فتح وحماس: اطلبوا المصالحة ولو في الصين

فتح وحماس: اطلبوا المصالحة ولو في الصين

فتح وحماس: اطلبوا المصالحة ولو في الصين


01/05/2024

يطرح اللقاء، الذي جمع وفدين من حركتي فتح وحماس في العاصمة الصينية، التساؤل بشأن إمكانية تحقيق المصالحة في بكين خاصة أن مسؤولي الحركتين سبق أن التقوا في مدن عربية ودولية تحت نفس الشعار، أي المصالحة من دون التوصل إلى أيّ نتائج ذات فائدة.

وآخر لقاءات المصالحة بين الحركتين تم في موسكو في فبراير الماضي، ولم تمض أيام على انعقاده حتى اشتعلت معركة تصريحات بين الطرفين بعد نقد حماس لطريقة تعيين رئيس الوزراء الجديد محمد مصطفى دون التشاور معها مثلما تفرضه تفاهمات موسكو.

وردت فتح بالقول إن “من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب في وقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخصوصا في قطاع غزة، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية”.

وكشف التصعيد بين الحركتين بأن التفاهمات التي تتم في مدن وعواصم خارجية لا تهدف إلى تحقيق اختراق حقيقي يفضي إلى مصالحة بقدر ما تحرص من خلالها كل حركة على تسويق نفسها خارجيا كجهة داعمة للحوار والمصالحة الداخلية، ما يجعل لقاء بكين نسخة مكررة من لقاءات سابقة، وقد يفضي إلى توافق أو مصالحة لا تدوم طويلا تماما كالانطباع السائد عن البضاعة الصينية.

لقاء بكين بين فتح وحماس نسخة مكررة من لقاءات سابقة بين الحركتين انتهت إلى تفاهمات فضفاضة سرعان ما انتهت

وسبق للحركتين أن التقتا إما بشكل ثنائي وإما ضمن اجتماعات شملت فصائل أخرى في مدن عربية منها القاهرة والدوحة ومكة والجزائر وتوصلتا إلى اتفاقيات ملزمة تم تصويرها على أنها حدث مهم سينهي حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني خاصة بعد سيطرة حماس على قطاع غزة بقوة السلاح في 2007.

وتجارب المصالحة السابقة جعلت الفلسطينيين لا يهتمون للقاءات التي تجري بين الفصائل بما في ذلك لقاء بكين وقبله لقاء موسكو في ظل قناعة داخل الشارع الفلسطيني أنه لا توجد رغبة حقيقية في المصالحة، وأن ما يتم من لقاءات هدفه تحسين الصورة خارجيا وربح الوقت للحفاظ على حالة الانقسام التي تفيد الحركتين وتضر بالملف الفلسطيني.

ولم تشر أخبار اللقاء إلى أنه تمت مناقشة قضية توحيد مؤسسات السلطة وأجهزتها بين الضفة وغزة، وهل سيتم ذلك من خلال لقاء مصالحة في الخارج أم عبر آليات داخلية منها تحديد موعد واضح للانتخابات التشريعية والرئاسية، وكذلك المصادقة على موضوع دمج حماس وحركة الجهاد في منظمة التحرير، وتحت أيّ أرضية سيتم ذلك.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن فتح وحماس اتفقتا خلال حوارهما في الصين على وقف “التراشق الإعلامي” و”ضرورة إحياء اللجان المشتركة لمعالجة أيّ إشكالات بينهما”، وهو ما يعني أن اللقاء لم يفض إلى نتائج واقعية وأنه اكتفى بإطلاق نوايا من نوع وقف التراشق الإعلامي الذي يحصل مع اقتراب أيّ طرف منهما من مصالح الآخر.

وأضافت الوكالة أن الحركتين شددتا خلال اللقاء على “أهمية تنسيق مواقفهما وجهودهما في الضفة الغربية بما فيها القدس”، في إشارة إلى مواجهة الحملات الأمنية الإسرائيلية، وقد لا يجد التنسيق طريقه إلى التطبيق لوجود خلافات قوية بشأن حرب غزة ونتائجها.

وتعتقد حركة فتح أن حماس باتت تهدد سلطتها في الضفة بعد هجوم السابع من أكتوبر ونجاحها في نوفمبر في إطلاق سراح أعداد من السجناء أصيلي الضفة ما أكسبها شعبية إضافية على حساب فتح وسلطة الرئيس محمود عباس. ويصف مراقبون اللقاءات التي تعقدها الفصائل خارج الشرق الأوسط بأنها أقرب إلى السياحة السياسية تحت مظلة المصالحة.

بالمقابل تريد الصين من استضافة اللقاء بعث رسالة واضحة للولايات المتحدة، التي تستأثر بموضوع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مفادها أن بكين لديها تأثير في قضايا الشرق الأوسط، ويمكن أن تتدخل في ظل انحياز الأميركيين لإسرائيل.

وهذا ثاني تدخل صيني في ملفات الشرق الأوسط بعد رعاية بكين الحوار بين السعودية وإيران الذي توج بلقاءات مباشرة بين الخصمين الإقليميين. وقالت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء بشأن محادثات للمصالحة بين حماس وفتح إن الجانبين عبّرا عن إرادة سياسية للسعي لتحقيق مصالحة من خلال الحوار.

وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان في مؤتمر صحفي دوري “وصل ممثلون عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى بكين منذ أيام قليلة لإجراء حوار عميق وصريح”. وأضاف أن الجانبين “اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب”.

كما قال إن الجانبين وجها الشكر لبكين على جهودها “لتعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية واتفقا على إجراء المزيد من الحوار”.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية