كيف تنظر الإمارات إلى المحادثات النووية الإيرانية في فيينا؟

كيف تنظر الإمارات إلى المحادثات النووية الإيرانية في فيينا؟


13/12/2021

قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إنّ بلاده تأمل في أن تنجح المحادثات النووية الجارية في فيينا بين إيران والقوى العالمية، وتريد أن ترى عملية متابعة للحوار الإقليمي.

وأضاف قرقاش: "نحن نضع أعيننا على عملية خطة العمل الشاملة المشتركة"، مشيراً إلى الاسم الرسمي للاتفاق النووي، ومضيفاً: "نريد أن نرى عملية ناجحة ... لكننا نأمل في أن تؤدي هذه العملية أيضاً إلى نوع من الاتفاق على حوار يشمل المزيد من البلدان، وهذا المسار في حد ذاته سيساعد أيضاً في ترسيخ هذه الرؤية التي نحاول [في الإمارات العربية المتحدة] تحقيقها لنشر الاستقرار والازدهار في المنطقة".

ماذا عن فرض عقوبات إضافية؟

وفي حديثه إلى معهد دول الخليج العربية في واشنطن، لم يؤيد الدكتور قرقاش فرض عقوبات إضافية على إيران إذا فشلت المحادثات. وقال، كما نقلت صحيفة "ذا ناشونال": "لا أرى أنّ في المزيد من العقوبات حلاً .. هناك بالفعل عقوبات كافية على إيران".

اقرأ أيضاً: مفاوضات فيينا النووية..السيناريوهات والمقاربة الخليجية

في وقت سابق يوم الخميس الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الولايات المتحدة تدرس تشديد العقوبات الاقتصادية إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط في فيينا.

قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إنّ بلاده تأمل في أن تنجح المحادثات النووية الجارية في فيينا بين إيران والقوى العالمية

وقال الدكتور قرقاش: "الدبلوماسية هي الطريق إلى الأمام، لكن في الوقت نفسه، ليس لدينا الكثير من الوقت لأن هناك قلقاً حقيقياً ... بشأن ما يحدث على الجانب النووي"، داعياً إيران إلى إبداء مزيد من المرونة في المحادثات.

إيران والقضايا الإقليمية

وقال المسؤول الإماراتي الكبير إنّ بإمكان طهران فعل المزيد بشأن القضايا الإقليمية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بوقف إطلاق النار في اليمن. وأردف: "من كل ما نسمعه، هناك ضغط إيراني ضئيل للغاية على الحوثيين من أجل وقف إطلاق النار"، ومع جو جديد من الحوار في المنطقة، يجب على إيران أن تدرك "البيئة الجديدة وتكون أكثر إنتاجية في المنطقة، سواء كان ذلك الموقف في اليمن أو في لبنان والعراق"، على حدّ قوله.

الشريك الإستراتيجي وتحقيق التوازن

من جانب آخر، أشاد الدكتور قرقاش بالعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، واصفاً واشنطن بأنها "الحليف الإستراتيجي الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة". وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قال إنّ على واشنطن أن تسعى جاهدة لتحقيق توازن بين تمكين حلفائها الإقليميين من العمل معاً وتجنب النزاعات الطويلة أيضاً". وتابع "ليس لدينا مصلحة في توريط أمريكا في صراع آخر مثل أفغانستان والعراق... ليس لدينا مصلحة في خوض حرب طويلة أخرى في المنطقة - في الواقع، مصلحتنا هي محاولة تجنبها بأي ثمن، حتى من خلال محاولة (خلق) مناورة ما".

لم يؤيد الدكتور قرقاش فرض عقوبات إضافية على إيران إذا فشلت المحادثات. وقال: لا أرى أنّ في المزيد من العقوبات حلاً.. هناك بالفعل عقوبات كافية على إيران

ومع ذلك، فقد حذر المسؤول الإماراتي من عواقب وخيمة إذا قامت الولايات المتحدة بفك الارتباط مع الشرق الأوسط - وهو "احتمال اعتبره غير مرجح". واستطرد شارحاً: "إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب تماماً من المنطقة ... فهذا يعني أن القلقيْن اللذين لدينا سيكونان إشكاليتين: أحدهما [خلق] فراغات والآخر هو التصعيد". وقال الدكتور قرقاش: "نحن بحاجة إلى تجنب الفراغات ونحتاج إلى تجنب التصعيد".

إعادة ضبط جريئة

كما أعرب عن قلقه من تزايد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. وأوضح: "نحن قلقون من وجود خط رفيع بين هذه المنافسة الحادة والحرب الباردة الجديدة. نحن كدولة صغيرة سوف نتأثر سلباً بهذا، لكننا لن نمتلك حقاً القدرة على التأثير بأي شكل من الأشكال في هذا (الملف)".

وقد  صاغ الدكتور قرقاش المبادرات الدبلوماسية الإماراتية تجاه تركيا وإيران وسوريا ودول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل كجزء من إعادة ضبط جريئة في نهج دولة الإمارات تجاه القضايا الإقليمية. وقال: "من المهم إدارة هذه الاختلافات والآراء المتباينة ودعم مجالات التعاون الأخرى".

مقاربات متباينة وربما متكاملة

في سياق ذي صلة، قال الباحث الإماراتي محمد باهارون، المدير العام لمركز "بحوث" ومقره إمارة دبي، في حين أنّ المقاربات (بين إسرائيل والإمارات تجاه القلق من إيران) "متباينة، إلا أنها يمكن أن تكون متكاملة". وقال، كما تنقل عنه وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إنّ الضربات الإسرائيلية المزعومة على مواقع نووية إيرانية أخّرت البرنامج النووي لإيران لكنها أعطت أيضاً للجمهورية الإسلامية الوقت لتحديث قدراتها، مما يمنح طهران مزيداً من القدرة على المساومة في المفاوضات مع الولايات المتحدة وأوروبا"، على حدّ قوله.

قال المسؤول الإماراتي إنّ بإمكان طهران فعل المزيد بشأن القضايا الإقليمية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بوقف إطلاق النار في اليمن

وتضيف "بلومبيرغ": "يمكن لأبو ظبي أن توفّر تخفيفاً للعقوبات خاضعاً للسيطرة وقابلاً للاحتواء، مما يسمح لإيران بالمشاركة في محادثات فيينا من دون اشتراط الرفع الكامل للعقوبات".

اقرأ أيضاً: تضارب في التصريحات حول الاتفاق النووي الإيراني... ما القصة؟

وأثارت إسرائيل مسألة إقامة دفاعات مشتركة مع دول الخليج العربية التي تشاركها القلق إزاء أنشطة إيران في المنطقة. ومع ذلك تواصلت الإمارات مع إيران، وأوفدت إليها كبير مستشاريها للأمن الوطني، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، يوم الإثنين الماضي للاجتماع مع نظيره الإيراني والرئيس إبراهيم رئيسي.

ويتحدث المسؤولون الإماراتيون، في الحقبة الحالية، عن تركيز وتحوّل إلى الدبلوماسية الاقتصادية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية