شهادة من الداخل.. هكذا لخص المنشق عن الجماعة عمرو عمارة تجربة فشل الإخوان؟

يروي المهندس عمرو عمارة، في أحدث ظهور له على قناة "العربية"، رحلته من الانضمام إلى الجماعة في سن مبكرة وحتى خروجه منها، بعدما شهد تحولاتها في أعقاب ثورة 25 يناير وصولًا إلى اعتصام رابعة والأحداث التي تلت ذلك. 

وُلد عمرو عمارة في إحدى قرى محافظة الغربية، ونشأ في ظروف اجتماعية صعبة بعد فقدانه أسرته في سن صغيرة. هذه الظروف دفعت عمارة إلى البحث عن الدعم والانتماء، وهو ما وجده في جماعة الإخوان من خلال أنشطتها الخيرية وقوافلها الطبية، بحسب تأكيده.

 في البداية، استقطبته الجماعة من خلال علاقات شخصية في مكان عمله، ليبدأ تدريجاً بالانضمام إلى ما يُعرف بـ"الأسر التربوية"، وهي مجموعات صغيرة تهدف إلى غرس أفكار الجماعة في أعضائها.

لاحظ عمارة تزايد غضب الشارع المصري ورفضه لحكم الإخوان لكنه في الوقت نفسه أكد أن أفراد الجماعة كانوا يتلقون تعليمات مباشرة بالالتزام بـ"السمع والطاعة"

وعلى مدار أعوام، انتقل عمارة من العمل ضمن أسر صغيرة في قريته إلى العمل في العاصمة القاهرة، حيث أصبح جزءًا من شعبة عين شمس، إحدى أكثر الشعب نفوذًا وتأثيرًا داخل الجماعة. كذلك شارك عمارة في تنظيم فعاليات حزبية لجماعة الإخوان بعد تأسيس حزب الحرية والعدالة، وتولى ملف التوظيف ضمن أمانة الحزب في شعبة عين شمس.

خلال الفترة التي سبقت 30 يونيو 2013، لاحظ عمارة تزايد غضب الشارع المصري ورفضه لحكم الإخوان، لكنه في الوقت نفسه أكد أن أفراد الجماعة كانوا يتلقون تعليمات مباشرة بالالتزام بـ"السمع والطاعة"، معتبرين أي معارضة داخلية خيانة. 

وقد شارك عمارة في اعتصام رابعة منذ بداياته، لكنه وصف الأجواء داخل الاعتصام بأنها انعكاس لفشل الجماعة في إدارة البلاد، حيث تحدث عن عمليات تضليل إعلامي واستغلال المعتصمين لتحقيق مكاسب سياسية، بالإضافة إلى محاولات افتعال مواجهات مع الجيش والشرطة لتصوير الجماعة كضحية.

و في آب / أغسطس 2013، قرر عمارة وعدد من الشباب الانشقاق عن الجماعة بعدما أدركوا استحالة تحقيق أي تقدم سياسي أو اجتماعي في ظل قيادة تعتمد على التضحية بأعضائها لتحقيق أهدافها.