قطر تصدم الإخوان وتحاول التخلص من وصمة دعم الجماعة

قطر تصدم الإخوان وتحاول التخلص من وصمة دعم الجماعة

قطر تصدم الإخوان وتحاول التخلص من وصمة دعم الجماعة


16/07/2024

في مشهد مثير للغرابة أظهرت عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي  قافلة من آليات الشرطة تحمل شعار "دولة قطر"، وهي تتجول في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، وهو ما اعتبر صوراً صادمة للإخوان المسلمين، الذين يخوضون صراع بقاء مع الحكومة الفرنسية.

تهديدات الإخوان والأذرع الإرهابية

في أعقاب الإجراءات الرادعة التي اتخذتها الحكومة الفرنسية تجاه الإخوان وأذرعهم في فرنسا، تواجه الألعاب الأولمبية التي تنظمها باريس في تمّوز (يوليو) الجاري  تهديدات بممارسة العنف والإرهاب؛ وبناء عليه رفعت الحكومة الفرنسية تأهبها الأمني إلى أعلى المستويات، على خلفية التهديدات الإرهابية، والدعاية الإخوانية المعادية للحكومة الفرنسية.

وبحسب الداخلية الفرنسية، سوف يتولى نحو (45) ألف عنصر من قوات الأمن الفرنسية تأمين العاصمة باريس خلال الأولمبياد، بمساعدة بضعة آلاف من قوات الأمن الأجنبية. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان: إنّ بلاده تعتزم نشر (35) ألف من قوات الأمن والجيش لمجابهة التهديدات الأمنية المحتملة خلال حفل الافتتاح، ومن بينها تهديد بشن هجمات بالطائرات المسيّرة.

احتجاج اليمين الفرنسي على المشاركة الأمنية القطر في الأولمبياد

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد قال في نيسان (أبريل) الماضي: إنّ فرنسا أعدت بدائل لحفل الافتتاح على ضفاف السين، إذا استدعت الضرورة الأمنية. وأضاف أنّ أحد الخيارات تتمثل في أن يقتصر الحفل على ساحة تروكاديرو المقابلة لبرج إيفل، أو نقله إلى استاد دو فرانس.

قطر تضحي بالإخوان

قبل (10) أيام من افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس أثارت الإجراءات الأمنية التي سيتم نشرها في العاصمة خلال الحدث جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي. والسبب هو وجود تعزيزات من قبل دولة قطر، أرسلت للمساعدة في تأمين الألعاب الأولمبية، ومواجهة التهديدات الإسلاموية.

وأظهر العديد من مقاطع الفيديو المنشورة على موقعي التواصل الاجتماعي (X)   و(Tik Tok)، والتي حظيت بتعليقات واسعة النطاق، قافلة من المركبات العسكرية كُتب عليها "دولة قطر" تجوب العاصمة باريس، مع إطلاق الأضواء الساطعة وصفارات الإنذار، ترافقها سيارات الشرطة الوطنية الفرنسية في شوارع باريس.

أثارت الإجراءات الأمنية التي سيتم نشرها في العاصمة خلال الحدث جدلاً والسبب هو وجود تعزيزات من قبل قطر أرسلت للمساعدة في تأمين الألعاب الأولمبية ومواجهة التهديدات الإسلاموية

وبحسب الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث في العلوم السياسية، فقد أصبح الإخوان عبئاً على الجميع، وباتت الدول التي احتضنتهم في الماضي الأكثر رغبة في التخلص من هذا العبء الإيديولوجي، وقد سبقت تركيا الجميع إلى ذلك، وها هي قطر الآن تحاول التخفف من الحمولة السياسية للإخوان.

ولفت القصاص، في تصريحاته التي خصّ بها (حفريات)، إلى أنّ أيّ دولة مسؤولة، ولديها أدواتها المؤسسية، لا يمكنها المضي إلى النهاية في دعم الإخوان، لما يجلبه ذلك من مشكلات عميقة، مؤكداً أنّ الإخوان مجرد جماعة وظيفية يستخدمها الفرقاء مرحلياً، وعندما تنتهي مهمتهم لا يتذكرهم أحد. وبناء على ذلك سارعت قطر إلى تلبية الدعوة، والمشاركة في تأمين ألعاب الأولمبياد، التي يهدد الإخوان وأذرعهم بإثارة الشغب والاحتجاجات أثناء إقامتها.

ولم يخلُ الأمر من احتجاج اليمين الفرنسي على المشاركة الأمنية القطرية، وعلّق  بعض السياسيين اليمينيين على الأمر، معربين عن عدم موافقتهم على ذلك، حيث صرّح فلوريان فيليبو، رئيس حزب (وطنيون) اليميني، على حسابه موقع التواصل الاجتماعي (X): يا للعار! شرطة قطر التي تأتي لإنفاذ القانون في أولمبياد 2024 في فرنسا، يا له من إذلال لفرنسا"!

وبدوره قال السيناتور فاليري بوير: "على الرغم من قربها من جماعة الإخوان المسلمين، فإنّ قطر تدعم العرض العسكري في باريس، وتدعم قوات الشرطة لدينا في العمليات المشتركة".

ويبدو أنّه بات على قطر أن تبذل جهداً مضاعفاً للتخلص من وصمة الإخوان، والتحرك نحو المشاركة الفعالة في مواجهتهم.

تأكيدات فرنسية

أكدت وزارة الداخلية أنّ قوة مكونة من (43) ضابطاً قطرياً من الشرطة وصلت إلى باريس يوم الخميس 11 تمّوز (يوليو) الجاري، ومن المتوقع أن يصل إلى باريس (62) ضابطاً قطرياً خلال الألعاب الأولمبية، وهي فرقة من (105) ضباط شرطة تتألف من فريق من الضباط، ترافقهم كلاب بوليسية مكلفة بالكشف عن المتفجرات المحتملة، إضافة إلى عدد من ضباط الشرطة الذين سيقومون بدوريات في مطار شارل ديغول.

قطر ليست الدولة الوحيدة التي طلبتها فرنسا للمشاركة في تأمين الألعاب الأولمبية، فلدى باريس شراكة مع (43) دولة، بما في ذلك (31) دولة أوروبية، بتنسيق من مديرية التعاون الأمني ​​الدولي (DCIS). وتوضح وزارة الداخلية أنّه تم استقدامهم لخبرتهم وكفاءتهم الفنية. وفي الوقت الحالي أكدت بولندا فقط علانية هذا التعاون.

وفي المجمل، سيتم نشر (1800) رجل أمن من الخارج خلال دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس. وهم خبراء في مكافحة الطائرات بدون طيار، وإزالة الألغام، وراكبي الخيل. وسيتم نشر معظمها في محطات القطارات والمطارات، وحول (39) مكاناً أولمبياً ورياضياً. 

وقالت وزارة الداخلية لـ (فرانس إنفو): "من خلال المساعدة في تأمين هذه المناطق المزدحمة، سيوفرون أيضاً حضوراً مطمئناً لمواطنيهم الذين جاؤوا لمشاهدة المسابقات".

إلا أنّ ضباط الشرطة الأجانب هؤلاء لن يتمتعوا بالصلاحيات نفسها التي يتمتع بها الفرنسيون. ونظراً لعدم وجود صلاحيات قضائية، فلن يتمكنوا من التحقق من هويات الآخرين أو اعتقالهم. وسيقومون بدوريات منتظمة بالاشتراك مع قوات الأمن الفرنسية. 

يُذكر أنّ التعاون الأمني ​​شائع جداً خلال الأحداث الرياضية الكبرى. ففي عام 2022، خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر على سبيل المثال، أرسلت فرنسا حوالي (200) من رجال الدرك والشرطة إلى الدوحة، بطلب من الأخيرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية