حرب شوارع وصواريخ وإضراب الصدر عن الطعام... آخر تطورات المشهد العراقي (صور وفيديوهات)

حرب شوارع وصواريخ وإضراب الصدر عن الطعام... آخر تطورات المشهد العراقي (صور وفيديوهات)


30/08/2022

يوم دامٍ عاشه العراق أمس أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات، وتطورات أمنية وسياسية متلاحقة ما يزال يشهدها منذ الساعات الماضية، على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي أشعلها إعلان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، أمس، "اعتزاله العمل السياسي"، وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي، وأعقبتها ليلاً اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.

ويخوض مقاتلو التيار الصدري منذ ساعات الصباح الأولى معارك "عنيفة" ضد قوات الفصائل الشيعية المسلحة في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، وفق ما أوردت شبكة "روسيا اليوم".

وتشهد الكثير من المناطق اشتباكات عنيفة بمشاركة ميليشيات تابعة للإطار التنسيقي، وتشير الأحداث إلى انزلاق العراق نحو أوضاع غير مستقرة.

وأكد مصدر أمني في تصريح صحفي لوكالة "شفق نيوز" أنّ الوضع الأمني في المنطقة الخضراء بات خارج السيطرة، بينما تخوض الأطراف المتقاتلة حرب شوارع في أزقتها بأسلحة مختلفة.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية اليوم تعرّض المنطقة الخضراء لقصف بـ (4) صواريخ أدت إلى أضرار بمجمع سكني.

وقالت الخلية في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية: إنّ "المنطقة الخضراء ببغداد تعرضت لقصف بـ (4) صواريخ سقطت في المجمع السكني".

 الصدر يضرب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح

وأضافت الخلية أنّ القصف "أدى إلى حدوث أضرار في المجمع، وكان مكان انطلاقها من منطقتي الحبيبة والبلديات شرقي العاصمة".

وكان مصدر أمني قد أفاد في وقت سابق من اليوم بتعرض المنطقة الخضراء لقصف بصواريخ كاتيوشا.

وأطلقت قوات الأمن النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، واستطاعت السيطرة على القصر بعد طرد المتظاهرين منه، قبل أن تعود الميليشيات لإشعال الوضع الذي أدى لانسحاب القوات الأمنية من المنطقة.

هذا، وحاصر أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان الاتحادية جنوب شرقي العراق، وأغلقوا مقر مبنى محافظة ذي قار في مدينة الناصرية، وفي محافظة واسط اقتحم أنصار التيار الصدري مبنى المحافظة وسيطروا عليه بالكامل.

ووقع إطلاق نار كثيف قرب البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء، وإطلاق نار كثيف في البصرة، وأغلق أنصار الصدر مداخل ميناء أم قصر في محافظة البصرة، بالتزامن مع بدء سريان حظر التجول الشامل الذي فرضته الحكومة في جميع المحافظات العراقية.

 

خلية الإعلام الأمني الحكومية تعلن تعرّض المنطقة الخضراء لقصف بصواريخ وقذائف هاون

 

ونقلت وكالة "فرانس برس" أنباء عن سماع دويّ (13) انفجاراً في المنطقة الخضراء، وقالت وسائل إعلام عراقية إنّ صافرات الإنذار دوّت في السفارة الأمريكية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها، وقامت بتفعيل منظومة الدفاع الجوي "سيرام".

وأكدت إخلاء مقر السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء وانتقال موظفيها إلى السفارة الألمانية.

تطورت الاحتجاجات في بغداد إلى أعمال عنف واشتباكات حيث سقط قتلى وجرحى في المنطقة الخضراء

في غضون ذلك، أكدت مصادر طبية نقلت عنها قناة السومرية سقوط أكثر من (20) قتيلاً في المواجهات المسلحة التي اندلعت داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، وإصابة نحو (250) شخصاً في المنطقة وخارجها، ونقلت وكالة الأنباء العراقية أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجّه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، كما وجّه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين.

هذا وأعلن مقتدى الصدر إضرابه عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح، وفق ما غرّد رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري عبر "تويتر": إنّ الصدر أعلن الدخول في إضراب عن الطعام.

 

أنصار الصدر يحاصرون محكمة الاستئناف في محافظة ميسان، ويغلقون مباني عدة محافظات، بالإضافة إلى إغلاق مداخل ميناء أم قصر في البصرة

 

ورأى رجل الدين المقرّب من مقتدى الصدر حليم الفتلاوي أنّ حل الأزمة الراهنة "بسيط ومقدور عليه"، مطالباً قادة الإطار التنسيقي بـ "اعتزال" العمل السياسي كما اعتزله الصدر.

وقال الشيخ حليم الفتلاوي في منشور على موقع "فيسبوك": إنّ "القائد مقتدى القدوة بالتهدئة"، مبيناً أنّه "على طول المدة من الانتخابات إلى اليوم ينادي القائد مقتدى الصدر بالسلمية، مع فسح المجال للفرقاء السياسيين بأخذ زمام تشكيل الحكومة بمعزل عنه وعن كتلته، لأنّه لا يريد أن يشاركهم بتوافقهم المحاصصاتي الذي يمقته".

وحول التطورات الميدانية، أغلقت القوات الأمنية العراقية جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد والطريق المؤدي إلى مبنى التلفزيون الحكومي، حسبما أوردت وكالة "رويترز".

ودعت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، المواطنين إلى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة والالتزام بحظر التجول والابتعاد عن الشائعات المغرضة.

 

صافرات الإنذار دوّت في السفارة الأمريكية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها، وقامت بتفعيل منظومة  الدفاع الجوي "سيرام" وأخلي مقر السفارة الهولندية

 

وأضافت في بيان أنّ القوات الأمنية تؤكد مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية، وأنّها تقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار.

وأشارت إلى أنّ القوات الأمنية التزمت أعلى درجات ضبط النفس لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.

وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأنّ قائد عمليات بغداد أصدر توجيهاً بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.

وقرر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.

.

ودعا الكاظمي في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية، وطالب مقتدى الصدر بالمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.

وقال رئيس الوزراء العراقي إنّ تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يُعدّ عملاً مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية، منتقداً ما سمّاه تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية أنّ رئاسة الوزراء أعلنت تعطيل الدوام الرسمي اليوم في جميع المحافظات العراقية، وقررت وزارة التربية تأجيل الامتحانات الوزارية للمدارس الابتدائية والمتوسطة.

 

رجل دين مقرب من الصدر: حلّ الأزمة الراهنة بسيط ومقدور عليه، اعتزال قادة الإطار التنسيقي العمل السياسي كما اعتزله الصدر

 

وتعليقاً على الأحداث دعا الرئيس العراقي برهم صالح المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وإفساح المجال أمام القوات الأمنية للقيام بواجبها.

وحول التطورات أكد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، في تصريح نقلته قناة دجلة، أنّ ما شهدته البلاد ينذر بخطر كبير، ودعا رئيس إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني الأطراف السياسية كافة إلى ضبط النفس، وألا تسمح بانفلات الوضع عن السيطرة أكثر مما هو عليه.

أمّا القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ووزير الخارجية السابق هوشيار زيباري، فقال: إنّ ما حصل اليوم في بغداد كان نتيجة تراكمية لسياسات ومصالح وقرارات قضائية تعسفية قصيرة النظر.

من جانبه، دعا رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلاف النصر العراقي حيدر العبادي إلى التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الفتن.

بدوره، قال زعيم ائتلاف الوطنية العراقي إياد علاوي في تصريح صحفي إنّه لا سبيل لحل الأزمة السياسية إلا بالحوار الوطني.

ودعا الإطار التنسيقي في العراق التيار الصدري للعودة إلى طاولة الحوار، قائلاً إنّ على الجميع درء الفتنة وتغليب لغة العقل والحوار وتجنيب البلد الفوضى وإراقة الدماء.

 

الإطار التنسيقي يدعو التيار الصدري للعودة إلى طاولة الحوار، لدرء الفتنة وتغليب لغة العقل والحوار وتجنيب البلد الفوضى وإراقة الدماء

 

وقد تفجرت الأزمة عندما أعلن مقتدى الصدر أمس اعتزاله الحياة السياسية نهائياً وإغلاق المؤسسات التابعة له.

وقال الصدر في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": إنّه سيغلق "كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام".

وجاء في البيان على لسان مقتدى الصدر: "لم أدّعِ يوماً العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنّما أنا آمرٌ بالمعروف وناهٍ عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقرّبها إلى شعبها وأن تشعر بمعاناته".

ورغم أنّ إيران المتهم الأول في تحريك ميليشيات الإطار التنسيقي الموالي لها، إلا أنّها زعمت، على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، بأنّها مع الحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية في العراق واحترام المؤسسات القانونية، داعية إلى ضرورة حل القضايا المثارة على الساحة الداخلية للعراق في إطار العمليات القانونية والحفاظ على سلطة الحكومة العراقية، حسبما أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية.

جاء ذلك خلال لقاء جمع عبد اللهيان مع نظيره العراقي فؤاد حسين في طهران أمس، حيث جرى البحث حول آخر تطورات العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، وفقاً لما نشرته اليوم الثلاثاء وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية.

ووصف عبد اللهيان "بالمهم" الاستقرار والسلام والحفاظ على الوحدة الوطنية في العراق واحترام المؤسسات القانونية، وأكد وجهة نظر إيران في مجال حل القضايا المطروحة على الساحة الداخلية العراقية ضمن إطار العمليات القانونية والحفاظ على سلطة الحكومة العراقية.

وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف العراقية إلى التهدئة والدخول بحوار سياسي.

وقال أنطونيو غوتيريش في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الألمانية: "أتابع بقلق الاحتجاجات الجارية في العراق والأنباء عن سقوط ضحايا، وأدعو للهدوء وضبط النفس".

وحث غوتيريش "جميع الأطراف في العراق على التهدئة، والانخراط بشكل عاجل في حوار سلمي بشأن العملية السياسية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية