فلسطين والإخوان.. من حسن البنا إلى عبد الباسط حمزة

فلسطين من حسن البنا إلى عبد الباسط حمزه

فلسطين والإخوان.. من حسن البنا إلى عبد الباسط حمزة


21/01/2024

طلعت محمد الطيب

خبر إعتقال عبد الباسط حمزة في مصر بتهمة تمويل حركة حماس يجب ألا تجعل بعضنا يعتقد بأن الاخوان المسلمين يحرصون على نصره قضية شعب فلسطين.

فالرجل قد عرف بالولوغ في الفساد والإستيلاء علي مبالغ صخمة كما جاء في إفادة صلاح مناع، وذلك طوال حكم الاخوان المسلمين للسودان  لأكثر من ثلاثه عقود. ومن المعروف أن لجنة إزاله التمكين كانت قد أدانته وأمرت بإرجاع الأموال والأسهم التجاريه المنهوبة إلي الخزينة العامة. ومن المعروف كذلك أن قاضي المحكمة العليا محمد علي أبو سبيحه هو من قام باطلاق سراح عبد الباسط وتقرير حقه في الاحتفاظ بأموال الشعب المنهوبة وذلك علي أثر سيطرة الفلول على الأمور في السودان بعد انقلاب البرهان الشهير علي الوثيقه الدستورية.

ويكفي عزيزي القارئ أن تقوم بتحريك غوغل لتعرف أن محمود عبد الحليم عضو الهيئه التأسيسية لتنظيم الأخوان المسلمين الأم  في مصر في مؤلفه ”الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ”  قد جاء علي لسانه ما يلي ”النقود التي كنا نجمعها من المساجد والمقاهي والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة أخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها”.

يمكن كذلك الرجوع إلى ما كتبه القيادي ”علي عشماوي” في اعترافاته الشهيرة تحت عنوان ”التاريخ السرى للأخوان المسلمين” وهو كتاب كان قد نشر في العام ٢٠٠٦م،  وقد أشار فيه إلى حقيقة ”أنهم ، أي الاخوان المسلمين ، كانوا يلجأون إلي جمع المال بفتح باب التبرعات ويطالبون بالتطوع لإنقاذ المسجد الأقصى من أجل جمع المال ثم شراء السلاح وتخزينه لحسابهم، وتتكدس خزائنهم بالاموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلاميه ليتكرر ما حدث في العام ١٩٤٨م".

وفي ذلك العام كان حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين قد دعا الشباب إلي الجهاد والتبرع لنصرة الشعب الفلسطيني وكان قد وعد بإرسال أكثر من عشرة آلاف مقاتل ولكن الأمر في النهاية تمخض عن إرسال ما يزيد  قليلا عن مائتي مجاهد، وحتى هؤلاء لم يقاتلوا في فلسطين في حرب ٤٨ لأن قائدهم ”محمد فرغلي” كان قد أمرهم بعدم القتال بحجه هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين!.

والأخطر من كل ذلك هو مواجهة ”أحمد السكري” وهو قيادي مؤسس لحركه الأخوان المسلمين الأم في مصر ، لحسن البنا باختلاسه لأكثر من ثلاثه آلاف جنيه من أموال التبرعات التي جمعت أبان حرب فلسطين في عام ٤٨، وقد كانت مبلغا كبيرا في ذلك الزمان.

أحمد السكري هذا كان وكيلا لتنظيم الاخوان في منطقه ”المحموديه” حيث تأسست الجماعة هناك ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة  كتاب حسن البنا الشهير ” مذكرات الدعوة والداعية”.

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية