رئاسة روسيا لمجلس الأمن... كيف تنعكس على الأزمة الأوكرانية؟

رئاسة روسيا لمجلس الأمن... كيف تنعكس على الأزمة الأوكرانية؟

رئاسة روسيا لمجلس الأمن... كيف تنعكس على الأزمة الأوكرانية؟


03/04/2023

في إجراء من شأنه تعزيز حالة التوتر الدولي، تزامناً مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، تولت موسكو في الأول من نيسان (أبريل) الجاري رئاسة مجلس الأمن الدولي، لمدة شهر، فيما وصفته كييف بأنّه "صفعة على وجه العالم"، ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأعضاء الحاليين داخل المجلس إلى "التصدي لأيّ محاولة تستهدف استغلال المنصب الدولي من الجانب الروسي لتحقيق مصالح بشكل أحادي".

وتتغير رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل شهري، وكانت المرة الأخيرة التي تولت فيها موسكو الرئاسة في شباط (فبراير) العام الماضي، وكان ذلك تزامناً مع بدء العملية العسكرية الروسية ضد كييف.

في المقابل، تجاهل الجانب الروسي التفاعلات الغاضبة من الغرب حول الإجراء، وأعلن أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي حول "التعددية الفعالة"، وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أيضاً: إنّ لافروف سيترأس جلسة مناقشات حول الشرق الأوسط في 25 نيسان (أبريل) الجاري.

واشنطن تشعر بأنّها مقيدة

القرار الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي أثار موجة من الغضب، خاصة  لدى حلفاء كييف، في مقدمتهم الولايات المتحدة ودول أوروبا.

وتعليقاً على القرار قالت الولايات المتحدة السبت: إنّها "تشعر بكونها مقيدة، لأنّه لا يحق إقالة أيّ عضو دائم لدى مجلس الأمن"، ووفق ميثاق الأمم المتحدة، يتولى كل عضو من الأعضاء الـ (15)، (5) دائمين من بينهم روسيا، و(10) أعضاء غير دائمين، رئاسة المجلس شهراً بالتناوب.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في إفادة صحفية السبت: "لسوء الحظ، روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، ولا يوجد مسار قانوني دولي عملي لتغيير هذا الواقع"، بحسب (BBC).

مدير مكتب الرئيس الأوكراني: إنه ليس مجرد خزي فحسب، إنّها ضربة رمزية أخرى لنظام العلاقات الدولية المبني على قواعد

وأضافت أنّ الولايات المتحدة تتوقع أن "تواصل موسكو استخدام مقعدها في المجلس لنشر معلومات مضللة" وتبرير تصرفاتها في أوكرانيا.

ومن جهتها، اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، أنّ روسيا لا تستحق أن تظل عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي.

تعليقاً على القرار قالت الولايات المتحدة: إنّها تشعر بكونها مقيدة، لأنّه لا يحق إقالة أيّ عضو دائم لدى مجلس الأمن

وقالت لوكالة "فرانس برس" من كوستاريكا حيث تشارك في قمة الديمقراطية: "روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، يجب ألّا تكون كذلك؛ بسبب ما فعلته في أوكرانيا، لكنّ ميثاق (الأمم المتحدة) لا يسمح بتعديل وضعها كعضو دائم".

وفي السياق، كتب أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على (تويتر): إنه "ليس مجرد خزي فحسب، إنّها ضربة رمزية أخرى لنظام العلاقات الدولية المبني على قواعد".

انعكاسات على الأزمة الأوكرانية

تذهب بعض التحليلات، بحسب وسائل إعلام غربية، إلى أنّ التواجد الروسي على رأس مجلس الأمن في شباط (فبراير) الماضي، قد منح موسكو قوة دبلوماسية في تدعيم عملياتها العسكرية ضد كييف، لذلك من المتوقع أن تتخذ روسيا خطوات عسكرية أوسع خلال الفترة المقبلة من شأنها رفع مستوى الأزمة.

وبحسب مراقبين غربيين، يعني وجود روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن أنّها تستطيع استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرارات، ففي شباط (فبراير) من العام الماضي استخدمت روسيا حق النقض ضد قرار يهدف إلى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وامتنعت كل من الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت، وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، استخدمت روسيا أيضاً حق النقض ضد قرار يدعو إلى إلغاء ضمها غير القانوني لـ (4) مناطق في أوكرانيا.

تشير التقديرات إلى أنّ التواجد الروسي على رأس مجلس الأمن في شباط الماضي، قد منح موسكو قوة دبلوماسية في تدعيم عملياتها العسكرية ضد كييف، لذلك من المتوقع أن تتخذ روسيا خطوات عسكرية أوسع خلال الفترة المقبلة من شأنها رفع مستوى الأزمة

إلى ذلك، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ الاتحاد سيتصدى لأيّ انتهاك من جانب روسيا خلال توليها رئاسة مجلس الأمن الدولي، كما اتهم بوريل موسكو بمواصلة انتهاك جوهر الإطار القانوني للأمم المتحدة، على الرغم من أنّها عضو دائم في مجلس الأمن، بحسب (CNN).

ولتمرير تصويت مجلس الأمن، يجب أن يكون هناك (9) أصوات مؤيدة، مع عدم تصويت أيّ من الأعضاء الـ (5) الدائمين ضده.

جدول الأعمال الروسي بمجلس الأمن

ستكون من بين المواضيع الرئيسية أثناء رئاسة روسيا للمجلس تعددية الجوانب الفعالة والمخاطر المتعلقة بتصدير الأسلحة والتسوية في الشرق الأوسط، بحسب المعلن رسمياً من جانب موسكو، والمنشور في الصحافة الروسية.

السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد: روسيا لا تستحق أن تظل عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في وقت سابق: إنّه لا توجد على الجدول أيّ اجتماعات حول أوكرانيا في شهر نيسان (أبريل)، ولكن من المرجح أن تعقد بعض الجلسات حول هذه القضية، وفق "روسيا اليوم".

وفي 6 نيسان (أبريل) من المتوقع أن يعقد اجتماع غير رسمي حول إجلاء الأطفال من منطقة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تخطط موسكو لإطلاع المشاركين في الاجتماع على الإجراءات التي تتخذها لحماية الأطفال من القصف الأوكراني، وفي 10 من الشهر ذاته  من المقرر أن يُعقد اجتماع حول المخاطر الناجمة عن انتهاكات الاتفاقات بشأن تصدير المواد ذات الاستخدام العسكري.

مواجهة الغرب

ترى روسيا الأمر باعتباره مواجهة للغرب الجماعي الذي منعها من التعامل مع دول العالم، منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.

وشدد دبلوماسي يعمل بمجلس الأمن على واقع أنّ "الرئاسة دورية، إنّها شهرية، إنّها فترة رئاسة قصيرة، وليست بأهمية رئاسة مجموعة الـ (20) أو مجموعة الـ (7)  أو الاتحاد الأوروبي التي تستمر (6) أشهر أو سنة، وحيث يمكنك الدفع بأجندتك الخاصة"، بحسب (إندبندنت).

ترى روسيا الأمر باعتباره مواجهة للغرب الجماعي الذي منعها من التعامل مع دول العالم، منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في شباط 2022

وأضاف: "في حال إساءة استخدام الرئاسة سنردّ بالطبع، ليس هذا هو الهدف، المهم هو الحرب في أوكرانيا والعمل على إنهائها".

ويعقد الاجتماع الأول لمجلس الأمن في ظل الرئاسة الروسية صباح الإثنين، لكنّه لن يشمل سوى مناقشات مغلقة معتادة في شأن برنامج العمل لهذا الشهر.

ويعقب الاجتماع كالعادة مؤتمر صحفي للرئيس الجديد لهذه الهيئة، السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا.

مواضيع ذات صلة:

هل تتجاهل إسرائيل تهديدات روسيا وتواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة؟

كيف ستتغلب واشنطن على الصين وتكبح جماح روسيا؟

ماذا يعني إعلان روسيا "التعبئة الجزئية"؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية