عنف وإجهاض وإهمال طبي... ماذا حدث في مستشفى قويسنا المصري؟

عنف وإجهاض وإهمال طبي... ماذا حدث في مستشفى قويسنا المصري بين الطاقم الطبي وعائلة مريضة؟

عنف وإجهاض وإهمال طبي... ماذا حدث في مستشفى قويسنا المصري؟


04/12/2022

أثارت واقعة الاعتداء المروعة على طاقم التمريض والعاملات بالمستشفى، التي أسفرت عن إجهاض ممرضة وإصابة (8) أخريات، جدلاً واسعاً وأثارت الرأي العام المصري خلال اليومين الماضيين، خصوصاً بعد أن أنكر محامي المتهم الرئيسي حدوث إجهاض لإحدى الممرضات اللواتي تعرّضن للضرب، وهو الأمر الذي كانت نقيبة التمريض قد أكدته في تصريحات سابقة.

وأوضح عبد الحميد الشيخ محامي المتهم أنّ ما جرى تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن حادثة الاعتداء مغاير للواقع بشكل تام، على حدّ تعبيره.

ونقلت صحيفة "الشروق" عن الشيخ تصريحاته لبرنامج تلفزيوني جاء فيها أنّ المتهم لم يكن برفقة زوجته الحامل عندما ذهبت الأخيرة في حالة إسعافية، "حيث بقيت تنزف لمدة (3) ساعات دون أن يسعفها أحد، أو تحصل على أيّ علاج"، على حدّ زعمه.

محامي المتهم الرئيسي ينفي حدوث إجهاض لإحدى الممرضات اللواتي تعرّضن للضرب

وتابع في حديثه لقناة "الحدث اليوم": "أخت الزوج أرسلت (3) استغاثات عبر موقع فيسبوك تشكو خلالها عدم الاهتمام".

ولفت المحامي إلى أنّ الزوج شاهد استغاثات شقيقته فتوجه إلى المستشفى فوراً، مضيفاً: "وجد أهله محتجزين داخل قسم النساء والتوليد بالمستشفى، والأمن يمنع خروجهم لإسعاف ابنتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وأكد أنّ "والدة المتهم تعرّضت للضرب، حال حبسها واحتجازها بدون وجه حق"، متابعاً: "الزوج كان يدافع عن أهله، ولم يكن موجوداً منذ البداية، لكنّ الرأي العالم اتهمه بأنّه تعدى بالضرب على الطاقم الطبي".

وذكر أنّ إجهاض إحدى الممرضات لحملها "خبر عارٍ عن الصحة"، معقباً: "نريد وضع الأمور في نصابها، ونعطي كل ذي حق حقه".

وأوضح أنّ زوجة موكله قد أجهضت الجنين بسبب "إهمال طبي جسيم"، مردفاً: "لقد فقد موكلي طفله الذي كان ينتظره منذ عامين... من سوف يعوضه عن خسارته؟ وزارة الصحة أو جهة أخرى؟".

ممرضات: زوج مريضة حامل يعتدي على الطاقم الطبي بسبب انشغال الأطباء بعملية جراحية

وكانت نقيبة التمريض كوثر محمود قد ادّعت في تصريحات سابقة نقلها موقع "مصراوي" أنّ إحدى الممرضات قد تعرّضت للإجهاض جراء تعرّضها للضرب.

وقالت كوثر: "وفقاً لشهادة التمريض في المستشفى، فإنّ السيدات المصاحبات للحالة بدأن في تهديد أطقم التمريض بالمستشفى وتوعدوهن بالضرب، وبعدها دخل رجلان إلى قسم النساء وقاما بضرب كافة طقم التمريض المتواجد بالقسم، وفي الوقت نفسه أخرجت إحدى أطقم التمريض هاتفها للاتصال بالطوارئ، وتم الاعتداء عليها، وأسفر ذلك عن إجهاضها".

ووفقاً لما روته ممرضات لمواقع محلية، فقد جرت الحادثة مساء الخميس الماضي، حينما حضر أحد الأشخاص إلى مستشفى قويسنا المركزي بصحبة زوجته التي تعاني نزيفاً وطلب إسعافها، وحينما أبلغت الممرضات الزوج بأنّ أطباء النساء مشغولون في إجراء جراحة في الوقت الحالي، انهال الزوج وعدد من مرافقيه بالضرب على الممرضات والعاملات.

وبينما برر المتهمون، وعلى رأسهم الضابط، الحادثة بأنّ طاقم التمريض لم يهتم بحال المريضة التي كانت تنزف، وتعمدوا التلكؤ في إسعافها، أوضحت إحدى الممرضات المعتدى عليها، وتُدعى مها بشر، أنّ الواقعة بدأت بعد وصول عدد من السيدات بصحبة مريضة مصابة بنزيف بسيط إلى طوارئ المستشفى خلال انشغال أطباء قسم النساء كافة بعمليات أخرى، ليوجههم التمريض لإجراء سونار وبعض التحاليل لحين استدعاء الطبيب، لكنّهم رفضوا الانتظار.

ممرضات: الواقعة تسببت في إجهاض إحداهنّ، فضلاً عن إصابة (5) أخريات و(3) عاملات

ونتج عن ذلك، وفق ما قالته الممرضات بالمحضر المحرر للواقعة، تعرّض إحداهن للإحهاض، فضلاً عن إصابة (5) أخريات و(3) عاملات.

وأصدر المتحدث العسكري المصري غريب عبد الحافظ غريب بياناً قال فيه: إنّ "القوات المسلحة تتابع عن كثب ما أُثير بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة مستشفى قويسنا المركزي".

وأضاف المتحدث العسكري أنّ "القوات المسلحة تؤكد على كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون، وتهيب بالجميع تحرّي الدقة والانتظار لحين انتهاء التحقيقات".

الواقعة أثارت حالة جدل واسعة اضطرت وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار إلى التوجه بنفسه إلى محافظة المنوفية لمتابعة تداعيات الموقف.

وخلال زيارته للمستشفى التقى الوزير بالأطباء، وأطقم التمريض، والعاملين بمستشفى قويسنا المركزي، مؤكداً حرصه على كرامة وسلامة مقدّمي الخدمات الصحية، وعلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للحفاظ على كرامة وسلامة مقدّمي الخدمات الصحية.

من جانبها، استنكرت النقابة العامة للتمريض بمصر الواقعة، وطالبت الجهات المعنية بسرعة التحقيق فيها، لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ضد الشخص المتهم بالاعتداء.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية