حركة النهضة التونسية والتنظيمات التابعة لها في سويسرا

حركة النهضة التونسية والتنظيمات التابعة لها في سويسرا

حركة النهضة التونسية والتنظيمات التابعة لها في سويسرا


02/10/2022

في كانون الأول (يناير) العام 2021، أعلن القيادي في حركة النهضة، العربي القاسمي، استقالته من الحزب، في تدوينة نشرها على حسابه الخاصّ على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كشف فيها عن جملة من الأدوار الوظيفية، التي قام بها في منفاه بسويسرا؛ حيث كان مسؤولاً عن ملف المهجّرين عندما كان في الجزائر، وحتّى غادرها نحو أوروبا ليشرف على مصالح حركة النّهضة هناك لعدّة سنوات قبل الثّورة، وبالطبع فإنّ هذا الدور الوظيفي ارتبط بالإشراف على المسارات المالية التي تتعلق بحركة الأوعية الادخارية للحركة، في البنوك والمصارف السويسرية.

جدير بالذكر أنّ تقارير متعددة أفادت أنّ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، نجح في الحصول على عدة ملايين من أموال التنظيم الدولي، عبر المصارف السويسرية، كما سُربت له اتصالات مع فرع بنك التقوى، وتحديداً مع أحمد إدريس نصر الدين، المقرب من تنظيم القاعدة، وسط اتهامات طالت الأول بوجود حسابات بالملايين باسمه في بنوك سويسرا، أشرف العربي القاسمي على تحويلها.

وكان القاسمي ضمن الهيكل القيادي لحركة النهضة طيلة فترة إقامته في سويسرا، باستثناء سنتين، كما كان عضواً في مجلس شورى الحركة في المهجر، ثمّ عضو الهيئة التّأسيسية، وهو من صقور الحركة، وأنصار التيار القطبي، وأشرف القاسمي على عدّة لجان وظيفية داخل الحركة مثل: لجنة المتابعة، لجنة تقييم مجلس الشورى، لجنة تقييم الوضع القيادي، ولجنة تجديد الهياكل لمرّتين، وله مقطع فيديو شهير، أثار حالة من الجدل في العام 2014، حرّض فيه على استخدام العنف ضدّ المعارضة.

سويسرا نقطة ارتكاز حركة النهضة في المسار الأوروبي

مع الضغط الذي مارسه النظام التونسي في عهد زين العابدين بن علي، على حركة النهضة،  إتجه عدد كبير من قيادات الحركة إلى أوروبا، وخاصّة سويسرا، وعلى رأس هؤلاء كان العربي القاسمي، والذي اتخذ من عضويته في مجلس إدارة جمعية الإغاثة الفلسطينية، وسيلة لجمع التبرعات لصالح الحركة، بالإضافة إلى ممارسة عدة أنشطة أخرى ضمن ما عُرف بــ "ائتلاف الخير"، الذي انخرط في أنشطة تمويل مشبوهة.

 القيادي السابق في حركة النهضة، العربي القاسمي

قيادي آخر في حركة النهضة، هو أنور الغربي، كان على رأس جمعية الحقوق للجميع، والتي انخرطت في علاقات غامضة مع حركة حماس، بالإضافة إلى الترويج لأجندة التنظيم الدولي للإخوان، بتنظيم فاعليات متعددة حاضر فيها طارق رمضان، وعدد من مسؤولي الإخوان، وبعد الثورة أصبح الغربي مستشاراً للرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، وهو حالياً الأمين العام لمجلس جينيف للعلاقات الدولية والتنمية، وهو ناشط ضمن ما يُعرف بالمبادرة السويسرية لدعم الديموقراطية في تونس.

تقارير متعددة أفادت أنّ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، نجح في الحصول على عدة ملايين من أموال التنظيم الدولي، عبر المصارف السويسرية

 

الغربي خرج قبل أسبوعين ليعلن أنّه بصدد تنظيم حملة إدانة دولية، انطلاقاً من جينيف، ضدّ النظام التونسي، وكشف في الوقت نفسه عن مسؤوليته عن مجموعة من التقارير المنشورة في الصحف السويسرية، والتي تدين إجراءات الرئيس قيس سعيّد، مؤكداً أنّ هناك تقارير أخرى أكثر قساوة، بحسب تعبيره، سوف تنشر هذا العام، كما حرّض الحكومة الفيدرالية السويسرية على وقف أنشطتها الاستثمارية في بلاده.

اتحاد المنظمات الإسلامية في زيورخ

في العام 1996، تأسّس اتحاد المنظمات الإسلامية في زيوريخ؛ بداعي تخصيص أرض لبناء مقابر إسلامية، وتكوين مركز إسلامي في المدينة، ومع الوقت نشط الاتحاد في مجال جمع التبرعات، في ظل هيمنة عناصر التنظيم الدولي للإخوان عليه، خاصّة قيادات حركة النهضة؛ ليصبح الاتحاد نقطة ارتكاز للإخوان؛ بهدف التمكين والسيطرة على الجالية المسلمة في زيورخ، وتحت غطاء ديني ودعوي، تمدّدت الأيديولوجيا، وانتظمت عملية جمع الرسوم والاشتراكات السنوية.

ويُعد القيادي في حركة النهضة، محمد كرموس، أحد أبرز قيادات الاتحاد، وقد لعب دوراً كبيراً في تطوير الذراع الإخوانية التابعة لحركة النهضة في فرنسا، قبل أن ينتقل إلى سويسرا، ليضع بالتعاون مع طارق رمضان حجر الأساس لعدة تنظيمات تابعة للحركة هناك.

تأسّس اتحاد المنظمات الإسلامية في زيوريخ؛ بداعي تخصيص أرض لبناء مقابر إسلامية، وتكوين مركز إسلامي في المدينة، ومع الوقت نشط الاتحاد في مجال جمع التبرعات

 

ولا يقتصر نشاط محمد كرموس على الجانب التنظيمي فحسب؛ حيث ينشط في المجال الاقتصادي، ويشرف على حركة الأوعية المالية الإخوانية، انطلاقاً من سويسرا؛ ففي نيسان (أبريل) 2007، ضبطت سلطات الجمارك الفرنسيّة بحوزته حقيبة، بها مبلغ 50 ألف يورو، حاول تهريبها من زيورخ إلى باريس على متن قطار، وكشفت التحقيقات عن مصدر هذه الأموال، حيث حصل عليها في جينيف من مؤسسة قطر الخيرية، بواسطة الداعية الإخواني القطري أحمد محمد الحمادي، زاعماً أنّها لصالح فرع المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بشاتوشينون، الواقعة في مدينة سان ليجر دو فوجريت، وانتهى الأمر بمصادرة المبلغ المالي.

نساء حركة النهضة في سويسرا

لعب الفرع النسوي لحركة النهضة في سويسرا دوراً بارزاً ضمن أنشطة الحركة، خاصّة في مجال الدعاية السياسيّة المكثفة لها، وظهر في وقت لاحق ما عُرف بتنظيم نساء حركة النهضة في سويسرا، في مدينة بيال، وانخرط التنظيم عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في متابعة الشأن التونسي والمصري، ودعم الإخوان المسلمين أينما كانوا. قبل أن تتوقف الصفحة، وتختفي من على محركات البحث.

والدور النسوي لحركة النهضة في سويسرا تقليدي، يعتمد على ممارسة الأنشطة الاجتماعية الناعمة، والترويج لوسائل التربية الإسلاميّة وفق المنظور الإخواني، والنشاط في المناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى حشد أصوات النساء في المواسم الانتخابية، بعد إقرار حق التصويت للمغتربين.

مواضيع ذات صلة:

هل تلجأ "النهضة" لجهازها الأمني في صراعها مع الرئيس التونسي؟

الاتحاد التونسي للشغل في مواجهة حركة النهضة الإخوانية

راشد الغنوشي تحت مقصلة الشعب التونسي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية