زيارة ولي عهد أبوظبي إلى تركيا.. ما السياقات والدلالات؟

زيارة ولي عهد أبوظبي إلى تركيا.. ما السياقات والدلالات؟


24/11/2021

يعقد ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يزور تركيا اليوم، لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو الأعلى مستوى بين البلدين منذ سنوات، ما يعزز تحسن العلاقات التي يمكن أن تطلق مليارات الدولارات في التجارة والاستثمارات، وتطوي الصفحة على عقد من العلاقات الفاترة والخطاب المتصادم الذي بدأ يتراجع هذا العام، بحسب ما أوردت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية. وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إنّ الزيارة ستركز على العلاقات الثنائية من دون الخوض في تفاصيل.

اقرأ أيضاً: الإمارات تبدأ بإنشاء أول محطة هيدروجين في الشرق الأوسط

وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد التاريخية في أعقاب محادثة هاتفية بين الزعيمين في آب (أغسطس) 2021، وهي جزء من إعادة تنظيم أوسع نطاقاً شهدها خصوم الشرق الأوسط السابقون لإصلاح الخلافات؛ مع تراجع الولايات المتحدة عن مشاركتها في المنطقة وإعادة التعامل مع منافستها المشتركة إيران.

 

"بلومبيرغ": في تحوّل سرّعه تفشي وباء كورونا، سعت الإمارات بشكل متزايد إلى التراجع عن الصراعات الإقليمية المكلفة وإعادة التركيز على الاقتصاد

 

وقد علق المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على تويتر حينها بقوله: كانت المكالمة بين أردوغان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "إيجابية للغاية وودودة". وكتب أنّ ذلك يتماشى مع رغبة دولة الإمارات في "بناء الجسور وتعظيم الأهداف المشتركة والعمل مع الأصدقاء" لضمان الاستقرار والازدهار الإقليمي.

تحوّل سرّعه تفشي كورونا

وتقول "بلومبيرغ": في تحوّل سرّعه تفشي وباء كورونا، سعت دولة الإمارات بشكل متزايد إلى التراجع عن الصراعات الإقليمية المكلفة وإعادة التركيز على الاقتصاد، وفي غضون ذلك، يحرص أردوغان، الذي تراجعت شعبيته وسط خيبة أمل بشأن طريقة تعامله مع الاقتصاد، على إصلاح العلاقات مع الإمارات، ما قد يفتح مصادر استثمار جديدة. وأضافت: تم إبرام العديد من الصفقات منذ تحسن العلاقات؛ بينما كانت صناديق الثروة في أبو ظبي تبحث عن أعمال تجارية في تركيا، مستكشفة أهدافاً لمليارات الدولارات من الاستثمارات المحتملة، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر لـ"بلومبيرغ" في أيلول (سبتمبر) 2021.

وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتقارب مع خصومه الإقليميين، بما في ذلك مصر، في مسعى للخروج من العزلة الدبلوماسية التي فاقمت الضغط على اقتصاد تركيا والاستثمارات الأجنبية، بحسب ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية".

العلاقات الثنائية

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية، إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب. وفي هذا الإطار شهدت الآونة الأخيرة عدداً من الاتصالات واللقاءات الرسمية بين قيادة ومسؤولي البلدين جرى خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.

 

يحرص أردوغان، الذي تراجعت شعبيته وسط خيبة أمل بشأن طريقة تعامله مع الاقتصاد، على إصلاح العلاقات مع الإمارات، ما قد يفتح مصادر استثمار جديدة

 

وكان أردوغان قد استقبل في 18 آب (أغسطس) الماضي وفداً إماراتياً برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني. وبحث الجانبان - خلال اللقاء الذي جرى في أنقرة - سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري والفرص الاستثمارية في مجالات النقل والصحة والطاقة بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين. وتشارك تركيا في إكسبو 2020 دبي. واعتبر توجاى تونشير سفير الجمهورية التركية لدى الإمارات أنّ هذه المشاركة تجسد حقبة جديدة من التعاون وتعزيز العلاقات مع دولة الإمارات. وقال تونشير إنّ الحدث العالمي يمثل فرصة لعرض مقومات اقتصاد تركيا المتنوع والذي يشمل قطاعات عديدة.. كما يسهم في تعزيز النمو التجاري خاصة مع تصدير المزيد من المواد الغذائية والأطعمة الجاهزة والفواكه والخضراوات ومواد البناء التي تحتاجها المنطقة وتمتلكها تركيا. وأكد أنّ إكسبو 2020 دبي يسهم في تحقيق رؤية تركيا للسياحة المتنوعة، بما في ذلك من دولة الإمارات ودول الخليج العربية، وهي أسواق رئيسة لإكسبو 2020 دبي.

دعم إماراتي لمواجهة الفيضانات حرائق الغابات في تركيا

وفي مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قدمت دولة الإمارات مبلغ 36.7 مليون درهم /10 ملايين دولار أمريكي/ للمساهمة في دعم مراحل إعادة التأهيل لبعض المناطق التركية التي تضررت من حرائق الغابات والفيضانات التي اجتاحتها. وأعربت الإمارات في هذا الصدد عن تضامنها مع الشعب التركي في هذه الظروف الاستثنائية، مؤكدة حرصها على المساهمة في توفير الدعم المناسب للتخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والأضرار الناجمة عن الفيضانات في شمال البلاد وحرائق الغابات في جنوب غرب تركيا.

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية، إلى تعزيز العلاقات الثنائية

 وحسب تقرير لوزارة الاقتصاد الإماراتية فقد بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وتركيا خلال العقد الماضي نحو 329 مليار درهم /89.6 مليار دولار/، ونمت التجارة غير النفطية بين البلدين بنسبة 21% خلال العام 2020 لتصل إلى 32.7 مليار درهم /8.9 مليار دولار/، مقارنة بما قيمته 26.8 مليار درهم /7.3 مليار دولار/. وتوزعت التجارة الخارجية غير النفطية بين التجارة المباشرة بنسبة 88.5 % بما قيمته 28.9 مليار درهم، والمناطق الحرة بنسبة 11.5 % بما قيمته 3.7 مليار درهم

اقرأ أيضاً: الريادة الإماراتية لا تتوقف

وكانت الشركة الدولية القابضة (آي إتش سي)، ثاني أكبر شركة مدرجة في الإمارات العربية المتحدة، قالت إنها تقيّم فرص الاستثمار في قطاعي الرعاية الصحية والصناعة. وقال المتحدث باسم الشركة، وفق "بلومبيرغ" إنّ "تركيا تمتلك واحدة من أهم مرافق معالجة الأغذية، والتي يمكن أن تكون فرصة استثمارية كبيرة لنا".

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية