"قُتل بكلمات السياسيين"... واقعة طعن سوري في تركيا تفاقم مخاوف اللاجئين

"قُتل بكلمات السياسيين"... واقعة طعن سوري في تركيا تفاقم مخاوف اللاجئين

"قُتل بكلمات السياسيين"... واقعة طعن سوري في تركيا تفاقم مخاوف اللاجئين


27/05/2023

بينما زادت حدّة مشاعر العنصرية في تركيا مؤخراً، أعادت حادثة مقتل لاجئ سوري بتركيا تسليط الضوء على الخطاب المعادي للاجئين السوريين في البلاد، والذي تصاعد مع دخول السباق الانتخابي الرئاسي مرحلته الأخيرة وتركيزه على "ترحيل اللاجئين" لكسب الأصوات.

ونقل موقع (الحرة) عن صحيفة (واشنطن بوست) أنّ صالح سبيكة (28) عاماً قتل في اليوم نفسه الذي ظهرت فيه ملصقات انتخابية في إسطنبول تعد الأتراك بترحيل السوريين.

وفي تفاصيل الحادثة، تشير الصحيفة إلى أنّ لقطات كاميرات المراقبة أظهرت عراكاً بين الشاب السوري وزميله التركي في العمل الساعة العاشرة صباحاً، قبل أن يغادر الشاب التركي، ويعود بعد وقت قصير بسكين ليطعن الضحية في صدره.

صالح سبيكة قتل في اليوم نفسه الذي ظهرت فيه ملصقات انتخابية في إسطنبول تعد الأتراك بترحيل السوريين

وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى، وتم إدراج سبب الوفاة على أنّها "إصابة في العمل".

ويقول صديق طفولته، الذي طلب ذكر لقبه فقط، إسلام، للصحيفة: إنّ صالح "لم يُقتل بالسلاح فقط"، بل "أيضاً بكلمات السياسيين"، بحسب ما نشره موقع (الحرة).

ونشأ سبيكة في الرقة، وحتى بعد لجوئه إلى تركيا عانى وطرد من عدة شقق، لأنّه سوري، وفق ما يقول صديقه للصحيفة.

وتستعد تركيا لدورة ثانية غير مسبوقة من الانتخابات الرئاسية، غداً الأحد، لاختيار رئيسها في ختام حملة مريرة مليئة بالوعود التي أطلقها المرشحان، إن كان ضد الأكراد أو اللاجئين السوريين.

وحتى قبل الانتخابات، شعر السوريون بأنّهم تحت الحصار، مع تزايد الترحيل القسري ومضايقات الشرطة وجرائم الكراهية العنيفة، أمّا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي رحب باللاجئين السوريين في السابق، فقد بات يكافح أيضاً في الاستجابة للغضب الشعبي، وتعهد خلال حملته الانتخابية بإعادة مليون منهم "طواعية" إلى بلادهم.

وقبل جولة الإعادة الأحد، ذهب زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو إلى أبعد من ذلك، فقد جعل ترحيل جميع اللاجئين السوريين وعداً أساسياً في حملته الانتخابية، ونُشرت ملصقات في إسطنبول بصور لأوغلو ومعها رسالة "السوريون سيغادرون".

وأفاد كليتشدار أوغلو، وهو موظف حكومي سابق، في خطاب موجهاً حديثه لأردوغان: "لم تقم بحماية الحدود وشرف البلاد... أدخلت عمداً أكثر من (10) ملايين لاجئ إلى هذا البلد... فور وصولي إلى السلطة سأعيد كل اللاجئين إلى بلدهم".

وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها أحزاب المعارضة التركية إعلانات ضد اللاجئين السوريين، إلا أنّها صدرت هذه المرة من زعيم ثاني أكبر أحزاب البلاد ومرشح المعارضة الرئيسي للانتخابات، وقد خصت السوريين دون غيرهم، ممّا زاد المخاوف من مرحلة قادمة قد تتضمن أعمالاً عدائية بسبب التحريض السياسي المباشر ضد السوريين.

حتى قبل الانتخابات شعر السوريون بأنّهم تحت الحصار، مع تزايد الترحيل القسري ومضايقات الشرطة وجرائم الكراهية العنيفة

ونقلت الصحيفة عن طه الغازي، وهو ناشط قانوني من شرقي سوريا، قوله: إنّ جريمة الكراهية المحتملة هي رابع قضية من نوعها هذا الشهر، مشيراً إلى أنّ الضحايا عادة ما يكونون من الشباب أو الأطفال. 

وفي سياق الانتخابات، سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الضوء على ما اعتبرته جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لـ "توجيه الثقافة التركية للحفاظ على قوته"، مبرزة أنّ أردوغان سعى خلال أعوام حكمه الأخيرة إلى تأجيج المشاعر القومية المرتبطة بالماضي العثماني، ومواجهة معارضيه الفنانين والمثقفين بالسجن والرقابة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية