سوناك يدخل التاريخ.. هل ينقذ رئيس الوزراء الجديد بريطانيا من أزماتها الاقتصادية؟

سوناك يدخل التاريخ.. هل ينقذ رئيس الوزراء الجديد بريطانيا من أزماتها الاقتصادية؟

سوناك يدخل التاريخ.. هل ينقذ رئيس الوزراء الجديد بريطانيا من أزماتها الاقتصادية؟


25/10/2022

دخل ريشي سوناك التاريخ من أوسع أبوابه، كونه أول رئيس وزراء بريطاني من أصول مهاجرة في تاريخ البلاد، كما أنّه أول رئيس وزراء غير أبيض يبلغ هذا المنصب.

يتولى سوناك رسمياً اليوم منصب رئيس الوزراء البريطاني، ليصبح أول زعيم للبلاد من أصل هندي، بعدما فاز في السباق على زعامة حزب المحافظين، ليتولى بذلك مهمة قيادة دولة تعصف بها الأزمات الاقتصادية بشكل غير مسبوق.

وقد حصل سوناك على دعم مسؤولين كبار، بينهم وزير الداخلية غرانت شابس، ووزيرة التجارة كيمي بادينوك، التي تحظى بنفوذ لدى التيار اليميني في الحزب.

وأعلن داونينغ ستريت في بيان أنّ الملك تشارلز الثالث سيستقبل سوناك اليوم لتسميته رسمياً رئيساً للوزراء في المملكة المتحدة، ويكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة.

وستلقي ليز تراس التي استقالت الخميس من هذا المنصب خطاباً أمام داونينغ ستريت اليوم أيضاً، قبل أن تتوجه إلى قصر باكينغهام حيث يستقبلها تشارلز الثالث.

وسيخلف رئيس الوزراء الجديد تراس التي شغلت المنصب (44) يوماً فقط، ويحتاج لاستعادة الاستقرار إلى البلاد التي تقاسي منذ أعوام من الاضطراب، وسيحاول قيادة حزب تمزّق إيديولوجياً.

وقال سوناك في أول تصريح بعد اختياره لمنصبه الجديد: "نحتاج إلى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى، إنّ المملكة المتحدة دولة عظيمة، لكن لا شكّ في أنّنا نواجه تحدياً اقتصادياً عميقاً"، وفق ما نقلت "بي بي سي".

سوناك: نحتاج إلى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى

وأضاف سوناك لنواب الحزب في البرلمان: إنّهم يواجهون "أزمة وجودية" ولا بدّ أن "يتحدوا أو يموتوا".  

ومن المتوقع أن يطلق رئيس صندوق التحوط السابق المليونير تدابير خفض إنفاق كبيرة لمحاولة إعادة بناء سمعة بريطانيا المالية، في الوقت الذي تنزلق فيه البلاد إلى حالة من الركود بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة والغذاء.

وسيتعين على سوناك أن يعمل بجدٍّ للحفاظ على تماسك الحزب السياسي المهيمن في بريطانيا، بعد أن اتهمه البعض بالخيانة في وقت سابق من هذا العام عندما استقال من حكومة الزعيم السابق بوريس جونسون ممّا أدى إلى سقوطه.

من جانبه، قال المؤرخ أنتوني سيلدون لـ "رويترز": إنّ سوناك ورث أصعب تركة اقتصادية وسياسية يرثها أيّ زعيم بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية، وإنّه سيكون مقيداً بالأخطاء التي ارتكبتها سلفه تراس.

سوناك يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، كونه أول رئيس وزراء بريطاني من أصول مهاجرة، كما أنّه أول رئيس وزراء غير أبيض

 

وقد رحّب الاقتصاديون والمستثمرون بتعيين سوناك، لكنّهم تساءلوا عمّا إذا كان بإمكانه معالجة الشؤون المالية للبلاد مع الحفاظ على تماسك الحزب.

وجذب سوناك الاهتمام على المستوى العام عندما أصبح في سن الـ (39) عاماً وزيراً للمالية في حكومة جونسون، مع تعرّض بريطانيا لجائحة كورونا، وتطويره برنامج العطلة المؤقتة بسبب كورونا الذي حقق نجاحاً.

من هو ريشي سوناك؟

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنّ سوناك ولد في ساوثامبتون عام 1980  لوالدين مهاجرين جاءا إلى المملكة المتحدة من شرق أفريقيا، وكلاهما من أصول هندية، وكان والده طبيباً عاماً، ووالدته تدير صيدليتها الخاصة.

وهاجرت عائلة سوناك إلى بريطانيا في الستينيات، وهي الفترة التي انتقل فيها الكثيرون من مستعمرات بريطانية سابقة إلى البلاد لمساعدتها في إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية.

ويشير موقع الحكومة البريطانية إلى أنّه متزوج من سيدة الأعمال أكشاتا مورتي، ابنة نارايانا مورتي الملياردير الهندي، وله ابنتان.

وحصل سوناك على تعليم متميز، فقد التحق بمدرسة مدفوعة الأجر، وكان أحد الباحثين في برنامج فولبرايت بجامعة ستانفورد الأمريكية، حيث درس للحصول على ماجستير إدارة الأعمال.

سوناك حظي بدعم مسؤولين كبار، بينهم وزير الداخلية غرانت شابس، ووزيرة التجارة كيمي بادينوك المتنفذة لدى التيار اليميني في الحزب

 

وقبل خوض غمار السياسة، دخل مجال الأعمال والتمويل، وشارك في تأسيس شركة استثمارية "ساعدت الشركات البريطانية الصغيرة ورواد الأعمال"، وفق ما نقلت "بي بي سي".

وعمل سوناك محللاً مالياً في بنك الاستثمار "غولدمان ساكس"، وأصبح لاحقاً شريكاً في (2) من صناديق التحوط.

بعد تعيينه في البرلمان، صعد سوناك بسرعة، وتدرج في المناصب الحكومية، وفي عهد جونسون أصبح وزيراً للخزانة، في الفترة من شباط (فبراير) 2020 إلى تموز (يوليو) الماضي، وكان أحد أصغر وزراء الخزانة سنّاً.

وقبل ذلك تولى مناصب إدارية، من بينها منصب السكرتير العام لوزارة الخزانة في الفترة من 2019 إلى 2020، وقبلها وكيلاً للشؤون البرلمانية بوزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي.

وانتُخب سوناك لأول مرة في البرلمان عام 2015، عن حزب المحافظين لدائرة ريتشموند في يوركشاير، ويعتقد أنّه أحد أكثر البرلمانيين البريطانيين ثراء.

ما موقف سوناك من المهاجرين؟

بالعودة إلى تاريخ تصويت ريشي سوناك على قوانين الهجرة واللاجئين، فإنّ هذا السياسي ذا الأصول الهندية كان دائماً من مؤيدي أيّ قانون يقلص أعداد المهاجرين إلى البلاد، وكذلك يتشدد في موضوع استقبال اللاجئين.

سوناك كان دائماً من مؤيدي أيّ قانون يقلص أعداد المهاجرين إلى البلاد، وكذلك يتشدد في موضوع استقبال اللاجئين

وخلال قيادته لوزارة الخزانة التي تُعدّ ثاني أهم وزارة بعد رئاسة الوزراء، منح كثيراً من التمويل لكل الجهود المبذولة لمنع وصول اللاجئين عبر القناة البحرية.

ولم يصدر عن سوناك أيّ موقف معارض للقوانين المثيرة للجدل الخاصة بالهجرة، مثل قانون الجنسية والحدود، الذي يمهد لسحب الجنسية من أيّ شخص، حتى من دون إخباره بالأمر، أو مشروع ترحيل المهاجرين إلى رواندا، وهو المشروع الذي ما زال مجمداً في انتظار قرار المحكمة العليا البريطانية.

ومن المتوقع أن يواصل سوناك سياسة حزبه المتشددة في موضوع الهجرة كسباً للكتلة الناخبة المحافظة واليمينية، إلا أنّها قد لا تكون أولوية حكومته، حيث ستبقى الأولوية للملفات الاقتصادية.

سوناك ولد في ساوثامبتون عام 1980 لوالدين مهاجرين، متزوج ابنة ملياردير هندي، في سن (39) عاماً أصبح وزيراً للمالية في حكومة جونسون

 

من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجري في الأيام المقبلة محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد.

ووصف بايدن اختيار سوناك كأول رئيس وزراء غير أبيض لبريطانيا بأنّه إنجاز "رائد".

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير قد صرّحت أنّ "الرئيس بايدن يتطلّع إلى التحدث مع سوناك في الأيام المقبلة، وإلى استمرار تعاوننا الوثيق مع المملكة المتحدة"، مشيرة إلى أنّ البروتوكول يفرض عليه عدم الاتصال قبل لقاء سوناك بالملك تشارلز الثالث المقرر اليوم.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية