كيف يعيد الدماغ تشغيل نفسه بعد النوم أو التخدير؟ دراسة حديثة تُجيب

كيف يعيد الدماغ تشغيل نفسه بعد النوم أو التخدير؟ دراسة حديثة تُجيب


13/03/2022

توصلت دراسة علمية حديثة إلى الكيفية التي يقوم من خلالها دماغ الإنسان بإعادة تشغيل نفسه بعد التخدير أو الغيبوبة أو النوم العميق. 

وأوضحت الدراسة التي شملت (30) شخصاً من البالغين الأصحاء، الذين خُدّروا لمدة (3) ساعات، أنّ الدماغ يقوم بتشغيل نفسه والعودة إلى الوعي عبر مراحل، بدلاً من تشغيله مرة واحدة.

لاحظ الباحثون أنّ المناطق الأمامية من الدماغ - حيث توجد وظائف مثل حلّ المشكلات والذاكرة والتحكم الحركي - أصبحت نشطة بشكل خاص عندما بدأ الدماغ في التعافي.

ووفق الدراسة، فإنّ إعادة التشغيل تبدأ من المناطق المسؤولة عن حلّ المشكلات المجردة، وقشرة الفص الجبهي، هي الوظائف التي تعود للعمل بشكل أسرع، وتستغرق مناطق الدماغ الأخرى، بما في ذلك تلك التي تدير وقت رد الفعل والانتباه، وقتاً أطول.

وقال طبيب التخدير ماكس كيلز من جامعة بنسلفانيا: "على الرغم من المفاجأة في البداية، إلا أنّه من المنطقي من الناحية التطورية أنّ الإدراك العالي يحتاج إلى التعافي مبكراً. وعلى سبيل المثال، إذا كان شخص ما يستيقظ على تهديد، فإنّ الهياكل مثل قشرة الفص الجبهي ستكون مهمّة لتصنيف الموقف ووضع خطة عمل"، وفق ما أورده موقع "روسيا اليوم".

واستُخدمت مجموعة متنوعة من الأساليب لقياس ما كان يحدث في الدماغ، بما في ذلك فحوصات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) والاختبارات المعرفية قبل وبعد الخضوع للفحص، وقامت هذه الاختبارات بقياس سرعة ردّ الفعل واسترجاع الذاكرة ومهارات أخرى.

وتابع الفريق أيضاً مع المشاركين في المجموعة بشأن جداول نومهم في الأيام التي أعقبت التجربة، ولا يبدو أنّ التجربة تؤثر سلباً على أنماط النوم لدى أولئك الذين خضعوا للتخدير.

وعند تحليل قراءات مخطط كهربية الدماغ، لاحظ الباحثون أنّ المناطق الأمامية من الدماغ - حيث توجد وظائف مثل حلّ المشكلات والذاكرة والتحكم الحركي - أصبحت نشطة بشكل خاص عندما بدأ الدماغ في التعافي.

وأظهرت المقارنة مع "المجموعة الضابطة" أنّ الأمر استغرق حوالي (3) ساعات لمن خضعوا للتخدير للتعافي بشكل كامل.

وتابع الفريق أيضاً مع المشاركين في المجموعة بشأن جداول نومهم في الأيام التي أعقبت التجربة، ولا يبدو أنّ التجربة تؤثر سلباً على أنماط النوم لدى أولئك الذين خضعوا للتخدير.

اقرأ أيضاً: هل يتسبب كورونا بانكماش الدماغ؟ هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة

وقال طبيب التخدير مايكل أفيدان من جامعة واشنطن: "هذا يشير إلى أنّ دماغ الإنسان السليم مرن، حتى مع التعرّض لفترة طويلة للتخدير العميق. وسريرياً، يشير هذا إلى أنّ بعض اضطرابات الإدراك التي نراها غالباً لأيام أو حتى لأسابيع أثناء التعافي من التخدير والجراحة - مثل الهذيان - قد تُعزى إلى عوامل أخرى غير التأثيرات المستمرة لعقاقير التخدير على الدماغ".

ولا يمكن أن تساعد نتائج الدراسة الحديثة فقط في العلاجات ورعاية المرضى بعد العمليات الكبرى التي تنطوي على التخدير، ولكن أيضاً في إعطاء العلماء فهماً أفضل للدماغ وكيفية استجابته للاضطراب.

يشار إلى أنّه، على الرغم من استخدامها على نطاق واسع، فإنّ العلماء لا يفهمون كيفية عمل التخدير بالتفصيل الدقيق، وهناك الكثير من الأفكار حول كيفية تعامل الدماغ مع هذه الأدوية، ولكن لا يوجد دليل ملموس حتى الآن.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية