كيف يتحول الشخص إلى ذئب منفرد بشكل مفاجئ؟.. تقرير يجيب

كيف يتحول الشخص إلى ذئب منفرد بشكل مفاجئ؟.. تقرير يجيب

كيف يتحول الشخص إلى ذئب منفرد بشكل مفاجئ؟.. تقرير يجيب


08/03/2025

أكد تقرير حديث للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن الشخص يمر بـ (4) مراحل للتحول إلى التطرف الفردي، وقد تستغرق المراحل ما بين أسابيع إلى شهر، نتيجة مروره بأزمات شخصية، أو لسيطرة أفكار تشعره بالمظلومية أو بالمعاناة لفترة معينة تجاه مؤسسة أو جهة.

وبحسب التقرير فإن المرحلة الأولى تتمثل في “ما قبل الراديكالية”؛ إذ يتعرض خلالها الشخص للأفكار المتطرفة، وغالباً مصدرها من أعضاء الجماعات الإرهابية، أو عبر الإنترنت، ويشعر الشخص وقتها بالانفصال والعزلة عن حياته التقليدية. 

قد تستغرق المراحل ما بين أسابيع إلى شهر نتيجة مروره بأزمات شخصية أو لسيطرة أفكار تشعره بالمظلومية أو بالمعاناة لفترة معينة تجاه مؤسسة أو جهة.

وتتوافر خلال هذه الفترة محفزات تدفع الشخص للدخول في عملية التطرف، مثل تعرضه لحادث أو خسارته وظيفة أو تعرضه لظلم. وإذا كان الشخص لا يمتلك نظاما داعما في حياته، لتجاوز هذه الأزمات، فإنه يتقبل بسهولة الأفكار المتطرفة، ويتخذ قراراً بأن العنف هو الطريق الوحيد لحل أي مشكلة. أما المرحلة الثانية فتتمثل في “تغير الأفكار”: ويبدأ الشخص بقبول الأفكار المتطرفة، وتتبدل رؤيته وفقاً لإيديولوجية متطرفة، تؤكد على أن العمل العنيف رد فعل بطولي على أي ظلم تعرض له. وقد تتحول هذه الأفكار سريعاً إلى خطط لارتكاب أعمال عنف. 

تعد هذه المرحلة أخطر مرحلة، لأن الدخول إليها يعني اندماج الشخص مع الإيديولوجية المتطرفة دون إمكانية لتغيير موقفه.

يتعرض الشخص للأفكار المتطرفة وغالباً مصدرها من أعضاء الجماعات الإرهابية أو عبر الإنترنت ويشعر الشخص وقتها بالانفصال والعزلة عن حياته التقليدية.

ثم المرحلة الثالثة وهي مرحلة “التلقين وقبول العنف”، أي انتقال الشخص من مجرد قبول أفكار متطرفة، إلى الإفصاح عن هذه الأفكار والدعوة إلى العنف، بل يتطور الوضع إلى وضع خطط لتحويل هذه المتعقدات إلى أفعال، بتحديد الهدف لشن هجوم، واختيار أدوات الحادث والتقاط الصور للأشخاص والأماكن المستهدفة.

وأخيرا المرحلة الرابعة وهي مرحلة “الانخراط في التطرف”؛ يتجاوز خلالها الشخص مرحلة البحث والتخطيط، ويبدأ في الانخراط في أعمال العنف والاستعداد لحدث حقيقي. 

يتلقى الشخص تدريبات لإطلاق النار وتنفيذ هجمات إرهابية، والتحايل على التدابير الأمنية في المواقع المستهدفة. يصبح الشخص لديه كل النية لارتكاب أعمال عنف وإرهاب.

يبدأ الشخص بقبول الأفكار المتطرفة وتتبدل رؤيته وفقاً لإيديولوجية متطرفة تؤكد على أن العمل العنيف رد فعل بطولي على أي ظلم تعرض له.

وتحدث المركز عن جملة من  العوامل التي تتسبب في تحول الشخص إلى ذئب منفرد، أهمها العوامل الاجتماعية، حيث يتولد لدى الشخص مشاكل اجتماعية ونفسية، نتيجة الإقصاء الاجتماعي والتهميش والتمييز، مثل حالات عدم الحصول على فرص تعليم أوعمل متساوية، أو فقدان مسكن والإجبار على النزوح، ما يتسبب في فقدان الشخص الثقة في المجتمع، ويؤدي إلى افتقار التماسك الاجتماعي، لشعور الفرد بعدم القدرة على التأقلم مع الآخرين.

هذا إلى جانب الشعور بالظلم وعدم الانتماء؛ فعندما يتعرض الفرد لإحباط أو أزمة نفسية، ولم يستطع تجاوز تداعياتها، ينجم عنها شعور قوي بدور الضحية والظلم والإذلال، والميل إلى تفسير سرديات المؤامرة.

كما أشار التقرير إلى عوامل نفسية، منها التعرض لصدمات نفسية، واضطراب ما بعد الصدمة أو غيرها من المشاكل النفسية المعقدة، التي قد تدفع بعض الأشخاص إلى تبني العنف كمنفذ للتوتر والغضب. وعندما يجتمع التطرف مع الصدمة، يصبح التطرف الطريقة الأولى التي يعبر بها الشخص عن حالته النفسية.

كما لفت التقرير إلى عامل النشاط الإجرامي، فقد يصبح الأشخاص المتورطين في أنشطة إجرامية، والعمل مع مجموعات إجرامية غير نظامية، عرضة لتبني أفكار متطرفة، وتحول سلوكهم إلى التطرف العنيف وارتكاب أعمال إرهابية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية