دوافع السياسة الخارجية التركية في القارة الأفريقية

دوافع السياسة الخارجية التركية في القارة الأفريقية


23/10/2021

في 17 أكتوبر، بدأ أردوغان زيارته لثلاث دول جنوب الصحراء الأفريقية وهي تشمل أنغولا وتوغو ونيجيريا في المحطة الأخيرة من رحلته. ولا شك ان هذه الزيارة قد نوقشت على نطاق واسع في العديد من وسائل الإعلام التركية والغربية وتم تسليط الضوء عليها وعلى دوافعها ونتائجها لاسيما وانها تأتي في وقت حرج بالنسبة لتركيا التي يواجه اقتصادها وعملتها العديد من المصاعب.

انتقدت العديد من وسائل الإعلام الغربية وبعض الصحفيين الأتراك الزيارة.

بينما ألقى من انتقدها في الداخل باللوم على أردوغان لقيامه بزيارة غير ضرورية خلال "أزمة اقتصادية عميقة"، اتهم منتقدون غربيون الرئيس بمحاولة منافسة الغرب ومحاولة اختطاف القارة منه.

ومع ذلك، يتشارك المنتقدون الداخليون والخارجيون مخاوف مماثلة بشأن آثار الزيارة الضارة على تركيا ومصالح الدول الأخرى. يعارضون زيارة أردوغان لما لها من آثار معلومة على كل من الحكومة التركية والدول الأفريقية، فأردوغان لا يتحرك باتجاه بلد الا لغرض التمدد فيه وايجاد موطئ قدم لمخابراته وحتى جيشه ولمصالح اقتصادية فضلا عن منافسة دول كبرى يريد فرض نفسه في مواجهتها.

من ناحية أخرى، يعرف النقاد جيدًا أن هذه الزيارات توفر فرصًا لتركيا، مما يسمح لها بالتصرف بشكل ما بما يخدم مصالحها الخاصة.

يسعى أردوغان جاهدا لايجاد فرص وحلول من اجل الاقتصاد التركي وبالتالي فإن السياسة الخارجية التركية لها اطماع تقترن بالعثمانية الجديدة وبالمنافسة مع الغرب. تروج وسائل اعلام اردوغان بأن السياسة الخارجية التركية بعبارة أخرى، تعزز "دبلوماسية القيادة" التي يتبناها أردوغان دور تركيا في السياسة الدولية.

 منذ أن بدأت تركيا "مبادرتها الأفريقية" الشاملة عام 2005 ، زار أردوغان أكثر من 30 دولة أفريقية.

من ناحية أخرى، فإن تركيا تتغلغل في الشؤون الأفريقية تحت شعار المساهمة في التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي وتقرير المصير للدول الأفريقية.

 شدد أردوغان عدة مرات على أن النظام الدولي يحتاج إلى إصلاح شامل من شأنه أن يوفر الشمولية والكفاءة والتمثيل والحوكمة.

على عكس الدول الغربية، يؤكد خطاب أردوغان السياسي على إفريقيا أكثر استقلالًا وتطورًا.

هناك العديد من الاعبتارات التي تحدد اهداف السياسة الخارجية التركية تجاه القارة الأفريقية.

 بادئ ذي بدء، يتحرك اردوغان وعينه على ما يسمى القوى الاستعمارية العالمية التقليدية وهو جاء ليقدم نفسه بديلا لها بدعوى ان اولئك عندهم اطماعا في القارة بينما تركيا لليست لديها تلك الاطماع.

لا تفضل تركيا علاقة دبلوماسية شكلية الدول الأفريقية. وبدلاً من ذلك تبحث عن تحالفات وثيقة وعلاقات مصالح، وتحاول تركيا تحسين علاقاتها مع الدول الأفريقية على أساس مبدأ الشراكة المتكافئة.

وتحاول تركيا تحشيد الدول الأفريقية لصالحها وتحت شعارالمطالبة بإصلاح النظام العالمي وزيادة الوعي حول النظام القاري الاستغلالي الحالي.

لهذا السبب، كانت تركيا تطالب بدعم الدول الأفريقية وخلال ذلك تسعى لكي تخرج عن طوع الدول الاستعمارية السابقة مثل فرنسا وبالتالي الإطاحة بالنظام الاستعماري في القارة.

كل ذلك لا تقوم به تركيا جزافا ولا من اجل مصلحة الدول الافريقية بل من اجل مصالح ذاتية واطماع توسعية والا تلك هي الساحات والدول التي تدخلت فيها تركيا من ليبيا الى سوريا الى العراق الى قبرص فأفعالهم  تدل عليهم.

كما تحاول تركيا أن تقدم نفسها على انها مناصرة للافارقة و صوت الدول الأفريقية في المنصات العالمية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين.

كما أعلن أردوغان في البرلمان الأنغولي ، تطلب تركيا من الدول الأفريقية التعاون والتوحد ضد النظام الدولي الظالم الذي لا تهيمن عليه سوى قوى معينة.

تحاول تركيا كسر الجمود واحتكار المعلومات لبعض الدول الاستعمارية في القارة. على الرغم من زيادة عدد السفارات التركية إلى 43 سفارة وارتفع عدد السفارات الأفريقية في تركيا إلى 37، لا تزال تركيا منعطشة لجني الثمار منن هذا التوسع التركي - الافريقي.

خلال ذلك هنالك الاذراع الاعلامية لحزب العدالة والتنية التي صارت تتغلغل اكثر واكثر في القارة الافريقية ومنها منصات وسائل الإعلام التركية مثل وكالة الأناضول والإذاعة الحكومية TRT وذلك من خلال زيادة فروعها في القارة لتوفير المعلومات.

علاوة على ذلك، قامت العديد من المؤسسات التركية التي تولي أهمية كبيرة لأفريقيا، بزيادة أنشطتها في جميع أنحاء القارة وبالتالي تحسين صورة تركيا.

من بين أمور أخرى، تقوم الخطوط الجوية التركية برحلات إلى 60 وجهة مختلفة عبر 39 دولة أفريقية، ويوجد لدى الوكالة التركية للتعاون الدولي والتنمية حوالي 30 مركزًا للتنسيق في إفريقيا.

بشكل عام، تتبع انقرة ثلاثة أنماط تقليدية للسياسة تجاه القارة الأفريقية، وهي التغلغل التدريجي / الاستعماري، والمنفعة المتبادلة / الشراكة أو المساعدة التي يتم الايهام بأنها مجانية. اردوغان ذاهب الى افريقيا كجزء من تصفية حساباته مع فرنسا والولايات المتحدة وغيرها ولفرض صيغة الاقناع بالمصلحة ومن ثم فرض صيغة الامر الواقع.

لهذا كله ما انفكت تركيا تذكر الدول الافريقية بأنها تعرضت لاستغلال الدول الغربية المستعمرة لقرون وانها يمكن ان تلوذ بتركيا – اردوغان.

تفضل تركيا استراتيجية الفوز بالاستثمارات. لهذا السبب، ركزت على فرص الاستثمار لشركاتها، وتعزيز التجارة الثنائية لتمرير مصالحها، وبناء البنية التحتية من طرف الشركات التركية التي صارت تعاني من العديد من المصاعب المالية يوما بعد يوم.  

عن "أحوال" التركية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية