رواندا تدخل الانتخابات على وقع الذكرى الثلاثين للابادة الجماعية

رواندا تدخل الانتخابات على وقع الذكرى الثلاثين للابادة الجماعية

رواندا تدخل الانتخابات على وقع الذكرى الثلاثين للابادة الجماعية


22/02/2024

ستدخل رواندا فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2024، والتي ستتزامن مع مرور 100 يوم على إحياء الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد التوتسي عام 1994.

وتبدأ فترة إحياء الذكرى التي تستمر 100 يوم من 7 أبريل وحتى 3 يوليو. وهذه فترة حساسة حيث توجد حاجة لطمأنة الناجين من الإبادة الجماعية.

وأعلنت السلطات الرواندية عزمها إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 15 يوليو 2024.

وتحيي الأمم المتحدة، كل عام، ذكرى مليون شخص قتلوا خلال مائة يوم أثناء الإبادة الجماعية التي قتل فيها أيضاً معتدلون من الهوتو والتوا وغيرهم ممن عارضوا الإبادة الجماعية.

وفي ليلة السادس من أبريل عام 1994 أسقطت طائرة كانت تقل الرئيس الرواندي آنذاك جوفينال هابياريمانا ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا وقتل جميع من كانوا على متنها.

وأنحى متشددو الهوتو باللائمة على جماعة الجبهة الوطنية المتمردة وبدأوا على الفور حملة منظمة للقتل.

وقالت الجبهة الوطنية الرواندية إنّ الهوتو هم من أسقطوا الطائرة كذريعة لتنفيذ إبادة جماعية.

كيف نفذت الإبادة الجماعية؟

سُلمت قوائم بالغة التنظيم بأسماء خصوم الحكومة إلى الميليشيات الذين ذهبوا وقتلوهم وجميع أفراد أسرهم.

وقتل الجيران جيرانهم كما قتل بعض الأزواج زوجاتهم المنتميات للتوتسي وقيل لهم إن رفضوا فسوف يقتلون.

تبدأ فترة إحياء الذكرى التي تستمر 100 يوم من 7 أبريل وحتى 3 يوليو

وكانت بطاقات الهوية الشخصية في ذلك الوقت تتضمن تحديد الانتماء العرقي، ومن ثم أنشئت الميليشيات نقاط تفتيش في الطرق حيث كان يجري قتل التوتسي.

كما احتجزت الآلاف من نساء التوتسي لاستغلالهن في إشباع الرغبات الجنسية.

وكان لدى الأمم المتحدة وبلجيكا قوات في رواندا غير أنّ البعثة الأممية لم تحصل على تفويض لوقف القتل.

وأرسلت فرنسا، التي كانت حليفة لحكومة الهوتو، قوات لإنشاء منطقة آمنة، لكن وجهت إليها اتهامات بأنها لم تبذل الجهد الكافي لوقف المذابح في تلك المنطقة.

 

ستدخل رواندا فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عام 2024، والتي ستتزامن مع مرور 100 يوم على إحياء الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية 

 

واتهم الرئيس الرواندي الحالي، بول كاغامي، فرنسا بمشاركتها في المذابح، وهي تهم نفتها باريس.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنّ الإبادة الجماعية في رواندا كانت "متعمدة ومنهجية، ونُفذت في وضح النهار".

وذكّر غوتيريش الجميع بأنّ "لدينا دائماً حق الاختيار" وحثهم على "اختيار الإنسانية بدلاً من الكراهية؛ التعاطف بدلاً من القسوة؛ الشجاعة بدلاً من التهاون؛ والمصالحة بدلاً من الغضب".

وينتمي نحو 85 في المئة من الروانديين إلى إثنية الهوتو، غير أنّ أقلية التوتسي هيمنت على البلاد لفترة طويلة.

في عام 1959 أطاح الهوتو بالحكم الملكي للتوتسي وفر عشرات الآلآف منهم إلى دول مجاورة من بينها أوغندا.

ووفقاً لـ"بي بي سي" شكلت مجموعة من التوتسي في المنفى جماعة متمردة أطلق عليها (الجبهة الوطنية الرواندية) التي غزت رواندا عام 1990 واستمر القتال إلى أن أبرم اتفاق سلام عام 1993.

على وقع ذكرى المجازر

وعلى وقع الذكرى الثلاثين للمجازر تجرى الانتخابات، وقالت اللجنة الوطنية للانتخابات، في بيان، إنه تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في رواندا في 15 يوليو المقبل، موضحة أنه من المتوقع أن يدلي أفراد الجالية الرواندية في الخارج في 14 يوليو 2024.

وتعد هذه المرة الأولى التي تجرى فيها الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن، وذلك بعد إجراء تعديل دستوري يتيح الجمع بين الاستحقاقين.

وقالت اللجنة الانتخابات إنّ هذه الخطوة تهدف إلى خفض تكلفة الانتخابات، وتقليص الوقت الذي يقضيه المواطنون في انتخاب قادتهم.

وكان الرئيس الرواندي الحالي بول كاغامي، البالغ من العمر 66 عاماً، قد أعلن في وقت سابق عزمه الترشح لولاية رابعة، مؤكداً سعادته بالثقة التي منحه إياها الروانديون وحرصه على خدمتهم على الدوام.

يذكر أنَّ كاغامي فاز بولاية ثالثة عام 2017 بعد حصوله على 99% من الأصوات تقريباً.

ويلقى كاغامي ترحيباً واسعاً في البلاد، نظراً للإنجازات الاقتصادية السريعة التي قام بها في دولته الصغيرة.

كاغامي جعل رواندا مركزاً تكنولوجياً

وعمل كاغامي أيضاً على تحويل رواندا إلى مركز تكنولوجي، وله نشاط تفاعلي على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي.

بيد أنّ النقاد يرون أنه غير متساهل مع معارضيه، وأنّ العديد منهم لقوا مصرعهم لأسباب مجهولة، كما يقول موقع "بي بي سي".

ومثل ما يقرب من مليوني شخص أمام قاعات محاكم محلية، لمشاركتهم في أعمال الإبادة الجماعية، بينما مثل قادة تلك الجماعات أمام محاكمات تابعة للأمم المتحدة في جمهورية تنزانيا المجاورة.

والآن، يعتبر الحديث عن العرقية في رواندا أمراً غير قانوني، إذ ترى الحكومة أنّ ذلك يساعد في منع إراقة المزيد من الدماء، بينما يرى البعض أنّ ذلك يعرقل حدوث مصالحة حقيقية، ولا يؤدي إلا إلى توقف تلك الاضطرابات لفترة قبل أن تحتدم جذوتها مرة أخرى في المستقبل. لكن ثمة اعتقاد بأنّ الانتخابات ربما تنفّس كثيراً من الاحتقانات.

يعتبر الحديث عن العرقية في رواندا أمراً غير قانوني

وستجرى في نفس الوقت الانتخابات لاختيار رئيس الجمهورية والنواب الـ53 المنتخبين من القائمة النهائية لأسماء المرشحين المقترحين من قبل التنظيمات السياسية أو المرشحين المستقلين.

ويتكون مجلس النواب في برلمان رواندا يتكون من 80 نائباً، منهم 27 نائباً ينتمون حصرياً إلى النساء والشباب وذوي الإعاقة، بحسب وكالة News.tn .

ويتم توزيع مقاعد 24 نائبة منتخبة من قبل أجهزة محددة، وفقاً للكيانات الإدارية الوطنية على أساس عدد سكان كل مقاطعة ومدينة كيغالي.

ودعا بعض أعضاء التنظيمات السياسية إلى توخي الحذر لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وعدم المساس بذكرى الإبادة الجماعية.

وسيتم نشر ما يصل إلى 70.000 من موظفي الاقتراع المتطوعين. كما سيتم، وفقاً لرئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، أودا غاسينزيغوا، نشر ما بين 60 ألف و70 ألف من موظفي الاقتراع المتطوعين لتسهيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية