عبد الكريم عبد القادر.. صوت جريح لن يغيب

أثار رحيل المطرب الكويتي الكبير، عبد الكريم عبد القادر، حزناً وتأثراً كبيرين على مواقع التواصل، فور نعي الحكومة الكويتية لـ "الصوت الجريح" ليل الجمعة، تاركاً إرثاً فنياً ثرياً ورصيداً كبيراً من المحبة في قلوب المستمعين.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الإعلام الكويتية أنوار مراد قالت إن "الراحل الكبير من بين أكثر الفنانين الذين كانت لهم بصمة على الساحة الفنية الكويتية، نال من خلالها شهرة جابت أرجاء الوطن العربي الكبير بفنه الراقي وبصوته الأصيل، إذ قدم العديد من الأعمال الغنائية التي تمثل تراثاً غنائياً تفخر به دولة الكويت".

حياة الراحل

عبد القادر، الذي ولد عام 1941، أثرى خلال مشواره الممتد لنحو 6 عقود، المكتبة الغنائية الكويتية والخليجية والعربية بباقة من أروع الأغنيات بإيقاعاتها المتميزة نال على إثرها العديد من الجوائز التقديرية محلياً وإقليمياً.

في 1966، بدأ الراحل مشواره مع الغناء بتشجيع من أصدقائه الذين استشعروا جمال صوته وموهبته الكبيرة عندما كان يردد أغنيات عديد من الفنانين ومنهم سعود الراشد وعوض دوخي ومحمود الكويتي والموسيقار محمد عبدالوهاب والفنان عبدالحليم حافظ وغيرهم من المطربين ليتقدم الصوت الجريح إلى إذاعة الكويت ويجتاز الاختبار بامتياز.

وتميزت أعمال الفنان صاحب أغنية "أجر الصوت" الشهيرة، بجودتها كماً وكيفاً إذ قدم مئات الأغنيات في نحو 47 ألبوماً غنائياً.
وشق الراحل طريق نجاحه معتمداً على موهبته فهو لم يدرس الموسيقى بل بدأ حياته العملية في وزارة الداخلية ثم انتقل إلى إدارة الجمارك حتى انتهى به المطاف في وزارة الإعلام قبل تقاعده عن العمل.

وتعاون الراحل مع أمهر الملحنين الكويتيين والخليجيين ومنهم عبدالرحمن البعيجان وأحمد باقر وعبدالرب إدريس وراشد الخضر وأنور عبدالله وسليمان الملا ومرزوق المرزوق وخالد الزايد وغنام الديكان وطلال مداح وغيرهم.

البصمة الفنية

لم يقتصر غناء الراحل على لون محدد فقد كان مواكباً لتغير الذوق العام مع التزامه دائماً بإضفاء شخصيته الفنية على كل لون يقدمه.
وتفوق في أعماله الوطنية التي كانت من أفضل الأغنيات في التعبير عن الانتماء والارتباط بأرض الكويت وعشقها فغنى لها "حبي وتقديري لها" و"أم الثلاث أسوار" و"محمل الخير" و"وطن النهار" وقد باتت الأخيرة بعفويتها وإحساسها الصادق رمزاً لتحرير البلاد من الغزو العراقي.

وقدم الفقيد أغنيات رياضية تردد في المدرجات أثناء تشجيع المنتخبات الوطنية ومنها أغنية "باسم الله" التي أثارت حماسة متابعي منتخب الكويت الوطني لكرة القدم (الأزرق) في عصره الذهبي فيم ثمانينيات القرن الماضي.

وخلافاً لأغلب المطربين، لم يجد الفنان عبدالكريم عبدالقادر نفسه في الحفلات الغنائية العامة أو الخاصة وكان يرى أن عطاءه خلف ميكروفونات التسجيل يتيح له نشر فنه على نطاق أوسع حيث اكتسب شعبية جارفة في دول الخليج في زمن أكثر هدوءاً لم تكن من أدواته الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

وحصل الفنان عبدالقادر على العديد من الجوائز من ضمنها جائزة الاسطوانة البرونزية في مهرجان القاهرة الغنائي عن أغنية "جمر الوداع" وجائزة أفضل أغنية في مهرجان القاهرة الغنائي سنة 1998 عن أغنية "شخبارك" كما تم تكريمه في مهرجان القرين الثقافي الـ24 ومهرجان شتاء طنطورة في المملكة العربية السعودية عام 2019 ومهرجان الكويت للموسيقى عام 2015.

موعد الدفن

كشفت عائلة عبد القادر، تفاصيل صلاة الجنازة عليه، ومراسم قبول العزاء، مؤكدة أن جثمان الفقيد سيوارى الثرى اليوم السبت بعد صلاة العصر في "مقبرة الصليبيخات"
وأضاف خالد، ابن الفنان الكويتي الراحل، أن العزاء للرجال سيكون مقتصراً في المقبرة، وفقاً لما نقلته صحيفة "الراي" الكويتية.

ردود منصات التواصل

على إثر شيوع خبر وفاة عبد القادر، تصدر هاشتاق عبد الكريم عبد القادر قائمة الأعلى تداولاً عبر تويتر بأكثر من 28 ألف تغريدة خلال ساعتين فقط من إعلان الخبر.

وقدم عدد كبير من نجوم الأغنية العربية، العزاء في عبد الكريم عبد القادر، وقال الفنان الكويتي عبد الله الرويشد معزياً "رحمك الله يا أخي الكبير رحمك الله يا غالي على قلوبنا يا صوتنا يا معلمنا وعلم من أعلام بلادنا عبد الكريم عبد القادر‬ وخالص التعازي وصادق المواساة لأسرتك ومحبيك ولنا وللكويت جميعاً".

فيما قالت الفنانة أصالة: "رحمك الله يا أخي الكبير رحمك الله يا غالي على قلوبنا يا صوتنا يا معلمنا وعلم من أعلام بلادنا "عبد الكريم عبد القادر‬".

من جانبها، كتبت الفنانة الكويتية نوال: "رحم الله صوت وطن النهار وصوت قلوبنا"، مضيفاً في عزاء للفنان الكويتي عبد الكريم عبد القادر، إن بلادها، فقدت شخصاً كبيراً ومعلم من معالمها.

وأضافت الفنانة الكويتية "عمرنا ما راح ننسى هالصوت اللي ملك قلوبنا وكبرنا عليه".

عن "موقع 24"