قانون يجيز الإفراج عن الإرهابيين في بلجيكا.. ما علاقة إيران؟

وافق البرلمانيون البلجيكيون أمس على اتفاق لتبادل السجناء مع إيران، في خطوة من شأنها أن تمهد الطريق للإفراج عن دبلوماسي إيراني مسجون في بلجيكا بتهم تتعلق بالإرهاب.

ووفقاً لما نقلته إيران إنترناشيونال، فقد وافق البرلمان البلجيكي أخيراً على الاتفاقية بأغلبية (69) صوتاً مقابل (41) صوتاً معارضاً بعد يومين من المناقشة. وتمّت الموافقة على هذه المعاهدة لأول مرة في 6 تموز (یولیو) بلجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البلجيكي.

البرلمانيون البلجيكيون يوافقون على اتفاق لتبادل السجناء مع إيران، في خطوة من شأنها أن تمهد للإفراج عن الإرهابي أسد الله أسدي.

والاتفاقية المذكورة أثارت الجدل كثيراً في الأيام الأخيرة، ومن بين أمور أخرى، أكدت منظمة العفو الدولية أنّ قانون الحكومة البلجيكية في هذا الصدد يجب أن يتضمن الضمانات القضائية اللازمة حتى لا يتم استخدامه لحماية منتهكي حقوق الإنسان من العقاب أو الأشخاص المعترف بهم كمجرمين وفقاً للقوانين الدولية.

ويقول المعارضون إنّ هذه المعاهدة تسمح بالإفراج عن أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني السابق في النمسا، المتهم بتقديم مادة متفجرة تزن نصف كيلوغرام لزوجين إيرانيين مقيمين في بلجيكا لمهاجمة مؤتمر لمنظمة مجاهدي خلق في ضواحي باريس.

واتهمت الحكومة الفرنسية وزارة المخابرات الإيرانية بتخطيط وتنفيذ هذه المؤامرة، وحُكم على "أسدي" بالسجن لمدة (20) عاماً بعد المحاكمة.

وتسبب احتمال إطلاق سراح هذا الدبلوماسي في احتجاج (9) من مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين السابقين على قرار الحكومة البلجيكية، ووصفوا هذا القانون بـ "عدم الاحترام الكامل لضباط إنفاذ القانون" في الدول الغربية الذين "خاطروا بحياتهم" لمنع الأعمال الإرهابية الإيرانية.

منظمة العفو الدولية: قانون الحكومة البلجيكية يجب أن يتضمن الضمانات القضائية اللازمة حتى لا يتم استخدامه لحماية منتهكي حقوق الإنسان.

لكنّ رئيس الوزراء البلجيكي رفض الانتقادات الموجهة لهذا الاتفاق، وقال إنّ الحكومة البلجيكية ستفعل كل ما في وسعها لتحرير مواطنها البريء في السجن.

بدوره، قال وزير العدل في بلجيكا فنسنت فان كويكنبورن: "إيران دولة شريرة، ولكنّنا لا نختار مع من يجب أن نتحدث"، وفق فرانس برس.

وأدلى كويكنبورن بتصريحاته أول من أمس، بعد ساعات من نقاش البرلمانيين البلجيكيين حول هذا القانون الذي أثار مؤخراً جدلاً واسعاً في الداخل والخارج.

يُذكر أنّ أوليفييه فاندكاستيل مواطن بلجيكي يبلغ من العمر (41) عاماً، وقد نُشر خبر سجنه بإيران في الوقت نفسه الذي كانت تتم فيه مراجعة هذه الاتفاقية، وأعلنت عائلته في رسالة فيديو أنّ حالته الجسدية والنفسیة "خطيرة".

وكان مسؤولو الحكومة البلجيكية قد أكدوا في وقت سابق على بذل المزيد من الجهود للإفراج عن مواطنيهم المسجونين في إيران.

وقد اعتقلت إيران في العقود الماضية العديد من الرعايا الأجانب والمواطنين مزدوجي الجنسية في إطار سياستها بـ"أخذ الرهائن" في محاولة لتحقيق مطالبها من الدول الأجنبية.