجب ذاته، وتعجبات أخرى من قبيل استمرار التناحر السياسي والبحث عن المكاسب والتمسك بتسمية وزير هنا أو وزير هناك، بينما البلد ينغمس أكثر في الأزمات. 

واللافت أنه فيما لا تجد الأزمات حلولاً في لبنان، فإنّها تجد سبيلها إلى الازدياد، فمثلا أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة قد تمتد إلى انقطاع شبكة الإنترنت، بعدما أبدت الشركات قلقها من الحمل الكبير على مولدات الطاقة لديها، التي قد تعجز في مرحلة قريبة عن الصمود. 

وقد حذّر رئيس مجلس إدارة شركة "أوجيرو تيليكوم" عماد كريدية من أنّ هيئة الاتصالات الحكومية في لبنان قد تضطر إلى قطع الاتصال بالإنترنت عن جميع أنحاء البلاد خلال ساعات الذروة.

وأضاف: إنّ الاتصال بالإنترنت سيتوقف في حال اشتداد انقطاع التيار الكهربائي.

وقال: "فيما يتعلق بترتيب أولويات الخدمات، ما يزال الموضوع قيد النظر، بما في ذلك إمكانية إيقاف تشغيل الوصول إلى الإنترنت خلال ساعات الذروة، عندما يكون استخدام الإنترنت منخفضاً، وهو إطار زمني سيتم استخدامه لإراحة المولدات"، بحسب ما أورده موقع روسيا اليوم.

وحذّر في بيان عبر حسابه على "تويتر" من أنّ شركته قد لا تكون قادرة على تقديم خدماتها في حال زيادة انقطاع التيار الكهربائي، مشيراً إلى أنّ المولدات الاحتياطية للشركة غير قادرة على تعويض نقص الكهرباء في ظل استمرار أزمة نقص الوقود.

 

لم تسفر مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري عن أي اختراقات في المشهد، في ظل تمسك التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، في تسمية الوزراء المسيحيين

وما زالت القوى السياسية في لبنان تفشل في تشكيل حكومة، ولم تسفر مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري عن أي اختراقات في المشهد، في ظل تمسك التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، في تسمية الوزراء المسيحيين، وهو ما يرفضه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، باعتباره تعدياً على صلاحياته، وانقضاضاً على الشروط الدولية لمساعدة لبنان بتشكيل حكومة غير طائفية، تكون مهمتها "الإنقاذ الوطني". 

اقرأ أيضاً: لبنان: هل تنجح مبادرة بري في تحريك مياه الحكومة الراكدة؟

وفي غضون ذلك، رأى الكاتب اللبناني سام منسي عدة سيناريوهات مستقبلية متوقعة في الأزمة اللبنانية، وقال منسي في مقال بجريدة الشرق الأوسط: إنه في "شأن السيناريوهات المتداولة فيتصدر المشهد اثنان: الأوّل يعتبر أنّ الانسداد والانهيار الشامل سوف يدفع المجتمع الدولي للتدخل عبر الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، ومحاولة انتشال البلاد عبر إجراءات تُنفذ تحت مظلة دولية وتشمل تدابير اقتصادية بوساطة البنك الدولي وصندوق النقد، وسياسية وأمنية عبر دعم وإسناد الجيش اللبناني، المؤسسة الوحيدة الباقية والمؤهلة للعب دور وطني جامع في تلك المرحلة، وثمّة إمكانية لجمع الفرقاء في إطار مؤتمر برعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وضع إطار لإصلاحات سياسية تخرج البلاد من الانسداد الحاصل.

ويضيف: طبعاً دون هذا السيناريو عقبات كثيرة؛ الأولى أنّ لبنان لم يعد في سلّم أولويات الدول النافذة في المجتمع الدولي، والثانية هي أنّ مجلس الأمن يعاني بدوره من شلل وتعطيل جرّاء الخلافات الأمريكية ـ الروسية ـ الصينية، والعقبة الثالثة، وأكثرها صعوبة، هي العامل الإيراني ودور حليفه العضوي (حزب الله) الداخلي والإقليمي، الذي لا يناسبه مطلقاً مثل هذه التسويات الآيلة إلى تقييده والحدّ من نفوذه الذي عمل على اكتسابه منذ 40 عاماً وأكثر.

اقرأ أيضاً: مشكلة الحكومة اللبنانية أمام البرلمان.. حل أم أزمة جديدة؟

ويتابع: السيناريو الثاني، الأقرب إلى الواقع، هو مؤتمر وطني لبناني برعاية بعض الدول الأجنبية المهتمة، وعلى رأسها فرنسا، على غرار مؤتمر سان كلو الذي عُقد في فرنسا عام 2007 أو مؤتمر الطائف في العام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية وأدخل على الدستور تعديلات مهمّة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية