كيف فجرت إذاعة القرآن الكريم مواجهة فكرية في مصر؟

كيف فجرت إذاعة القرآن الكريم مواجهة فكرية في مصر؟


21/10/2020

انتشر مقطع مصور للكوميديان محمد أشرف، وهو أحد مقدّمي البرامج الكوميدية (ستاند أب) ينتقد فيه أداء مذيعي إذاعة القرآن الكريم، ليفجّر في غضون ساعات قليلة معركة بين الجائز انتقاده وما يعتبره البعض خطوطاً حمراء مقدّسة لا يجوز تجاوزها.

والمقطع الذي يعود تصويره إلى كانون الثاني (يناير) 2019، ظهر فجأة مثيراً جدلاً واسعاً، بين منتقدين يرغبون في توقيع عقوبات على الشاب، على اعتباره ينال من الرموز الدينية، ويتعدّى انتقاده الإذاعة إلى ما تقدمه من نصوص مقدّسة، وبين فريق آخر يرى في الهجمة الشرسة ضد المقطع شكلاً من أشكال الجمود الفكري ورفض النقد، لا سيّما أنّ الشاب لم يقصد سوى انتقاد الأسلوب الإذاعي للقناة وليس المحتوى.

ودشن الناشطون الرافضون للمقطع هاشتاغ باسم "#ادعم_إذاعة_القرآن_الكريم"، عبّروا خلاله عن استيائهم من المقطع، وردّوا على أصحاب الفريق الثاني بأنّ السماح بنقد إذاعة القرآن سيجعل الأمور تتطور إلى انتقاد القرآن ذاته.

دشن الناشطون الرافضون للمقطع هاشتاغ باسم "#ادعم_إذاعة_القرآن_الكريم"، عبّروا خلاله عن استيائهم، وقالوا: السماح بنقد إذاعة القرآن سيجعل الأمور تتطور إلى انتقاد القرآن ذاته

فيما اعتبر الكاتب الصحافي، بلال فضل، رفض الانتقاد والتعامل مع إذاعة القرآن على نحو مقدّس يرسّخ الأبوية الفكرية والسلطوية، قائلاً عبر صفحته على فيسبوك: إنّ المعنى الذي يغيب في ظل نشوة تحقيق فكرة أصحاب الفريق بسبب آرائهم، أنّ المجتمع يخسر من إسكات الأصوات المختلفة، حتى إذا كانت خاطئة أو"بتهلفط أو تافهة أو منحطة"، لأنّ كل تلك الأحكام شخصية ومطاطة، ومن الممكن أن تقال على أي رأي، أيّاً كانت وجاهته أو تعب صاحبه في تكوينه.

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام قد أكدت في بيان لها أنها ستخاطب على الفور الجهات المعنية والتنسيق معها لمحاسبة ذلك الشخص على ما اقترفه من خطأ جسيم  في حق إذاعة القرآن الكريم، التي لها قدسية وتقدير واحترام ومكانة خاصة في قلوب المستمعين من الشعب المصري والعربي، مشددة على أنها لن تتهاون حتى ينال هذا الشخص العقاب الذي يستحقه، على سخريته من قامات إعلامية نعتز ونفتخر بها جميعاً، بعدما قدّمت برامج دينية هادفة متميزة، رسّخت قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الوسطي.

وحذّرت الهيئة الوطنية للإعلام بشدة أيّ جهة أو شخص ينتهج مثل هذا النهج المتدني غير المقبول، والذي أقلّ من أن يوصف حتى بالانحطاط الأخلاقي، وأنها سوف تقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده.

ويتواصل الهجوم لليوم الثالث، رغم خروج صاحب الفيديو غداة انتشاره، مؤكداً أنه لم يكن يقصد إهانة الدين، وإنما الأسلوب الإذاعي، ضمن حلقة عن التعليق الصوتي، تمّ اقتطاع ذلك الجزء منها وإعادة بثه على نحو غامض.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية