ويستمر مسلسل انتهاك الحريات الشخصية في العراق، بقوانين مشرعة من قبل الحكومة، أو القوى الدينية التي تحاول توجيه دفة المجتمع على نحو يتوافق مع تطلعاتها المستقبلية وأطماعها، هذه المرة، من مدينة كربلاء، في جنوب بغداد، الذي أثار فيها إقرار قانون جديد جدلاً واسعاً.
قانون قدسية كربلاء يمنع عرض الملابس النسائية في واجهة المحلات ويمنع الاستماع للأغاني
فقانون "قدسية كربلاء"، الذي شرّع عام 2012، من قبل مجلس المحافظة، وفُعّل في الدورة الماضية، ليبدأ سريانه هذه الأيام، يمنع عرض الملابس النسائية في واجهات المحلات، ويمنع شرب الخمر، في الشوارع، وفق ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية.
وقامت لجنة رعاية تطبيق المرسوم الخاص بقداسة كربلاء، بوضع ملصقات مذيّلة بتوقيعها في الطرقات، وعلى جدران المباني، وتحذّر تلك الملصقات من فرض عقوبات على المخالفين، الذي يقومون بـ "لعب القمار"، أو "الجهر بالأغاني"، أو بيع "الأفلام المخلة بالآداب"، أو عرض الملابس النسائية على واجهات المحال "بشكل فاضح".
القانون ينتهك الحريات الشخصية ويثير جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع المحلي
المواطنون في كربلاء لم يخفوا امتعاضهم من ذلك القرار، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فبعضهم أكّد أنّه على الحكومة العمل على إعادة الإعمار، لا اتخاذ هذه القرارات التي تنتهك الحريات الشخصية، مؤكدين أن سماع الأغاني حرية شخصية، لا يحق لأحد انتهاكها، وراح بعضهم لأبعد من ذلك قائلين: "في حين أعلن العراق، قبل أسبوعين، الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية، فإن هذا القرار "لا يختلف عن الفكر الداعشي"، وبعضهم ربط القانون بالانتخابات المقبلة وطريقة جمع الأصوات.
مواطنون في كربلاء: في حين أعلن العراق الانتصار على داعش فإن هذا القرار لا يختلف عن الفكر الداعشي!
يذكر أنّ تنظيم الدولة الإسلامية منع، فور سيطرته على الموصل، بائعي الملابس من عرض الثياب النسائية في واجهات المتاجر أو خارجها.
وتضم كربلاء أبرز العتبات المقدسة لدى الشيعة، خاصّةً مرقد الإمام الحسين بن علي، وأخيه أبو الفضل العباس.
وتعدّ كربلاء أبرز واجهة للسياحة الدينية؛ حيث زارها 14 مليون مسلم، بينهم ثلاثة ملايين أجنبي، في ذكرى أربعين الإمام الحسين.
-