فشل إثيوبي جديد في تشغيل سد النهضة.. ما القصة؟

فشل إثيوبي جديد في تشغيل سد النهضة.. ما القصة؟


16/03/2022

خطوة إثيوبية جديدة مُنيت بالفشل، ولحقت بالعديد من المحاولات الإثيوبية الفردية لتشغيل سدّ النهضة، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط للسد.

وقال عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا في جامعة القاهرة، في منشور على موقعه الرسمي على "فيسبوك" أمس: إنّ "صور الأقمار الصناعية تظهر توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط لسدّ النهضة، وذلك يوم 15 آذار (مارس) 2022، كما كان متوقعاً."

الشراقي: صور الأقمار الصناعية تُظهر توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط لسدّ النهضة، وذلك يوم 15 آذار (مارس) 2022

وأوضح شراقي: "فتحت إثيوبيا بوابتي التصريف السبت الماضي، بعد فشل التوربين رقم (10)، الذي أعلن عن تشغيله في 20 شباط (فبراير) الماضي، في إمرار المياه الزائدة التي تعبر الممر الأوسط، والتي يبلغ مقدارها حوالي (30) مليون متر مكعب يومياً خلال هذه الفترة، وكذلك عدم تشغيل التوربين الثاني حتى الآن."

وأشار إلى "توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط، وذلك لأنّ تصريف هذه البوابات حوالي (30) مليون متر مكعب عند مستوى البحيرة الحالي البالغ (576) متراً فوق سطح البحر، كما تظهر تدفقها من خلال بوابتي التصريف في الجانب الغربي، وتظهر أيضاً عمل التوربين رقم (10) وذلك من خلال دوامات المياه التي تخرج إلى حوض الاستقبال."

وتابع: "قد يبدأ العمل فوق الممر الأوسط الأيام القادمة بعد أن توقفت المياه، ومن المتوقع أن تكون التعلية أقلّ من (5) أمتار هذا العام بتخزين حوالي (2) مليار متر مكعب، وفي حالة التعلية أكثر من ذلك لا بدّ من تعلية الجانبين أيضاً بالقدر نفسه، وهو ما يصعب تنفيذه خلال المدة المتبقية أقلّ من (4) أشهر، تعلية المتر الواحد شاملة الجانبين والممر الأوسط تتطلب (60) ألف متر مكعب خرسانة."

التخزين الثالث

تصريحات شراقي تأتي بعد (3) أيام من قوله إنّ فتح البوابتين هو أولى خطوات التخزين الثالث بعد أن عجزت التوربينات عن تجفيف الممر الأوسط، وذكر أنّ الباقي على بدء الفيضان (3) أشهر ونصف، كلّ متر يتمّ رفعه بطول حوالي (1000) متر سوف يخزّن نصف مليار متر مكعب، مضيفاً أنّ التعلية عند المستوى الحالي على الجانبين يصاحبها أعمال فنية خاصة بالتوربينات العلوية، ممّا يجعلها تحتاج إلى وقت مضاعف.

فتحت إثيوبيا بوابتي التصريف السبت الماضي، بعد فشل التوربين رقم (10) الذي أعلن عن تشغيله في 20 شباط 

وفي شهر شباط (فبراير) الماضي بدأت الحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد بتوليد الكهرباء من سدّ النهضة، في خطوة وصفتها دولتا المصب، مصر والسودان، بأنّها "أحادية"، وتمثل خرقاً جوهرياً لالتزامات إثيوبيا القانونية الدولية، وأكدتا موقفهما الثابت المتمثل في ضرورة الوصول إلى اتفاق قانوني بشأن ملء وتشغيل السد.

وتبلغ تكلفة مشروع سد النهضة نحو (4.2) مليارات دولار، وتصل سعته التخزينية إلى (74) مليار متر مكعب، وهي مساوية تقريباً لحصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل.

دولتا المصب، مصر والسودان، تتّهمان إثيوبيا بالسعي لخفض حصصهما التاريخية من مياه النيل بتشغيل سدّ النهضة. وقد عقدت الدول الـ3 سلسلة من المفاوضات دامت أكثر من (10) أعوام بلا نتيجة ملموسة، قبل أن تتوقف المفاوضات في نيسان (أبريل) الماضي، بمدينة كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، بعدما طالبت "الخرطوم" بوساطة دولية، وأيّدت القاهرة الاقتراح؛ بينما رفضت أديس أبابا المقترح السوداني، متمسكة بالمفاوضات الثلاثية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، والتي لم تحقق أيّ نجاح ملموس طيلة (10) أعوام من التفاوض.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية