
بينما يحاول الإخوان في عدد من الدول العربية استغلال الأحداث في غزة لتصدر المشهد السياسي، أعلن الإخواني عبد الرزاق مقري الزعيم السابق لحركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية الإخوانية عن منعه من السفر من طرف مصالح أمن الحدود، في زيارة كانت مبرمجة إلى الدوحة وماليزيا، وتتضمن لقاء مع رئيس حركة حماس الفلسطينية.
وكتب مقري منشوراً طويلاً عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي عن الحادثة، موضحاً أنّه حاول الاستفسار من ضابط الشرطة بالمطار عن حيثيات قرار منعه من مغادرة البلاد، "فوجدته لا يعرف شيئاً عن الموضوع، سوى أنّني ممنوع، وأنّه لا يعرف غير هذا".
وقال الرئيس السابق لـ (حركة مجتمع السلم) أنّ "سبب منعه من مغادرة التراب الوطني له علاقة بالقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّ ذلك يعود إلى خروجه إلى شوارع العاصمة "بشكل تلقائي" ليلة المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بمستشفى الأهلي بغزة، وأنّه دعا عبر هاتفه إلى "الخروج لإظهار غضبنا كجزائريين ضد الصهاينة، مثل غيرنا من الشعوب في العالم".
أعلن الإخواني عبد الرزاق مقري عن منعه من السفر إلى الدوحة وماليزيا للقاء رئيس حركة حماس الفلسطينية.
ولفت مقري (63 عاماً) إلى أنّه لم يُبلغ من الجهات القضائية بالقرار، وأنّه اختار الإعلان عنه "بعدما لم أفلح في حل المشكل عن طريق الاتصال بالجهات المعنية للأسف الشديد، ولم أستطع استئناف سفري للوجهة التي كنت أريدها والقيام بأعمالي، وفق برنامجي، وتحقق الضرر الذي لحق بي". وكان مقري قد ترأس (مجتمع السلم) مدة (10) أعوام، 2013- 2023، وانتقلت القيادة إلى أحد أبرز مساعديه، عبد العالي حساني، في مؤتمر عُقد في آذار (مارس) الماضي.
وقال الإخواني إنّه كان بصدد السفر إلى الدوحة، حيث كان سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية لـ"تهنئته"، وبعدها كان سيتوجه إلى ماليزيا في إطار التحضير للمؤتمر الدولي السابع لـ "منتدى كوالالمبور"، الذي سيعالج الانهيار القيمي والأخلاقي في العالم، وسيركز على "انهيار القيم الأخلاقية للدول الغربية تجاه المحرقة الجارية في غزة"، مبرزاً أنّه الأمين العام لـ "المنتدى"، بينما رئيسه محمد مهاتير رئيس ماليزيا سابقاً.
ولم يصدر أيّ تعليق عن الجهات الرسمية حول أسباب ودواعي المنع، لكنّه يلمح إلى رسالة من السلطة مفادها أنّها مالكة الموقف الحصري تجاه حرب غزة، ولا مجال لاستغلال التعاطف الشعبي لأغراض أخرى.
وكان مقري قد وجّه انتقادات للسلطة وحرض عليها خلال الأسابيع الماضية عبر التصريحات الشخصية التي أدلى بها خلال ليلة الجريمة الإسرائيلية على مستشفى المعمداني، أو عبر منشورات في شبكات التواصل الاجتماعي، على خلفية ما سمّاه بـ "حرمان الجزائريين من التعبير عن موقفهم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
السلطة الجزائرية التي تملك موقفاً واضحاً منذ بداية الأحداث في القطاع لا تريد انفلاتاً شعبياً بدعوى التضامن مع القضية الفلسطينية قد يتم استغلاله لأغراض سياسية أو حزبية، وحتى احتجاجات سياسية مناهضة لها
وظهر مقري إلى جانب عدد من مقربيه في صدارة المظاهرات الشعبية التي رخصت لها وزارة الداخلية، وشارك فيها العديد من الفاعليات الحزبية والأهلية، وكانت حركته السياسية عضواً في تكتل حزبي تأسس لدعم القضية الفلسطينية وإدانة العدوان الإسرائيلي.
غير أنّ السلطة الجزائرية التي تملك موقفاً واضحاً منذ بداية الأحداث في القطاع، واحتضنت في بحر هذا الأسبوع ندوة دولية لتأطير وتنظيم مبادرة قانونية وحقوقية تلاحق إسرائيل في المحافل الدولية، لا تريد انفلاتاً شعبياً بدعوى التضامن مع القضية الفلسطينية قد يتم استغلاله لأغراض سياسية أو حزبية، وحتى احتجاجات سياسية مناهضة لها.
وتداول إعلاميون خلال الأيام الأولى للحرب على غزة أنّ الإخوان وتيار الإسلام السياسي يديرون حملة هجوم على المواقف العربية المعتدلة تجاه الأحداث الجارية، وهي مواقف دول مصر والسعودية والأردن والإمارات، وأنّ هناك هجوماً على الحكومات العربية، ويتعاملون على أنّها ضد القضية الفلسطينية.