فلسطين تجمع ما فرقه مرتضى منصور؛ صفحة جديدة بين الأهلي والزمالك

فلسطين تجمع ما فرقه مرتضى منصور؛ صفحة جديدة بين الأهلي والزمالك

فلسطين تجمع ما فرقه مرتضى منصور؛ صفحة جديدة بين الأهلي والزمالك


26/10/2023

يستعد مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة الكابتن محمود الخطيب، لزيارة مجلس إدارة نادي الزمالك الجديد برئاسة الكابتن حسين لبيب، بمقر النادي الأبيض بميت عقبة، في حدث تاريخي، بعد سنوات طويلة من القطيعة والخلافات الحادة.

يبدو أن الأزمات بين الأهلي والزمالك انتهت أخيرا، برحيل مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك السابق، وحلَّت بدلا منها علاقات جديدة، يسودها الود وأجواء المنافسة الشريفة.

وشهدت السنوات الماضية خلافات عنيفة بين مجلس الأهلي برئاسة محمود الخطيب، والزمالك برئاسة مرتضى منصور، قبل أن يرحل الأخير عن منصبه في منتصف العام الحالي، بعد حكم بالسجن صدر ضد منصور، لسب وقذف رئيس الأهلي.

صفحة جديدة

ومنذ فوز لبيب بالمنصب، تبادل مجلسا إدارة الأهلي والزمالك التصريحات الودية، حول عودة العلاقات بين الطرفين.

الأهلي بعث برسالة تهنئة إلى مجلس إدارة الزمالك الجديد، عقب فوزه بالانتخابات، متمنيا له التوفيق في مهمته بما يخدم مصلحة الرياضة المصرية.

من جهته، نشر نادي الزمالك عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بيانا شكر فيه الأهلي على مبادرته، ووجه الدعوة لمجلس إدارته لزيارة النادي الأبيض خلال الفترة المقبلة.

بدوره، كشف محمد الشاذلي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة المصرية، عن وجود نية لإقامة مباراة ودية بين الأهلي والزمالك.

وأوضح الشاذلي في تصريحات تلفزيونية، أن هناك اتصالات مع المسؤولين من الأهلي والزمالك؛ لإقامة مباراة ودية بينهما بحضور جماهيري تذهب أرباحها لأهل غزة.

وأكمل: “نريد توجيه رسالة من خلال تلك المباراة، لكننا في انتظار عودة محمود الخطيب رئيس الأهلي؛ للتنسيق بشأن اللقاء”.

عضو مجلس إدارة نادي الزمالك، أحمد سليمان، كشف عن مبادرة مشابهة، مشيرًا إلى أن الجميع مع فلسطين وضد ما يحدث خلال الأيام الماضية.

وقال سليمان في تصريحات لبرنامج "كورة كل يوم"، الذي يذاع عبر قناة الحياة: "سيكون هناك مبادرة للعب مباراة بين نجوم الأهلي والزمالك، ضد منتخب فلسطين خلال الفترة المقبلة، وتحدثت مع بعض الأشخاص في الاتحاد الفلسطيني لخوض تلك المباراة".

وأكد أحمد سليمان، إن العلاقة ستستمر رائعة بين النادي الأهلي والزمالك، مشيرًا إلى أنهما كبار يمثلان مصر دائمًا".

وتابع سليمان: دعوة مجلس إدارة النادي الأهلي أمر طبيعي، والعلاقة بين الناديين ستظل دائمًا جيدة ومثل أعلى للجميع.

وأكمل: تلقيت اتصالات تهنئة من بعض أعضاء مجلس إدارة الأهلي بعد نجاحي في الانتخابات مباشرة.

وكشف حسين لبيب، رئيس نادي الزمالك الجديد، نيته إبرام بروتوكول تعاون مع النادي الأهلي.

وقال لبيب، في تصريحات تلفزيونية: "الأهلي والزمالك أكبر ناديين في مصر والشرق الأوسط، ونحافظ على العلاقات الجيدة بين قطبي الكرة المصرية".

وأضاف: "سنقوم بإبرام بروتوكول تعاون مع النادي الأهلي؛ لوضع عدد من المعايير الأساسية بين الناديين الكبيرين، خلال الأيام القليلة المقبلة بشكل رسمي".

واختتم: "هذا البروتوكول يأتي من أجل الحفاظ على حقوق الناديين".

تاريخ من الخلافات

كان مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق، ضمن أعضاء الجمعية العمومية للأهلي، قبل أن تقوم إدارة الأحمر بشطب عضويته عام 2005 خلال ولاية حسن حمدي.

ولم يتوقف منصور عن توجيه الانتقادات اللاذعة واتهامات الفساد إلى حسن حمدي، الذي كان يشغل رئيس وكالة الأهرام للدعاية والإعلان إلى جانب قيادة الأهلي.

ولجأ حسن حمدي إلى القضاء لوقف التطاول اللفظي من مرتضى منصور، وحصل على حكم بحبس الأخير لمدة 6 أشهر وذلك في منتصف عام 2006.

وصدر الحكم من محكمة العجوزة بالحبس 6 أشهر مع الشغل وكفالة 1000 جنيه لوقف التنفيذ، وإلزامه بدفع 2001 جنيه على سبيل التعويض المؤقت، لاتهامه بسب وقذف النادي الأهلي ورئيسه حسن حمدي، وبرأته من تهمة البلطجة لعدم دستورية قانون البلطجة.

وفي عام 2006 قررت محكمة إمبابة إلغاء حكم الحبس الصادر بحق مرتضى منصور في قضية سب حسن حمدي، والاكتفاء بتوقيع غرامة مالية قدرها عشرة آلاف.

واعترض منصور على قيمة الغرامة حيث قال: «القانون أقر بأن أقصى غرامة في مثل هذه القضايا هي غرامة خمسة آلاف جنيه، وبالرغم من ذلك فإني سأنفذ الحكم احتراما لسلطة القضاء، ولكني سأقدم طعنا في قيمة الغرامة».

وكان مرتضى منصور قد رفع دعوى قضائية ضد الثلاثي حسن حمدي، ومحمود الخطيب، نائب رئيس الأهلي وقتها، وإبراهيم المنيسي، رئيس تحرير مجلة النادي الأهلي، حيث اتهمهم بالاعتداء اللفظي وتحريض الجماهير ضده، عقب مواجهة القمة في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، ولكن الدعوة قوبلت بالرفض من محكمة جنح قصر النيل.

وخلال ظهور تليفزيوني ببرنامج الرياضة اليوم، المذاع على قناة دريم في 2011، وجه مرتضى منصور اتهامات صريحة إلى حسن حمدي، بتوجيه رشوى شخصية له، مقابل تجديد عقد رعاية مؤسسة الأهرام للزمالك والذي وصفه بالظالم، على حد تعبيره.

وكرر نفس الحديث في ظهور تليفزيوني على قناة الزمالك في عام 2020. حيث قال في تصريحات لقناة الزمالك: «حنيما كنت أتولى منصب نائب رئيس النادي، هاتفني حسن حمدي وأبلغني بوجود هدايا لي في مكتبي».

وواصل: «فوجئت أن الهدايا باهظة الثمن، وهي عبارة عن قداحة ذهبية ومحمول من أحدث الأنواع، وبالطبع رفضت استلامها، وأبلغته بأن مرتضى منصور لا يحصل على رشاوى». وأكمل: «حسن حمدي كان يريد تقديم رشوة لي من أجل أن يحصل الزمالك على عقود رعاية بـ 3 ملايين جنيه فقط، مقابل 20 مليونا للأهلي حينما كان يترأس وكالة الأهرام للإعلان».

وأنهى تصريحاته: «بعثت رسالة لحسن حمدي، وقُلت له مرتضى منصور هو الشخص الوحيد الذي لا يقبل رشوة».

تغير حديث مرتضى منصور تجاه حسن حمدي بعد مغادرة الأخير القلعة الحمراء، واعتزاله العمل العام مفضلًا الاختفاء عن الأضواء.

ووجه مرتضى رسالة إلى حمدي خلال تواجد الأخير في ضيافة برنامج على مسؤوليتي بقناة صدى البلد قائلًا: ««حسن حمدي رجل محترم، يا خسارة إنه خارج السياق»، ورد رئيس الأهلي الأسبق قائلًا: «لم أكن أتوقع هذه الرسالة، وأشكره»

وخلال أحد المؤتمرات الصحفية، تناول مرتضى رؤساء الأهلي حيث قال: «حسن حمدي رجل ذو احترام وأدب، وهناك العديد من الأشخاص المحترمين في النادي الأهلي، وهم الفريق مرتجى وعبده صالح الوحش».

تولى محمود طاهر رئاسة النادي الأهلي خلفًا لحسن حمدي، في نفس التوقيت الذي اُنتخب فيه مرتضى منصور رئيسًا للقلعة البيضاء.

وتعددت المناوشات بين الرئيسين حيث كان يبادر منصور بالهجوم، ويكتفي طاهر بعدم الرد.

وبدأت المناوشات بسبب الخلاف حول تنظيم مسابقة بطولة الدوري الممتاز، وذلك في جلسة لجنة الأندية يوم 8 سبتمبر عام 2014 بحضور وزير الداخلية وقتها.

وكان محمود طاهر رفض اقتراح رئيس الزمالك بإقامة الدوري من مجموعتين، ليرد رئيس الزمالك عليه «أنت فاشل ولا تعرف تدير ناديا بحجم الأهلي».

عام 2015 خرج مرتضى منصور في مداخلة هاتفية مع برنامج «صحافة النهار» المذاع على فضائية «النهار» أعلن خلالها رفضه لمبادرة المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق، للصلح بين الناديين، قائلًا: «طظ في أي حد تاني في البلد يقولي مبادرات».

وقال: «أنا مش هقبل بهدنة أو غيره، مادام بتشتم في مجلة الأهلي، وبيتقال عليا كلب يعوي، وكفاية شغلك ده ولو البلد مجابتليش حقي أنا هعرف أجيبه كويس».

وبعد نحو شهر، قال منصور في تصريحات إعلامية، إنه منع جماهير نادى الزمالك من توجيه السباب إلى الأهلى ومجلس إدارته، لأن مجلس إدارة نادى الزمالك محترم، موجهًا كلامه لمحمود طاهر: (هتجيب ناس تشتم وتسب.. إحنا عندنا جماهير تضرب بالجزمة).

بعد رحيل طاهر عن رئاسة الأهلي، أشاذ به منصور، وطالب في العام ٢٠١٧، بأن يتولى رئاسة رابطة الأندية، بوصفه أفضل شخص يتولى هذا المنصب، كما أشاد منصور بمحمود طاهر، مجددًا خلال مؤتمر صحفي عقده داخل نادي الزمالك يوم الأربعاء 3 آب (أغسطس) من العام الحالي، قائلًا: «محمود طاهر في حتة تانية، وكان بيحافظ على أبناء الأهلي».

 منصور قال في أكثر من مقابلة تليفزيونية، أنه يرى أن محمود الخطيب أفضل من لمس كرة القدم في تاريخ مصر، حيث فضله على نجوم نادي الزمالك الكبار حسن شحاته وفاروق جعفر وإبراهيم يوسف.

وقدم مرتضى منصور التهنئة إلى الخطيب بعد نجاحه والفوز برئاسة النادي الأهلي على حساب محمود طاهر، ولكن شهر العسل لم يستمر طويلًا، لتبدأ مرحلة من التراشق واللجوء إلى المحاكم لم يشهدها تاريخ الناديين من قبل، لينتهي الأمر بسجن منصور، بعد تطاوله الغير مسبوق على الخطيب، الذي آثر الرد عبر المحاكم، ليصدر حكم عزل مرتضى منصور من منصبه، ويفشل ابنه أحمد مرتضى في قيادة النادي، الذي غرق في الديون، وتنتهي القصة برحيل مجلس الإدارة، وبداية حقبة جديدة برئاسة حسين لبيب.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية