كيف كشف حراك 11/11 الوهمي عن أحقاد الصادق الغرياني تجاه مصر؟

كيف كشف حراك 11/11 الوهمي عن أحقاد الصادق الغرياني تجاه مصر؟

كيف كشف حراك 11/11 الوهمي عن أحقاد الصادق الغرياني تجاه مصر؟


13/11/2022

يبدو أنّ الصادق الغرياني، مفتى الإخوان المعزول في ليبيا، لم ينس لمصر تخلصها من حكم الجماعة، ووقوفها بحزم أمام تقدم ميليشيات الإخوان في ليبيا، حيث استبق الغرياني الدعوات الفاشلة للتظاهر ضدّ النظام المصري، والتي كان مقرراً لها يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بتصريحات لموقع "عربي 21"، نُشرت الخميس 10 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وفيها مارس نوعاً من التحريض الفج على الفوضى في مصر، بزعم أنّ الشعوب العربية همومها واحدة، وعدوها واحد هو أنظمة الاستبداد والديكتاتورية والداعمون لهم من الداخل والخارج. وتحت هذا الغطاء الدعائي الكاذب والمدلس، قال الغرياني إنّه ينبغي "الدعوة إلى مناصرة حراك 11 تشرين الثاني (نوفمبر) في مظاهرات سلمية تطالب بحقوقها وترفع صوتها بالإنكار على هذه الأنظمة العميلة، ولكي ينجح هذا الحراك يجب أن تكون المظاهرات حاشدة وكبيرة؛ حيث يجب على المصريين جميعاً أن ينتفضوا ويقوموا بثورة هائلة في وجه السيسي ولا يسمحوا له باستمرار حكمه".

تناقضات الغرياني تكشف أجندته

كان الصادق الغرياني في وقت سابق قد حرّم الخروج على الحاكم في مقطع فيديو شهير له، ما يكشف عن تناقض في سياق توظيفه للدين في خدمة أغراضه السياسية، لكنّه ادعى عدم وجود تناقض بين دعوته التخريبية وآرائه السابقة، زاعماً أنّ "الدعوة إلى المظاهرات هي دعوة إلى تصحيح الأوضاع، ورد الشرعية من المغتصب لها، وليس الخروج على نظام شرعي بحيث نشترط عدم الخروج عليه".

الغرياني واصل أكاذيبه مدعياً أنّ النظام المصري الحالي "جاء بالانقلاب على رئيس منتخب، وكان الواجب الوقوف ضده"! متجاهلاً خروج الملايين من المصريين في ثورة شعبية هائلة ضدّ حكم الإخوان في 30 حزيران (يونيو) 2013.

عبد السلام القصاص: الغرياني عبّر أكثر من مرة عن هذا الحقد الدفين، في فتوى مشبوهة ادعى فيها إنّه لا يجوز شراء سلع من مصر

الغرياني كشف عن حقده تجاه مصر، عندما أفصح بشكل صريح عما تضمره نفسه بسبب ما حدث في عام 2013، حيث قال إنّه "عندما نجح انقلاب السيسي (بحسب مزاعمه) في مصر عام 2013، تضررت بسببه الأوضاع في ليبيا، وتحركت الثورة المضادة ولم تهدأ البلاد إلى يومنا هذا، وتوالت الأزمات والحروب.. فلو تخلصنا من هذا الكابوس.. فسيكون من السهل التخلص من أتباعه في ليبيا".

المؤامرة التي يقودها أمثال الغرياني، تتخفى تحت ستار هيئات ومنظمات أطلقتها شخصيات سياسية باعت نفسها لأطراف إقليمية

 

الغرياني زعم كذلك أنّ خليفة حفتر يأتمر بأوامر مصر، وأنّ الشعب الليبي تأذى من النظام المصري، ويبدو أنّ الغرياني يختزل الشعب الليبي في جماعته، كما زعم أنّ الطيران المصري يشارك في الغارات ضدّ الليبيين، لكنّه غض الطرف في المقابل عن الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية المتواطئة مع الإخوان في ليبيا، والتي راح ضحيتها ليبيون ومصريون.

