كيف ينظر جيل Z التركي إلى أردوغان؟.."فورين بوليسي" تجيب

كيف ينظر جيل Z التركي إلى أردوغان؟.."فورين بوليسي" تجيب


18/07/2020

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الأربعاء الماضي إنّ الشباب التركي "لم يعرف سوى قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. لقد راقبوه يتحول من زعيم ديناميكي يقوم ببناء تركيا أكثر ديمقراطية وازدهاراً وتوجهاً نحو الغرب إلى مستبد منهك يكافح من أجل الحكم". وأضافت المجلة، في مقالة بتوقيع الكاتبين GONUL TOL, AYCA ALEMDAROGLU: (كان تغيير تاريخ امتحان القبول بالجامعة، والذي تُبنى عليه حياة كثير من الشباب أو مستقبلهم، أحدث إشارة إلى أنّ أردوغان قد فشل. بات "جيل زد" يقول لأردوغان الآن "لا أصوات لك". لم يفشل أردوغان فقط في تربية جيل من المؤيدين، بل ربما صعّد الجيل الذي سيهزمه في النهاية)، بحسب المجلة الأمريكية المرموقة.

فورين بوليسي: تحت حكم أردوغان، تم تجريد الإسلام من جوهره الأخلاقي، وجرى استخدامه للتستر على الفساد

الجيل زد (بالإنجليزية: Generation Z)‏ هو الجيل الذي يلي جيل الألفية. لا توجد، وفق ما تورد موسوعة "ويكيبيديا" تواريخ محددة لبدء وانتهاء هذا الجيل، الباحثون وعلماء الديموغرافيا يستعلمون مواليد منتصف عقد التسعينيات إلى منتصف عقد الألفين كنقطة بدء الجيل، ومواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد الألفين وعشرين كنقطة انتهاء له.

اقرأ أيضاً: مصدر أمني لـ"حفريات": الإخوان الفارون سلموا أردوغان أموال السودان وأسراره

أبرز ما يميز هذا الجيل، حسب "ويكيبيديا"، هو استخدامه الواسع للإنترنت من سن مبكرة. أبناء الجيل "زد" عادة ما يكونون متكيفين مع التكنولوجيا، والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي يشكل جزءاً كبيراً من حياتهم الاجتماعية. بعض المعلقين اقترحوا أنّ الترعرع خلال فترة الركود الاقتصادي أعطى هذا الجيل شعوراً بانعدام الأمن والاستقرار.

"لا أصوات لك يا أردوغان"

إنّ السؤال الذي سعى مقال مجلة "فورين بوليسي" للإجابة عنه أو مناقشته يقول: ما هي نظرة "جيل زد" إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؟ لقد جاءت تلك الإجابة واضحة ومفصّلة في أعقاب خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للطلاب الأتراك على الإنترنت في 26 حزيران (يونيو) 2020، وقد كانت، بحسب المجلة، آخر إشارة إلى فشل جهوده لتشكيل جيل الشباب التركي وفق منظوره وتصوره. وأضافت المجلة: "لم يحب الآلاف من الطلاب الذين انضموا إلى البث المباشر على YouTube الفيديو واستخدموا قسم التعليقات لانتقاد أردوغان وأخبروه أنه لن يحصل على أصواتهم. لقد شعروا بالإحباط المبرر لأن الحكومة قد غيرت موعد امتحان القبول بالجامعة هذا العام عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك نتيجة لسوء التخطيط المرتبط بأزمة وباء كورونا". وتابعت المجلة: "لكن في الأيام التي تلت ذلك، تحول إحباط الطلاب إلى غضب عام تجاه أردوغان. لقد تلقى الفيديو 422000 إبداء عدم إعجاب وأصبح الهاشتاغ # OyMoyYok لا أصوات لك - موضوعاً شائعاً على Twitter التركي". وحسب "فورين بوليسي": "لم يقم مكتب أردوغان فقط بتعطيل تعليقات الفيديو، ولكن بعد ذلك بوقت قصير، أعلن أردوغان عن خطط لوائح جديدة للتحكم في منصات وسائل التواصل الاجتماعي أو إغلاقها بالكامل".

أبناء الجيل زد عادة ما يكونون متكيفين مع التكنولوجيا، والتفاعل على مواقع التواصل يشكل جزءاً كبيراً من حياتهم الاجتماعية

وأردفت المجلة: لقد نشأ جيل كامل من الشباب التركي الآن تحت حكم أردوغان - أولاً كرئيس للوزراء، ثم كرئيس. ومع حقيقة أنّ نصف سكان تركيا هم تحت سن 32، فإنّ لذلك نتائج سياسية كبيرة. ويبدو، وفقاً لما تقول "فورين بوليسي"، أن لا أحد يعرف ذلك أفضل من أردوغان: ابتداءً من عام 2012، شرع الرئيس التركي في مشروع لتربية "الأجيال المتدينة". كانت الأداة الرئيسية لتحقيق ذلك هي نظام التعليم في البلاد، بما في ذلك ضخ مليارات الدولارات في التعليم الديني. لقد زاد بشكل كبير عدد المدارس الثانوية للإمام الخطيب، التي تأسست في الأصل من قبل الدولة كمؤسسات مهنية لتدريب الشباب على أن يصبحوا أئمة وخطباء، ووسّع هذا النظام ليشمل الفئات العمرية الأقل. في المدارس العامة العادية، زاد عدد الساعات المخصصة للتعليم الديني وتمّ حظر تدريس نظرية التطور في المناهج الدراسية.

منتقدو أردوغان: جرّد الإسلام من مضمونه الأخلاقي

وتستطرد المجلة الأمريكية في الحديث عن تقييم تلك المدارس وواقع التدين في تركيا؛ حيث تلفت إلى أنّ "المدارس الدينية ضعيفة الأداء ولديها القليل من الجاذبية بين الشباب التركي. وقد أظهر استطلاع حديث أنّ التدين أقل بكثير في جيل الشباب، مع عدد أقل بكثير يصفون أنفسهم بأنّهم "محافظون دينياً" من المجتمع ككل. وثمة أعداد متزايدة من الشباب-حتى الطلاب في مدارس الإمام الخطيب- غير راضين عن الطريقة التي يُقدّم بها الإسلام في ظل قيادة أردوغان. وتابعت "فورين بوليسي": "وجدت ورشة عمل 2018 نظمتها وزارة التربية الوطنية التركية في بلدة قونية المحافظة تقليدياً أنّ الطلاب في مدارس الإمام الخطيب يتساءلون أو يتخلون عن الإسلام (بالطريقة السيئة التي تقدمها حكومة أردوغان) بأعداد متزايدة. يعتبر الكثيرون أنفسهم ربوبيين-أناس يؤمنون بالله لكنهم لا يلتزمون" بشكل الإسلام الذي يُقدّم لهم. واختتمت المجلة: "تُصور وسائل الإعلام الموالية لأردوغان الربوبية على أنها مجرد مؤامرة غربية أخرى، ولكن بالنسبة للشباب التركي، فإنّ خيبة الأمل من المضمون الديني المقدّم من جهة ومن الحكومة نفسها من جهة ثانية إنما يسيران جنباً إلى جنب. ويقول منتقدوه، إنه تحت حكم أردوغان، تم تجريد الإسلام من جوهره الأخلاقي، وجرى استخدامه للتستر على الفساد، وإضفاء الشرعية على حكمه المكون من شخص واحد، وهذا يدفع الشباب للبحث عن مصادر أخرى للسلطة الأخلاقية"، بحسب المجلة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية