قناة مغاربية جديدة تبث من تركيا... ما أهدافها؟

قناة مغاربية جديدة تبث من تركيا... ما أهدافها؟


09/08/2020

تستعد الحركة الإسلامية المغاربية لإطلاق قناة ناطقة بالعربية، تبث من تركيا موجهة بالكامل إلى دول المغرب العربي، بحسب تقرير لصحيفة العرب اللندنية.

وتهدف القناة الجديدة، التي يقف خلفها أعضاء نشطون من الحركة الإسلامية المغاربية، خاصة من النشطاء الجزائريين والتونسيين، إلى خلق رأي عام مغربي داعم لسيناريو تركيا في ليبيا، بالإضافة إلى إثارة الفتنة الدينية، عبر دعم الخطاب المتشدد مقابل الهجوم على الصوفية والمذهب المالكي، الذي يُعدّ الأكثر اتباعاً في المغرب العربي.

وسبق أن حاولت تركيا استقطاب دول المغرب خلفها في الملف الليبي، بكسب دعم تونسي جزائري لحكومة الوفاق، غير أنّ الدولتين رفضتا الاصطفاف خلف تركيا، وتلاقت مواقفهما مع فرنسا.

تأتي القناة الجديدة كمحاولة للتأثير على الرأي العام في تلك البلدان، وتملك تركيا سجلاً بمثل تلك القنوات، خصوصاً الموجّهة ضد مصر

وتأتي القناة الجديدة كمحاولة للتأثير على الرأي العام في تلك البلدان، وتملك تركيا سجلاً بمثل تلك القنوات، خصوصاً الموجّهة ضدّ مصر، والتي عمدت إلى نشر الشائعات على مدار الأعوام الماضية، ما دفع الحكومة لإطلاق أجهزة مخصصة للردّ على الشائعات، كما أوقفت خلايا عدة على علاقة بتلك القنوات.

في غضون ذلك، قال تقرير نشرته صحيفة "العرب": إنّ المعارض الجزائري، ذا التوجه الإسلامي، العربي زيتوت، هو من بين الموجهين الرئيسيين لهذا المشروع الجديد الذي يموِله مستثمرون أتراك وشرق أوسطيون مُقيمون في تركيا، حيث سافر زيتوت، زعيم حركة رشاد الإسلامية، مؤخراً إلى أنطاليا للمشاركة في المفاوضات التي أدّت إلى وضع تصور لهذا المشروع الإعلامي.

وكشفت المصادر أنه تمّ بالفعل إنشاء شركة برأسمال أوّلي يصل إلى 200 ألف يورو، سيتعزز بالأموال القادمة من الدوحة لإنجاح هذا المشروع الإعلامي.

ويهدف هذا المشروع، بحسب الجريدة، إلى إنشاء قناة شبيهة بقناة الشرق المصرية، أي إنها وسيط يدافع عن الرؤية الإسلامية للإخوان المسلمين يحمل مشروعاً موجهاً لخدمة مصالح التيارات الإسلامية التي تدعمها تركيا. كما تُراهن تركيا على هذا التلفزيون الجديد لتعزيز نفوذها في الملف الليبي، حيث تدافع عسكرياً عن حكومة السراج الإسلامية في طرابلس.

ويحذّر متابعون للشأن المغاربي من خطر هذه الفضائية، والتي ستكون أكبر من بعدها السياسي الظرفي الداعم للنفوذ التركي، مشيرين إلى أنّ المنطقة المغاربية تتسم بوحدة فضائها الديني من خلال المذهب المالكي، الذي يوصف بالمعتدل، ويميل للتركيز على العبادات والتسامح والاستقرار أكثر من الصراع السياسي الذي يحمله فكر الإخوان المسلمين، وهو فكر انتقائي هدفه السلطة ويتّسم بالاستفزاز والعنف.

وحذّر هؤلاء من أنّ الانتشار الإعلامي لفكر الإخوان سيهدد الوحدة الدينية في المنطقة، وأنه قد يفجّر الصراعات داخلها بين مكونات دينية مختلفة، فضلاً عن استهدافه لأكبر قوة دينية وروحية، والمقصود بها الصوفية، وهي تيار عريض في المنطقة سبق أن تعرّض لهجمات وحملات تشويه في مصر وليبيا مع صعود الإسلاميين واستفادتهم من ثورات 2011.

الصفحة الرئيسية