تاريخ من الحقد

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسية، خصّ "حفريات" بتصريحات، قال فيها إنّ الغرياني لا يخفي أبداً حقده على مصر، منذ أن سقطت جماعة الإخوان فيها، وتتابع السقوط في السودان وتونس والمغرب وغيرها، كما أنّ الحزم الذي أبداه الجيش المصري في الثأر للأقباط المصريين الذين قتلوا غدراً في ليبيا، وفي الخط الأحمر الذي وضعته مصر أمام الميليشيات الإرهابية عند الجفرة وسرت.

الغرياني عبّر أكثر من مرة، وفق القصاص، عن هذا الحقد الدفين، في فتوى مشبوهة ادعى فيها أنّه لا يجوز شراء سلع من مصر، أضاف إليها الإمارات والأردن وأرجع ذلك إلى أنّ التجارة معهم تقوية لهم، وكل دولار يتم دفعه لهم هو رصاصة في صدور الليبيين، بحسب أكاذيبه المرسلة.

حسين المسلاتي: قيام مفتي الإرهاب في ليبيا، الصادق الغرياني، بالتحريض على جمهورية مصر العربية؛ لزعزعة الأمن والاستقرار فيها أمر غاية في الخطورة

ويتابع القصاص: سبق لـ"مفتي الدم" أن اتهم مصر بـ"التآمر" على ليبيا، في العام 2018، داعياً من وصفهم بالضباط الأحرار في كل ليبيا، إلى الوقوف ضدّ مشروع مصر، وأن يشكلوا مجلساً عسكرياً يوحد مؤسستهم.

إنّ تاريخ الغرياني، وفق الباحث، ينضح بكل ما هو عدواني ضدّ مصر والإمارات والسعودية، وكل من وقف أمام المشروع الإخواني الظلامي في ليبيا. وقد استغل الدعوات المشبوهة لتحريك الفتنة ونشر الفوضى من جديد في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، غير أنّ المؤامرة فشلت بامتياز، ولم تلبّ الشعوب العربية نداء الفوضى الذي حرّض عليه المفتي المعزول وأذناب الإخوان في المنطقة.

من جهته، طالب الكاتب الصحفي الليبي حسين المسلاتي، برلمان بلاده، وكذا الحكومة الليبية، باتخاذ موقف حازم تجاه الغرياني، بعد تحريضه على الفوضى والعنف في مصر،  مضيفاً على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: "قيام مفتي الإرهاب في ليبيا، الصادق الغرياني، بالتحريض على جمهورية مصر العربية؛ لزعزعة الأمن والاستقرار فيها أمر غاية في الخطورة".

"مشروع ربيع عربي واحد"

المؤامرة التي يقودها أمثال الغرياني، تتخفى تحت ستار هيئات ومنظمات أطلقتها شخصيات سياسية باعت نفسها لأطراف إقليمية، على رأس هؤلاء الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، ومؤسس تيار الأمة، محمود فتحي، عبر ما يُعرف بــ"مشروع ربيع عربي واحد"؛ ذلك المشروع التخريبي للتنسيق بين المتآمرين في الساحات العربية المختلفة؛ ويبدو أنّ هذا المشروع الذي بدأ يتبلور في التعاون في تدشين ما يعرف بـ "حراك 11/11" قد تلقّى لطمة قوية من الشعوب العربية التي تنبّهت جيداً لحجم المؤامرة.

كان الغرياني قد نفى أنّه قام بالتنسيق مع المرزوقي وفتحي، لكنه اعترف أنّه يتابع ما يجري في تونس، وأنّه يتمنى ينجح هذا الحراك، معرباً عن تقديره للمرزوقي. لكنّ التحركات المشبوهة، تكشف عن عمق المؤامرة التي يحركها هؤلاء.

 مواضيع ذات صلة:

ردود فعل غاضبة على تحريض الغرياني على الفوضى في مصر .. تفاصيل

الغرياني يحرض على الاقتتال بين الليبيين... هذه آخر فتاواه

الصادق الغرياني يستميت في الدفاع عن التواجد العسكري التركي في ليبيا


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية