حرب غزة تُسرّع وتيرة التقارب بين مصر وتركيا... ما موقف الإخوان؟

حرب غزة تُسرع وتيرة التقارب بين مصر وتركيا... ما موقف الإخوان؟

حرب غزة تُسرّع وتيرة التقارب بين مصر وتركيا... ما موقف الإخوان؟


16/11/2023

تبدو خطوات التقارب بين مصر وتركيا سريعة جداً في ضوء التنسيق المشترك بين البلدين مؤخراً حول الحرب في غزة، وقد تقاطعت الرؤية المصرية والتركية منذ اليوم الأول من الأزمة، فقد أعلنت تركيا موقفاً مؤيداً للرفض المصري تهجير الفلسطينيين إلى قطاع غزة، وزار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان القاهرة بعد أسبوع من الأزمة، وأكد على التنسيق بشكل كامل مع القاهرة بخصوص الأزمة. 

وفي حين لم تُعلّق جماعة الإخوان رسمياً على التقارب المصري التركي خلال الفترة الماضية، إلا أنّ مصادر قريبة من التنظيم أكدت لـ (حفريات) أنّ قيادات التنظيم داخل تركيا ينقسمون بشكل كبير في التعاطي مع الموقف؛ ففي حين يشعر جانب منهم بالقلق تجاه هذا التقارب، خشية عودة ملف ترحيل القيادات للمناقشات بعد انتهاء الأزمة، يرى الشق الأكبر منهم ضرورة التزام الصمت وعدم التعليق على الموقف المصري تجاه الأحداث الجارية سواء بالنقد أو الإشادة. 

وفي وقت سابق، قالت المصادر ذاتها لـ (حفريات): إنّ السلطات التركية أصدرت أوامر صارمة لقيادات التنظيم وعناصره المقيمين على أراضيها بعدم التعرض نهائياً لملف التقارب مع القاهرة، وشددت على الالتزام بالقرارات السابقة الخاصة بالتوقف عن مهاجمة القاهرة نهائياً، لتجنب التوقيف أو الطرد من البلاد أو حتى الترحيل، وحتى الآن تلتزم الجماعة تماماً بذلك.

ما أهمية التقارب المصري التركي؟

الباحث بالشؤون السياسية درويش خليفة يقول لـ (حفريات): إنّ التنسيق بين القاهرة وأنقرة بخصوص غزة بدا واضحاً من اليوم الأول، وبلا شك ساهم الظرف الطارئ في تسريع خطوات التقارب بين الجانبين، خاصة أنّ التنسيق تم على مستوى رئاسي، وما يزال مستمراً من أجل التوصل إلى حلٍّ يضمن وقف إطلاق النار في غزة. 

لم تُعلّق جماعة الإخوان رسمياً على التقارب المصري التركي خلال الفترة الماضية

وفي ضوء التنسيق، زار وزير الخارجية التركي القاهرة في الـ (14) من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مع بداية الأزمة، والتقى بنظيره المصري سامح شكري، فضلاً عن لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجرى تبادل وجهات النظر والتنسيق بشكل كامل حول آلية التحرك فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، بحسب خليفة. 

ويرى خليفة أنّ التنسيق بين مصر وتركيا كان أمراً ضرورياً باعتبار أنّ البلدين لديهما ثقل إقليمي ورؤية مشتركة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما أنّ الطرفين اتفقا منذ اللحظة الأولى على رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء كما كانت تخطط تل أبيب، لذلك جرت الترتيبات بشكل كبير بين البلدين، وكان التقارب أمراً مهمّاً جداً. 

درويش خليفة: التنسيق بين مصر وتركيا كان أمراً ضرورياً، باعتبار أنّ البلدين لديهما ثقل إقليمي ورؤية مشتركة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما أنّ الطرفين اتفقا منذ اللحظة الأولى على رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء

التقارب بين مصر وتركيا هو أمر محمود، ويصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية نظراً لتقارب وجهات النظر، لكنّ قوى الإسلام السياسي، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، لم تعلن صراحة عن رؤيتها حول التقارب، وربما يعود السبب في ذلك إلى حساسية الموقف بخصوص غزة، وفق خليفة. 

ملامح التقارب مؤخراً

بحسب الباحث المصري المختص بالشأن التركي حمادة عبد الوهاب، تشهد العلاقات المصرية التركية تحسناً كبيراً في الفترة الحالية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

ويوضح عبد الوهاب في تصريح لـ (حفريات): "التقى الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة العربية الإسلامية في الرياض لدعم غزة، وسبق ذلك زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للقاهرة وحضوره قمة السلام، كما استقبل ميناء ومطار العريش مساعدات تركيا لقطاع غزة، في إطار التنسيق المتبادل بين البلدين مؤخراً".

ويشير عبد الوهاب إلى أنّ الحرب في غزة عملت على تسريع وتيرة التقارب بين القاهرة وأنقرة، التي شهدت فترة متذبذبة بسبب الموقف من جماعة الإخوان والتواجد التركي في ليبيا، ولا سيّما ميناء الخمس، ولكن يبدو أنّ تلك القضايا أصبحت هامشية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

تعزيز العلاقات الاقتصادية

يشير عبد الوهاب إلى أنّ العلاقات الاقتصادية كان لها نصيب الأسد من خطوات التقارب بين مصر وتركيا في الشهور الأخيرة، حيث ارتفع معدل التبادل التجاري والتعاون بين البلدين إلى ما يزيد عن (7) مليارات دولار. 

والتقى مصطفى مدبولي رئيس  الوزراء المصري نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عمر بولاط وزير التجارة التركي الذي اصطحب معه (170) ممثلاً عن شركات من القطاع الخاص، لبحث سبل دفع العلاقات التجارية والاستثمارية بين القاهرة وأنقرة.

التقى رئيس  الوزراء المصري مصطفى مدبولي، نهاية تشرين الأول الماضي، وزير التجارة التركي عمر بولاط

وأكد الوزير التركي أنّ مصر هي أكبر شريك تجاري لتركيا في أفريقيا، مشيراً إلى أنّ هناك تنوعاً في الهيكل الاقتصادي للبلدين، وأشار إلى أنّه من المُقرر أن يحضر مائدة مستديرة تضم عدداً من رجال الأعمال المصريين والأتراك، في إطار رغبة الشركات التركية في تعزيز التعاون وتوسيع نطاقه، ولفت الوزير التركي إلى أنّ حجم الاستثمارات التركية في السوق المصرية يتجاوز (2) مليار دولار، مع وجود إمكانية لمضاعفة هذه الاستثمارات، بحسب وسائل إعلام مصرية. 

ما آخر التطورات بخصوص الإخوان 

بالتزامن مع تسريع خطوات التقارب بين البلدين، ورفع مستوى العلاقات وتعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، أحكمت السلطات التركية قبضتها على عناصر التنظيم، بتشديد إجراءات المراقبة والتتبع والقبض على عدد من مخالفي التعليمات. 

حمادة عبد الوهاب: الحرب في غزة عملت على تسريع وتيرة التقارب بين القاهرة وأنقرة، التي شهدت فترة متذبذبة بسبب الموقف من جماعة الإخوان والتواجد التركي في ليبيا، ولا سيّما ميناء الخمس، ولكن يبدو أنّ تلك القضايا أصبحت هامشية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

وبداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ألقت السلطات التركية القبض على الناشطة المصرية من أصل سوري غادة نجيب، زوجة الممثل هشام عبد الله، أحد العناصر الداعمة لجماعة الإخوان، والمقيم في تركيا منذ عام 2013، وذلك لعدم التزامها بتعليمات التوقف عن الهجوم، والتحريض ضد مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأفرجت عنها بعد شهر كامل. 

وكانت السلطات التركية قد شنت سابقاً حملة مداهمات واسعة النطاق طالت عناصر من الإخوان المقيمين في تركيا، وقامت باحتجاز من لا يحمل أيّ هوية أو إقامة أو جنسية، كما طلبت من (2) من عناصر التنظيم مغادرة أراضيها، ورفضت منح الجنسية لنحو (12) عنصراً إخوانياً غيرهم، بحسب صحيفة (الشرق الأوسط). 

مواضيع ذات صلة:

خطوة جديدة في التقارب بين مصر وتركيا...السعودية والإمارات تعلقان

هل تُعجِّل تسمية السفيرين بالقمة الرئاسية بين مصر وتركيا؟

مصر وتركيا ترفعان العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية